قصص جرشية: مدرّبة الفن العسيري "فاطمة" قصة ملهمة للأجيال القادمة
عمرالكعابنة
منذ 22 عامًا، بدأت فاطمة مسيرتها كمدربة للفن العسيري وتمكنت من تدريب أكثر من 700 متدربة حتى الآن. بفضل خبرتها الواسعة وموهبتها، استطاعت أن تصعد بهذا الفن الجميل لمستوى مرموق، وقامت بإنشاء متحف ثقافة المرأة للتعريف بتاريخها وتراثها.
في الماضي، كانت الملابس التقليدية والقط العسيري يُصنعان يدويًا في ورشة عملها، ولكن اليوم أصبح القط العسيري رمزًا ثقافيًا ويحظى بشهرة واسعة، حيث تحوّلت ورشتها إلى مدرسة لتعليم هذا الفن الفريد، القط العسيري يرمز إلى القيم الدينية والتساوي والأمن الغذائي، ويعكس الفرح بعد موسم الحصاد.
تُقام دورات تدريبية لتعليم النساء مفاهيم هذا الفن، حيث تبدأ بتعريفهن على مفرداته وأدواته، كما يتم تعريفهن على المواد الطبيعية المستخدمة في صنع الألوان التقليدية التي كانت تستخرج يدويًا قبل الاحتفالات بعشرة أيام من الأعياد، مثل اللون الأحمر المستخرج من المِشقة، واللون الأسود المستخرج من شجرة التين، واللون الأصفر المستخرج من البرسيم، واللون الأزرق المستخرج من النينة.
من أهم الشخصيات التي نُسب إليها تعلم الفن العسيري، تبرز الرائدة فاطمة والرائدة شريفة بنت أحمد، وقد تعلمنا الكثير من إرثهما الثقافي وأعمالهما الرائدة، بما في ذلك الجحاحة بنت بريدي التي شهدت أعمالها نحو مئة وثمانية سنوات من إجمالي مدة عمر الفن العسيري .
تُعتبر مشاركة فاطمة في مهرجان جرش الثقافي مناسبة فريدة، حيث شاركت في العديد من المهرجانات الدولية والمحلية، مثل مهرجانات ونيويورك ودبي والقاهرة وحائل وتقنية السعودية، وهي سعيدة بالمساهمة في إبراز هذا الفن الرائع ونشره حول العالم.
يحتضن مهرجان جرش هيئة التراث السعودي ،وتأمل فاطمة الرائدة في الفن العسيري أن تكون ملهمة لـ الأجيال القادمة