قصص جرشية: نجاح مستورة صالح الشمري في المحافظة على تراث "صناعة السدو"

عمرالكعابنة

تحاكي القصة نجاح وتفاني امرأة سعودية في المحافظة على تراث قديم يُدعى "السدو"، والذي يُعد من الحرف النادرة في المملكة العربية السعودية.

مستورة صالح الشمري، التي تقدّم قصة نجاح في عالم الحرف اليدوية، تشاركنا تجربتها وحكايتها الناجحة.

يروي السدو نفسه كقصة فنيّة تتجسّد في قص وتشكيل قماش الصوف وتحويله إلى قطع فنية راقية تزيّن المنازل وكان يستخدم سابقاً لـ الفصل بين الحريم والرجال، و تحمل هذه المهنة قيمة تراثية كبيرة، وتُعتبر حاصلة على توارث طويل بين الأجيال.

وتبدأ مستورة قصتها بتوريث هذه المهارة من جدتها وأمها، اللاتي كانت تملأ حياتهن بحُب السدو وتنسجمن معه كقطع فنيّة راقية، تتحدث عجلان بفخر عن تعلّمها لهذه الحِرَفة القديمة منذ سن صغيرة، وعن طموحها في الاحتفاظ بالتراث الشعبي القيّم وتمريره للأجيال الجديدة.

ولم تتوقف عند الاحتفاظ بالمهارة فقط، بل شاركت في معارض وفعاليات ثقافية من ضمنها مهرجان جرش 37 لتعريف المجتمع بتراث السدو وقيمته الثقافية، وفي محاولة لجعل السدو معروفًا عالميًا، تعاونت مع أصحاب مشاريع فنية أخرى واستعرضت مهاراتها بكل فخر.

مرت 17 سنة على مستورة الشمري في ممارسة هذه المهنة، وبنجاح كبير، استطاعت الحفاظ على هذا التراث القيّم، لا تزال السيدة مستورة تكافح لجذب الاهتمام والدعم اللازم للحفاظ على هذه الحرفية النادرة والتأكيد على أهميتها في زخم المجتمع السعودي الحديث.

تُثمّن مستورة الشمري تاريخ هذا التراث العريق، وتعتبر أنه يجب على الجميع المساهمة في الاحتفاظ به وتشجيع الشباب على تعلّمه واستمراره، تُشجّع النساء السعوديات على تجاوز التحديات وتحقيق طموحاتهن في مجالات الحرف اليدوية، حيث يمكن للأصالة الثقافية أن تتعايش بجانب التطور الحضاري الحديث للمملكة.