"الشبوة" خطر محدق يجب مواجهته

عمر الكعابنة

تشهد المملكة تحدياً متزايداً في مكافحة انتشار المخدرات المنشطة، ويتصدر الميثامفيتامين قائمة المخدرات الأكثر انتشاراً وخطورة بين الشباب الأردني، يعرفالميثامفيتامين باسم "الميث" أو "الكريستال" أو "الشبوة" ، وهو مخدر قوي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ويسبب تأثيرات مدمرة على الصحة البدنية والنفسية.

وتشير التقارير إلى أن العديد من الشباب قد جربوا هذا المخدر الخطير على الأقل مرة واحدة، يرجع هذا التفشي جزئيًا إلى السهولة في الحصول عليه وأسعاره المنخفضة مقارنة ببعض المخدرات الأخرى بالإضافة لسرعة إدمانه ، وتشكل المخاطر المحتملة لاستخدام الميثامفيتامين تحدياً حقيقياً يجب التصدي له بشكل جاد ومتكامل.


تُعَدُّ الميثامفيتامين من المخدرات القوية التي تسبب تأثيرات جسدية ونفسية خطيرة،و يتميز الميثامفيتامين بتحفيز الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى زيادة مفرطة في النشاط واليقظة وتحسين المزاج. ومع ذلك، تتبع هذه الفترات القصيرة من الهم والحزن الشديدين، مما يجعل المتعاطين يشعرون بالانهيار النفسي وعدم التوازن، تؤدي جرعات الميثامفيتامين العالية واستخدامه المفرط إلى أضرار جسدية خطيرة، بما في ذلك تدهور الجهاز التنفسي والقلبي والكلوي. كما يسبب فقدان الشهية ونقص الوزن بشكل ملحوظ، مما يهدد الصحة العامة للمتعاطين.


وتترتب على استخدام الميثامفيتامين آثار اجتماعية واقتصادية خطيرة على الشباب والمجتمع بأكمله، قد يؤدي الإدمان إلى انهيار العلاقات الاجتماعية والأسرية، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الانعزال والتهميش الاجتماعي، كما قد يتأثر الأفراد المدمنون بشدة بتراجع الأداء العملي والدراسي، مما يؤدي إلى فقدان العمل وانخفاض الإنتاجية العامة، بالإضافة إلى ذلك، يرتبط استخدام الميثامفيتامين بزيادة معدلات الجريمة والتورط في أعمال عنف وتهريب المخدرات.

كما تواجه الحكومة والمجتمع تحديات كبيرة في مكافحة هذه الظاهرة المدمرة، من بين أهم هذه التحديات؛ التوعية الشاملة حول خطر الميثامفيتامين وتأثيراته، وتعزيز التدابير الأمنية لمكافحة تهريب وتجارة المخدرات، وتقديم الدعم العلاجي والنفسي للمتأثرين وعائلاتهم.

للتصدي لهذا التحدي، يجب تبني نهج شامل يجمع بين جهود الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات المعنية، حيث من المهم تعزيز الحملات التوعوية والتثقيفية حول خطر الميثامفيتامين وتأثيراته، وتوفير برامج علاجية متخصصة والدعم النفسي للمدمنين وعائلاتهم، يجب أن يتم تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية والقضائية لمكافحة المروجين والتجار المتورطين بتهريب المخدرات.

كما تلعب المنظمات الأهلية والجمعيات والمؤسسات الاجتماعية دوراً هاماً في دعم الجهود الحكومية لمواجهة الميثامفيتامين وتأثيراته السلبية، ويجب على المجتمع المدني تقديم الدعم المعنوي والمادي للمتأثرين والمساهمة في تعزيز الوعي العام بخطر المخدرات والحد من انتشارها، وتحتاج هذه المشكلة إلى تعاون شامل وجهود متكاملة للتصدي لها بنجاح. يجب أن يكون العمل المشترك بين الحكومة والمجتمع والمؤسسات هو السبيل الصحيح للتخفيف من خطر الميثامفيتامين على الشباب الأردني والمحافظة على مجتمع صحي ومستقر