برنامج "Greenhouse Accelerator" من بيبسيكو يطلق العنان للشركات العربية الناشئة لابتكار حلول زراعية مستدامة

برنامج "Greenhouse Accelerator" من بيبسيكو
يطلق العنان للشركات العربية الناشئة لابتكار حلول زراعية مستدامة 
 
 
انطلق برنامج "Greenhouse Accelerator" من بيبسيكو في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أول مرة عام 2021، وتمحورت ابتكارات الشركات الناشئة المتأهلة آنذاك حول حلول التعبئة والتغليف المستدامة وممارسات إعادة التدوير. أما هذا العام، فقد انطلق برنامج "Greenhouse Accelerator" من بيبسيكو في موسمه الثاني ليكتشف الطاقات العربية المُبتَكِرة للحلول الزراعية المستدامة، بهدف معالجة تحديات الاستدامة الزراعية ومنها تحقيق الأمن الغذائي، وشح الموارد المائية، وسوء إدارة الموارد الزراعية من مياه الري، والأسمدة، والتربة. 
 
وقد تمكنت بيبسيكو من استقطاب مواهب متنوعة تمثل مختلف أنحاء المنطقة، حيث تلقت هذا العام أكثر من 180 طلباً من 18 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليتضاعف عدد الطلبات مقارنة بالعام الماضي، ما يشير إلى الآفاق الواعدة التي تنطوي على الشركات الناشئة في المنطقة ورغبتها في قيادة دفة التحول الإيجابي ولعب أدوارٍ ريادية فيه.  
 
و التقت الأنباط بـ ياسمين فنصه، مديرة الاستدامة في الشرق الأوسط لدى "بيبسيكو" التي صرحّت بأن الشركات الست التي بلغت القائمة النهائية للمنافسة، هي بلا شك بين أبرز الشركات التي ستلعب دوراً في بناء مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا في المنطقة، حيث تتطلع بيبسيكو للعمل معها جنباً إلى جنب لتحقيق استدامة القطاع الزراعي عبر تبنّي أحدث التقنيات والابتكارات الحديثة. 
وأضافت أيضًا أنه تم تشجيع جميع المتقدّمين هذا العام ممن طرحوا تقنيات مبتكرة من شأنها خفض الانبعاثات الكربونية في القطاع الزراعي، وتقليل استهلاك المياه. كما أُتيحت الفرصة أمام الشركات الناشئة التي طوّرت منتجات وتقنيات فريدة من نوعها، من شأنها تحقيق الأمن الغذائي على المستوى الإقليمي، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في كافة المراحل والعمليات الزراعية.  
 
أما عن المعايير التي تم على أساسها اختيار الشركات الناشئة، فأهمها توافق رؤية الشركة الناشئة مع أهداف بيبسيكو للاستدامة، والتي تندرج ضمن استراتيجية "بيبسيكو الإيجابية"، إلى جانب قابليّة التوسع، وأهميّة المشاريع المقدّمة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وامتلاك تلك الشركات مؤهلات متميزة.  
 
من جانب آخر، قدّمت بيبسيكو للشركات المختارة في القائمة النهائية، منحة أولية بقيمة 20 ألف دولار أمريكي لدعم أنشطتها وتطوير ابتكاراتها، وستعمل كلّ منها خلال الأشهر المقبلة مع المدرّبين المحدّدين لتطوير مشاريعها، بمن فيهم الخبراء الإقليميين المتخصصين في مجالاتهم، وخبراء من شركة "بيبسيكو". كما ستحظى الشركات الناشئة على فرصة التعمق في مجال الدراسات والتطوير واكتساب أفكار جديدة حول نماذج الأعمال واستراتيجيات السوق وتعزيز طرق تطوير المنتجات، فضلاً عن التعرف إلى الممارسات المتوافقة مع الأطر التنظيمية وغيرها من المواضيع.  
 
وبعد انتهاء فترة التدريب التي تمتد لـ 6 أشهر، ستحصل الشركة الفائزة على 100 ألف دولار أمريكي إضافية كتمويل يعزّز من قدرتها على التوسع، مع إمكانية توسيع نطاق تعاونها مع "بيبسيكو"، حيث سيتم اختيار الشركة الفائزة بناءً على معايير أساسية، منها حجم نمو عائداتها بالمقارنة مع العام الماضي، إلى جانب كيفية استخدامها للمنحة الأولية البالغة 20 ألف دولار أمريكي، ومستوى التعاون مع المدرّبين، إضافة إلى مستوى التقدم المُحرز فيما يتعلق بأول هدفين للشركة الناشئة.
 
