"مهرجانات جرش والفحيص" إشعاع ثقافي يعزز الاقتصاد المحلي والتراث الوطني

عمرالكعابنة 

تُعتبر المهرجانات الثقافية والفنية من الأحداث الهامة التي تسهم بشكل كبير في دعم النمو الاقتصادي وتعزيز الحياة الاجتماعية في المناطق التي تُقام فيها.

 عند النظر في مهرجاني جرش والفحيص في الأردن، نجد أنهما يُعَدَّان مثالاً رائعاً على كيفية تأثير المهرجانات على الاقتصاد والمجتمع المحلي، وتساهم هذه المهرجانات في مساعدة أهالي المنطقة من الناحية الاقتصادية من خلال عدة عوامل أبرزها؛ تعزيز السياحة والاستثمار المحلي حيث  تعتبر المهرجانات مجالاً جذاباً للسياحة والزوار من مختلف المناطق والبلدان، يتوجب على الزوار البقاء في المنطقة لفترات طويلة، مما يؤدي إلى زيادة الإقامات الفندقية، واستهلاك الطعام والشراب، وشراء الهدايا والسلع التذكارية، كما تجذب المهرجانات الاستثمارات المحلية والأجنبية، حيث يمكن للأعمال الصغيرة والمتوسطة أن تستفيد من الفرص التجارية المتاحة خلال المهرجان

وأيضاً توفير فرص عمل مؤقتة إذ يتطلب تنظيم المهرجانات توظيف عدد كبير من العمال والموظفين، سواء كان ذلك في تنظيم الفعاليات أو تقديم الخدمات،هذا يشمل المترجمين، والعاملين في مجال الضيافة، والأمن، والتسويق، والترفيه، والعديد من الأدوار الأخرى. هذا يُساهم بشكل كبير في توفير فرص عمل مؤقتة لأهالي المنطقة، مما يؤثر إيجابياً على الدخل الشخصي للعديد من الأفراد.

وتعزيز المبيعات والتجارة المحلية من خلال إتاحة  المهرجان الفرصة للتجار والحرفيين المحليين لعرض منتجاتهم وبضائعهم أمام جمهور كبير من الزوار، هذا يساهم في زيادة المبيعات والإيرادات للأعمال المحلية، مما يساهم في تنمية الاقتصاد المحلي ودعم الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وتشجع المهرجانات الفنانين والمبدعين المحليين على عرض أعمالهم والمشاركة في الفعاليات الثقافية،هذا يساهم في نمو وتطوير القطاع الثقافي والفني في المنطقة، وقد يؤدي إلى فرص مستقبلية للفنانين للمشاركة في فعاليات دولية.

وتعزيز الوعي والهوية المحلية من خلال تسليط الضوء على التراث والثقافة المحلية في المهرجانات، يتم تعزيز الوعي بالتراث والهوية المحلية لدى السكان والزوار على حد سواء، هذا يعزز الفخر المحلي ويشجع على الاهتمام بالموروث الثقافي والتاريخي للمنطقة.
بناءً على الأهمية التي يمتلكها مهرجان جرش ومهرجان الفحيص في تعزيز الاقتصاد المحلي وتعزيز الحياة الاجتماعية، يمكن تقديم عدد من التوصيات لتطوير هذين المهرجانين بشكل أكبر وتحقيق أقصى استفادة منهما:

يجب العمل على تطوير البنية التحتية للمهرجانين، بما في ذلك مواقع الفعاليات والمرافق العامة، كما ينبغي تحسين وتطوير مسارات الوصول والمواقف والخدمات اللازمة لتوفير تجربة مريحة وسهلة للزوار، توسيع نطاق الفعاليات والبرامج المقدمة في المهرجانات بحيث تشمل مجموعة متنوعة من الفنون والثقافات، ويمكن إضافة فقرات فنية مبتكرة، وعروض متعددة تشمل المسرح والموسيقى والفنون التشكيلية والأفلام الوثائقية.

ويجب زيادة جهود التسويق والإعلان للمهرجانات على مستوى واسع، سواء داخل الأردن أو على الصعيدين الإقليمي والدولي، ذلك يمكن أن يجذب عدد أكبر من الزوار والمشاركين،بالإضافة لـ تعزيز المشاركة المحلية من خلال دعوة الفنانين والحرفيين المحليين للمشاركة في المهرجانات، الأمر الذي يعزز الهوية المحلية ويعطي فرصة للمبدعين المحليين لعرض مواهبهم.

وتطوير شراكات مع مؤسسات ثقافية وفنية محلية ودولية لتبادل الخبرات والموارد، ذلك يمكن أن يسهم في جلب فعاليات جديدة وتوسيع النطاق الجغرافي للمهرجانات، والتحول نحو المهرجانات المستدامة جزءًا من الاستراتيجية التطويرية، يمكن استخدام تقنيات الطاقة المتجددة وإعادة التدوير للحد من تأثير المهرجانات على البيئة.

وتنظيم ورش عمل وندوات تفاعلية مع المجتمع المحلي لجمع آراءهم واقتراحاتهم بشأن المهرجانات،  مما  يساهم في تلبية توقعات الجمهور وتحسين تجربتهم، وتنظيم ورش تدريبية للفنانين والحرفيين المشاركين في المهرجانات لتطوير مهاراتهم وزيادة جودة منتجاتهم.

باستخدام هذه التوصيات، يمكن تعزيز تأثير مهرجاني جرش والفحيص على الاقتصاد المحلي وتعزيز الحياة الثقافية والاجتماعية في المنطقة.