خطر التغير المناخي هل يكون أكذوبة على طاولة العلماء؟

الأنباط – زينة البربور
حرب إعلامية شرسة اندلعت نيرانها بعد التباين الغريب في آراء العديد من الخبراء حول حقيقة أحد أخطر الكوارث الطبيعية التي ضج العالم مؤخرا باحتمالية حدوثها، وهي الاحتباس الحراري والتغير المناخي.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أطلق مصطلح" الغليان العالمي على الطقس الحار المتطرف الذي يشهده العالم والارتفاع القياسي في درجات الحرارة العالمية التي سجلها شهر تموز الجاري، ما دفعه للقول "انتهى عصر الاحترار المناخي العالمي، وحلّ عصر الغليان العالمي.
إلا أنه وبحسب ما تؤكد مديرة مشاريع تغير المناخ الخاصّة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدى وزارة البيئة في لبنان، ليا قاعي، فإنه ليس هنالك ، علميًا، ما يسمى مرحلة "الغليان العالمي"، مؤكدة في حديثها لموقع "الحرة" أن ما يشهده العالم اليوم هو التغيير المناخي، أو ما يسمى بـ"الإحترار العالمي"، ولكن ليس "الغليان العالمي".
وتضيف: " لا أعتقد أننا انتقلنا هذا العام من مرحلة معينة إلى أخرى تسمى الغليان العالمي، كما يحكى، فالأمر لا يجري بين يوم وآخر، وإنما يحصل بشكل تصاعدي توضحه البيانات، حيث تظهر أن كل عام يكون أعلى حرارة من العام الذي يليه، وبالنظر إلى ما سجل قبل عقود يتضح الفارق".
بينما وصفه رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن بأنه" تهديد وجودي" مؤكداً أن الحرّ هو "القاتل الرقم واحد المرتبط بالطقس".
وأضاف من البيت الأبيض، في اتصال عبر الفيديو مع رؤساء بلديات في ولاية تكساس، أنه لا يعتقد أن أحدًا "يستطيع أن ينكر بعد اليوم تأثير التغير المناخي"، لافتاً إلى اتخاذ اجراءات لضمان سلامة الأشخاص الذين يعملون في الهواء الطلق بشكل أكبر، مع زيادة تمويل خدمات الأرصاد الجوية.
ويؤكد المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، جواد الخراز، أن تعبير "الغليان" الذي استخدمه غوتيريش، يأتي في محله للدلالة على الإحترار المناخي الحاصل، والذي سيؤدي حتماً إلى تغيير في نمط حياة الإنسان، والتأثير على استهلاك الطاقة للتبريد والتدفئة مع تغير الأنماط حول العالم، مشددًا على أن القادم "سيكون أسوأ" إن لم يسارع في الانتقال إلى الطاقة المتجددة والطاقات الخضراء والمستدامة.
ولكن قد يصدمك وجود منكري وجود هذه الظواهر الذين يوصفوا بأنهم شخصيات غريبة ومضللة، فرغم اتفاق 97% من علماء العالم على صحة وجود هذه الظواهر إلا أن مؤسس قناة النشرة الجوية الأمريكية في الثمانينات "جون كولمان" أبدى عبر لقاء على قناة " سي أن أن " استغرابه من الإجماع على وجود التغير المناخي عازيًا ذلك أنه ،علميًا، لا يوجد إجماع لأن العلم ليس تصويتا، إنما يعني النقاش بالحقائق المجرّدة التي لا شكّ فيها، نافيًا إشاعات التهويل المرتبطة بذوبان الثلج وموجات الحر والجفاف.
وأكد كولمان على عدم وجود تغيّر مناخي ملموس من صنع البشر الآن، فيما لم يكن موجودًا في الماضي، ولا يوجد أي سبب يدفعنا لتوقع حدوثه في المستقبل واصفا ذلك بالتضخيم وتحوله لنقطة سياسية لدى الحزب الديمقراطي في منصته.
وشرح آلية تنفيذ هذه الأكذوبة، حيث أن الحكومة تنفق سنويا 2.5 مليار دولار على أبحاث تغيّر المناخ وهي لا تعطي هذه الأموال إلا للعلماء الذين يتوصلون لنتائج تدعم افتراض التغير المناخي الذي يناصره الحزب الديمقراطي، لافتا أنهم لا يملكون خياراً لذلك حيث أن نسبة 97% من الأبحاث العلمية المنشورة تدعم افتراض التغير المناخي، عازيًا ذلك إلى أن هذا ما تدفع الحكومة لأجله، واصفا إياه بالدراسات المدفوعة.

من جانبه، كتب رجل الأعمال الإماراتي المشهور خلف الحبتور تغريدة مرفقة بفيديو قال فيها " أثار انتباهي ودهشتي فيديو مسرّب لتشارلي تشيستر المدير الفني لـ (CNN) سي أن أن مصوّر في عام 2021، حيث يعترف فيه بكل وضوح بأنهم سيبالغون في السنوات المقبلة في التركيز السلبي على ظاهرة المناخ وتضخيم ذوبان الجليد، وغيرها من الظواهر، وبنفس الطريقة التي يخترعون بها الضجيج الإعلامي المبالغ به لقضايا سياسية وبيئية ومرضية وبشكل شبه مستمر.

وأكد أن ذلك ليس بجديد، لأن معظم "المؤسسات الإعلامية" هي كيانات سياسية واقتصادية تساعد في تشكيل الرأي العام، وتسهم في التوجيه نحو المبالغة والتضخيم في أمر ما مقابل التعتيم على غيره من الأمور.
وذكر أن هذه المقابلة المسرّبة تستدعي أن نكون أكثر وعياً لما نتعرض له من الأخبار وما نعتقد أنه الحقيقة، خاصة في ظل ملاحظة حدوث تركيز واضح على ظواهر مثل الاحتباس الحراري وتغير المناخ وارتفاع الحرارة بشكل مفرط في أماكن متفرقة جداً من العالم وخلال أوقاتٍ متقاربة!!

وتابع، أن كل هذا يدعونا للتفكر بكل ما يحدث حولنا، فالأسباب والمؤامرات تختلف، ولكن يبقى الهدف واحد، وهو التحكم بعقولنا وحياتنا والسعي لتحقيق مكاسب مالية هائلة عن طريق تشتيت الانتباه نحو قضايا معيّنة بهدف تعزيز النمو الاقتصادي للقوى المسيّطرة على العالم.
ويبقى السؤال عالقا بين رقمين يحتار العقل بينهما، هل تُكذّب البشرية نسبة 97% ممن اثبتوا صحة هذه الظواهر وتصدق 3% فقط ممن شككوا بصحتها واعتبروها أكذوبة العصر؟ وهل تختبئ قوى سياسية وراء التغير المناخي والاحتباس الحراري، وتتحكم بعقول العلماء لإثبات أكاذيب جعلونا نعتاد سماعها منذ عقود من الزمن لتحقيق مطامع مستورة؟