وفي لقاء أجرته الأنباط مع المهندسة هبة أسعد، إحدى مؤسسي شركة SmartWTI الأردنية، اعتبرت أن مشاركتها وفريقها في برنامج Greenhouse Accelerator محطة مهمة لتسريع نمو شركتها الناشئة، حيث أتيحت لهم الفرصة للعمل مع خمس شركات ناشئة أخرى تشاركهم نفس الرؤية، بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات شركة بيبسيكو وخبراء آخرين في المجال، لتطوير مهارات حلّ المشكلات، وتوسيع آفاق وطموحات مشاريعهم، واستخدام التمويل بحكمة، واكتساب خبرة أكبر حول كيفية توسيع نطاق أعمالهم.
 
وأضافت أسعد بأن فريق SmartWTI وظّف التكنولوجيا والهندسة وعلوم البيانات لتطوير حلّ مبتكر يعزّز مستويات الإنتاجية وصحة المحاصيل، ويحافظ على الموارد الحيوية في الوقت عينه. إذ يمكّن ابتكار SmartWTI المزارعين من قياس المتغيّرات المختلفة مثل مستويات رطوبة التربة، ودرجة الحرارة في الوقت الفعلي، ومن خلال الخوارزميات المتقدمة ومنهجيات علوم البيانات، يتم تحليل هذه البيانات لتزويدهم برؤى وخطط قابلة للتنفيذ لاتخاذ القرارات المستنيرة. ومع نظام الري المؤتمت بالكامل، يتم تزويد كل نبتة بالكمية المناسبة من المياه المطلوبة في الوقت والمكان المناسبين، بالإضافة إلى الكشف السريع عن أي تسريبات، الأمر الذي يقلل من هدر المياه.
 
حيث تكمن القيمة المضافة في حلول SmartWTI بقدرتها على معالجة تحدّيات إدارة المياه الشّحيحة في المنطقة، وتعزيز الاستدامة على المدى الطويل من خلال الحفاظ على الموارد الطبيعيّة وتوفيرها. فمن خلال استخدام تقنيّة إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، يتم تمكين المزارعين من تتبّع كميات استهلاك المياه، مع ميزة الرصد الفوري لقياس مستويات الرطوبة في التربة في الأحوال الجوية المختلفة؛ الأمر الذي يحقق أفضل إدارة للموارد المياه، من خلال اتّباع ممارسات الري الفعالة، وتحديد احتياجات النباتات للمياه، والتنبيه في حال وجود التسريبات المائية.
 
وقد أثبت هذا الحل فائدته الكبيرة في منطقتنا، وخاصةً في دولة الأردن التي تفتقر إلى الموارد النفطية والإمدادات المائية. وعلى المدى الطويل، فمن المتوقع أن تساعد حلول SmartWTI في الحفاظ على الموارد الطبيعية في المنطقة مع تحقيق الأمن الغذائي فيها.
وتركّز حلول  SmartWTI التقنية المبتكرة، على محورين رئيسيين في القطاع الزراعي: إدارة المياه وصحّة التربة. فمن المعروف أن ندرة المياه تشكل تحدّيًا كبيرًا للقطاع الزراعي في المنطقة، إلا أنّ حلول SmartWTI توفّر تقنياّت تمكّن المزارعين من الاستخدام الأمثل للمياه مع تقليل النفايات. هذا وتتجاوز حلول SmartWTI إدارة المياه لتعالج تحسين الموارد الزراعية على نطاق أوسع؛ من خلال جمع البيانات حول مختلف العوامل البيئية والمتطلّبات الخاصّة بالمحاصيل، كما تمكّن حلول SmartWTI المزارعين من الاستخدام الأمثل للأسمدة ومبيدات الحشرات والموارد الأخرى. ليقلل هذا النهج المتكامل من هدر الموارد والتلوّث البيئي، إلى جانب تعزيز ممارسات الزراعة المستدامة.
كما التقت الأنباط بـالمهندسة سلمى عمايري، إحدى مؤسسي شركة Smart Green الأردنية، المتأهلة للتصفيات النهائية لبرنامج "Greenhouse Accelerator"، حيث عبّرت عن مدى سعادتها وفخرها بالتأهل إلى النهائيات، وأكدت أن البرنامج يلعب دوراً مهماً جداً في مساعدة الشركات الناشئة في المنطقة في بلوغ آفاق جديدة كلياً، حيث تلتقي أهداف البرنامج مع رؤية شركة Smart Green الرامية لتعزيز الاستدامة في قطاع الزراعة. 
وأوضحت عمايري أن رأس المال من أبرز التحديات التي تواجه الشركات الناشئة في المنطقة؛ لكن العمل مع شركة عالمية مثل "بيبسيكو"، يمثل دفعة كبيرة لنا لتحقيق الأهداف التوسّعية، ويتيح للشركات الناشئة فرصة التواصل بطريقة أكثر فعاليةً مع المستثمرين المحتملين وخبراء القطاع ومجتمعات الأعمال والشركاء، كما أنه يفتح المجال لعالم من الفرص اللامحدودة. إذ إن إشراف خبراء شركات كبرى مثل بيبسيكو وغيرها على هذه المنافسة، كان حافزاً إضافياً لشركة Smart Green للمشاركة. وكونها شركة نامية، فإن الحصول على أفكارٍ ورؤىً تختص بالأبحاث والتطوير ونماذج الأعمال وتطوير المنتجات والممارسات ضمن الأطر التنظيمية المحددة هي عناصر لا تقدر بثمن، حيث تمكّنت Smart Green من مواكبة أحدث التوجهات في مجالات مختلفة. 
وأضافت عمايري، أن الجائزة الكبرى البالغة قيمتها 100,000 دولار أمريكي، من شأنها الارتقاء بأعمال شركتها الناشئة إلى آفاق جديدة، إذ ستتمكن عبرها من تطوير حلول جديدة في التكنولوجيا الزراعية ولعب دور فاعل في قيادة دفة التحول الإيجابي المستدام على الصعيدين المحلي والإقليمي. 
 
