"الافتاء": لا يجوز صياغة المعلومات ومناقشة القضايا العالقة عبر تقنية "ChatGPT"

ديانا البطران

يشهد العالم في هذا الوقت تطورًا مذهلًا في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ومن بين التطورات المذهلة هو ظهور (ChatGPT)، وهو نموذج للذكاء الاصطناعي يعتمد على تكنولوجيا(PT (Generative Pre-trained Transformer). 
ويعتبر(ChatGPT) انموذجًا للتعلم الآلي الذي يستخدم الحوار المكتوب في التحدث مع البشر، حيث يُستخدم بشكل واسع في التطبيقات الحديثة مثل مساعدات الذكاء الاصطناعي الشخصية وخدمات العملاء الذكية.
ومن الواضح أن هذه التكنولوجيا الجديدة قد بدأت تثير تساؤلات ومخاوف بين الناس حول العالم ممن ينظرون إلى هذه التكنولوجيا بما فيها من منصات ذكاء اصطناعي بشكل إيجابي باعتبارها نقلة نوعية في التكنولوجيا، وتقدم فوائد عديدة للبشرية، بينما يشعر آخرون بالقلق حيال تطوّرها السريع والتأثيرات السلبية المحتملة.
وقال أحمد إنه يعتقد أن (ChatGPT) هو تقنية مذهلة تسهل التواصل وتبادل المعلومات بطريقة فعالة، إذا يمكننا استخدامه للحصول على إجابات سريعة على أسئلتنا، وحتى لتطوير مشاريعنا البحثية.

وأضافت لينا أنها معجبة بقدرته على توليد نصوص معقّدة ومفهومة، و يمكنه مساعدتنا في إنشاء محتوى جذاب، ناهيك عن قدرته على إثراء المناقشات الأكاديمية.
فيما أوضح يوسف أن استخدام (ChatGPT) قد يؤدي إلى الاعتماد الزائد على التكنولوجيا وتقليل مهارات التفكير الذاتي والبحث مما يتوجب علينا أن نكون حذرين من فقدان القدرة على التفكير النقدي.
وأضافت ريم أنه قد تكون هذه التكنولوجيا مفيدة بعض الشيء، ولكن يجب ألا ننسى أنها غير قادرة على فهم السياق بنفس الطريقة التي يفعلها البشر، مما قد يؤدي ذلك إلى تفسير غير دقيق للمعلومات.
بدورها، أوضحت دائرة الإفتاء الأردنية بأن تقنية (chatgpt) تعد نموذجاً تفاعلياً قائماً على الذكاء الاصطناعي، ويعد من الابتكارات الحديثة في هذا المجال، حيث يمكن استخدامه في إنشاء المحتوى مثل كتابة المقالات والنصوص الإبداعية، والمساعدة في كتابة الأبحاث وغيرها.
وأما حكم الاستعانة بهذه التقنية وتوظيفها في مجال كتابة الأبحاث العلمية أو حل الواجبات المعطاة للطلبة من حيث الحل أو الحرمة، فيتوقف على نوع الجهد المبذول المقصود في هذه الحالة وينقسم إلى قسمين، الأول هو جهد أصليّ مقصود لذاته، وهو صياغة المعلومات، واستخلاص النتائج، وترتيب الأفكار، ومناقشة القضايا العالقة، وهذا النوع من الجهد لا يجوز للباحث إعداده عن طريق تقنية (chatgpt) وعزوه إلى نفسه بغرض إيهام المشرفين على البحث بأنه من جهده الذهني، فالأبحاث إحدى وسائل التقييم، والهدف منها أن يبحث الطالب عن المعلومات من المصادر المعتمدة، ويعتاد على صياغة هذه المعلومات وترتيبها في البحث لاستخلاص النتائج، فكتابة البحث عنه على هذا الوجه يعود على الطالب بالعلامة التي لا يستحقها، ويساويه بمن تعب واجتهد وأبدع في بحثه من الطلاب، حيث قال النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم "الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ"، إضافة إلى أنّ الطالب يقدم البحث على أنه جهده الشخصيّ، وهذا كذب وغشّ وتزوير، والكذب من كبائر الذنوب، حيث يقول الله عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} ،وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا).
أما القسم الثاني فهو جهد شكليّ يتمثل في البحث من خلال محركات البحث لجمع المعلومات والإحصائيات وجمع المصادر والتدقيق اللغوي وغيره من عمليات البحث، فلا حرج بالاستعانة بأي وسيلة من وسائل الذكاء الاصطناعي مما يعطي للبحث قوة، وأصالة علمية.
وعليه؛ فإن تنفيذ الباحثين والطلبة أعمالهم الدراسية بشكل لا يخالف العقائد السماوية والأخلاق المهنية والعلمية سيكون انتصارا لهم ولمبادئهم، تزامنا والابتعاد عن كلّ ما فيه كذب أو غشّ أو تزوير، وأن يحافظوا على الاجتهاد الشخصي في كتابة دراساتهم العلمية والبحثية، ويستغلّون هذه التقنيات بشكل صحيح ومهني وصادق