وتستخدم Smart Green أنظمة ذكية باستخدام تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة، لمساعدة المزارعين في تعزيز الاستخدام الأمثل لمصادر المياه والمغذيات والطاقة. ومن خلال إيصال احتياجات النبات من المياه والأسمدة وكمياتهما الضرورية في الوقت المناسب، فإن Smart Green تمكِّن المزارعين من خفض استهلاك المياه بنسبة 30% في الأنظمة المفتوحة، وما يصل إلى 70% في الأنظمة المغلقة، الأمر الذي يساهم بتحسين جودة المحاصيل وتعزيز الوصول لأهداف الأمن الغذائي واستدامة الموارد البيئية للأجيال القادمة. وتوفر Smart Green خاصية التحكم عن بعد بأنظمة المزارع، والتي تشمل أنظمة جدولة عمليات الري والتسميد حسب احتياجات النبات من خلال شاشة تعمل باللمس ومزودة بواجهة رسومية باللغتين العربية والانجليزية لتسهيل العمل عليها من جانب المزارعين. إلى جانب توفير أول نظام ري وتسميد ذكي باللغة العربية، الأمر الذي عزز من قدرتنا على تلبية احتياجات المزارعين وترسيخ الممارسات الإيجابية في الأردن ومنطقة الشرق الأوسط. 
 
أما عن القضايا الزراعية التي تعالجها حلول Smart Green المبتكرة، فهي إدارة مصادر المياة الشحيحة، وإدراة تسميد النبات. ولعلها هي أبرز المشكلات التي تثير بعض المخاوف المرتبطة بالأمن الغذائي، والتي تخلق بدورها حالة من ضبابية الرؤية وعدم الاستقرار في المنطقة التي يرتبط ازدهارها بالتخطيط طويل الأمد واستشراف المستقبل.
 
وتتمثل أبرز تحديات الزراعة التقليدية في استهلاكها أكثر من 70% من موارد المياه المتوفرة، إلى جانب تأثيرات ظاهرة التغير المناخي التي تتجسد في ظواهر مثل موجات الحر والصقيع، وهي العوامل التي تمثل خطراً على الأمن الغذائي على المدى الطويل. كما أن الاستخدام المفرط للأسمدة يؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية.
 
إلا أن حلول Smart Green تساهم بحسب عمايري في مساعدة المزارعين باستخدام المياه والأسمدة وموارد الطاقة بطريقة مثلى، وحماية البيئة واستدامتها للأجيال المقبلة.
 
 
في الختام، تجدر الإشارة إلى أن كلًا من الشركتين الأردنيتين Smart Green و SmartWTI تستعدان لخوض المنافسة النهائية من برنامج Greenhouse Accelerator بمشاركة 4 شركات أخرى من الوطن العربي، وهي: "دودة" (Dooda Solutions) و"واي واي ري جين" (YY ReGen) من لبنان، "نورنيشن" للطاقة المتجددة (NoorNation) من مصر، و"روبوكير" (RoboCare) من تونس، . وقد تم اختيار هذه الشركات من بين أكثر من 180 شركة ، حيث قدّمت كل شركة مستوى فريدًا من الخبرة والحلول المبتكرة من مختلف جوانب الاستدامة الزراعية.