محاضرة حول بناء المستقبل الذكي تحت عنوان "الابتكار في العمارة والمدن المتكيفة باستخدام الروبوتات والتكنولوجيا لعالم مستدام"

محاضرة حول بناء المستقبل الذكي تحت عنوان "الابتكار في العمارة والمدن المتكيفة باستخدام الروبوتات والتكنولوجيا لعالم مستدام"
 
تحت رعاية نقيب المهندسين الاردنيين المهندس أحمد سمارة الزعبي، عقدت شعبة الهندسة المعمارية في نقابة المهندسين الأردنيين، محاضرة حول بناء المستقبل الذكي، تحت عنوان "الابتكار في العمارة والمدن المتكيفة باستخدام الروبوتات والتكنولوجيا لعالم مستدام، قدمها المعمار الدكتور سليمان الحديدي وذلك بحضور نائب نقيب المهندسين المهندس فوزي مسعد، وعضو مجلس النقابة رئيس الشعبة المهندس عماد الدباس، وأعضاء من مجلس النقابة والامانة العامة، واعضاء مجلس الشعبة المعمارية، وعدد من الأساتذة الأكاديميين والطلبة من مختلف الجامعات الحكومية والخاصة، وممارسين من مختلف التخصصات الهندسية من القطاعين العام والخاص.
 
وقال نقيب المهندسين المهندس أحمد سمارة الزعبي، إن المعمار الدكتور سليمان الحديدي يشكل نموذجا من نماذج عديدة نعتز بها في هذا الوطن، فشبابنا في كافة المواقع والتخصصات اثبتوا ابداعهم رغم كل الظروف المحيطة، مؤكدا أن تداعيات الذكاء الاصطناعي تعتبر موضوعا كبيرا.
  
وأكد المهندس سمارة أن العمارة تقوم على مبدئين أساسيين هما الانسانية والتواصل، وأن كافة التصميمات تشمل في تفكيرها على الفضاءات المشتركة لخلق حالة من التواصل والبعد الانساني، باعتباره البعد المسيطر في التصميمات المعمارية، لافتا إلى ضرورة استفادة المعماريين من كل تطورات المجال بما يؤول بالخدمة على الانسان والوطن والمجتمع، إضافة إلى التفكير في تداعيات الذكاء الاصطناعي على التعليم الهندسي في المرحلة القادمة، وأثر التعليم عن بعد وعلاقته بالعمارة والخطط المستقبلية لسنوات الدراسة ومدى اهمية عقد امتحانات المهارات وهل للمؤسسات دور في المرحلة القادمة، وغيرها من التساؤلات ذات العلاقة.
 
من جانبه، قال رئيس شعبة الهندسة المعمارية المهندس عماد الدباس، إن شعبة الهندسة المعمارية ستقيم العديد من النشاطات في الاشهر القادمة منها المؤتمر المعماري السابع الذي سيكون تحت عنوان الذكاء الاصطناعي والعمارة، وسيسلط الضوء على الايجابيات والسلبيات في مجال التكنولوجيا المعاصرة في العمارة، خاصة وأن موضوع الذكاء الاصطناعي والروبوتات في تخصص العمارة هام جدا.
 
ولفت إلى ان العالم يشهد منافسات شديدة بين الشركات العالمية، ما يؤكد أهمية الموضوع حيث ستصبح الروبوت له انجازات كبيرة في العمارة على مستوى العالم، مبينا أن ذلك العصر يتطلب منا تسليط الضوء على موضوعات تخص التعليم الهندسي بما يضمن تعديل المساقات والخطط الدراسية بحيث تحتوي على الامور التكنولوجية الحديثة المهمة، وضرورة مواكبة مخرجات التعليم الهندسي لمتطلبات سوق العمل الهندسي.
 
وقدم الدكتور المعمار سليمان الحديدي "الحاصل على الدكتوراة من جامعة Harvard"، محاور مختلفة حول موضوع المحاضرة والمتعلق بالابتكار في العمارة والمدن المتكيفة باستخدام الروبوتات والتكنولوجيا لعالم مستدام، كما أدار نائب رئيس الشعبة المعمارية المهندس شاكر خليف، جلسة حوارية تناولت مناقشات وتساؤلات واثراء لكافة المحاور.

وتحدث الدكتور الحديدي خلال محاضرته عن عمله في مجال تكنولوجيا البناء والمدن بما فيه استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي وأهميتها للمهندسين الأردنيين الشباب، مسلطا الضوء على عمله الحالي وأعماله الحديثة في اليابان وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث ركز في حديثه على اقتصاديات العقارات ودمج التكنولوجيات المتقدمة في تصميم وإنشاء المباني باستخدام التصميم اللوغاريتمي المعتمد على البيانات الدقيقة.

وقدم نبذة عن المشاريع الكبرى التي عمل عليها في أستراليا، حيث اعتمد نهجا أكثر عملية في التصميم والهندسة للمباني بدلا من النهج الذي يعتمد على الرؤية الشخصية، بل استخدم البيانات الضخمة والتصميم الحسابي، إضافة إلى نبذة عن أعماله في المدن الذكية ومستقبل تخطيط المدن، حيث قدم أعماله الحديثة في مدن مثل أندورا وهامبورغ في ألمانيا، وتم إنشاء أدوات مبتكرة للمساعدة في التحديات الكبيرة والمشكلات مثل استضافة اللاجئين السوريين في المدن الألمانية.

وتحدث الدكتور الحديدي أيضا عن مراجعة مفصلة لعمله الابتكاري في جامعة هارفارد، حيث استخدم بيانات أماكن العمل وتحليل تفاعلات الأشخاص في مقر شركة باناسونيك في أوساكا باليابان لتطوير طريقة للحد من المساحات غير المستخدمة في أماكن العمل وقياس تأثير الأفراد، مشيرا إلى الحلول المبتكرة التي تستخدم أجهزة استشعار وردود فعل فورية مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، كما تحدث أيضا عن الشركات الناشئة الحديثة التي ساعد في إنشائها من خلال معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. 

وقدم رؤيته حول مستقبل التصميم التكيفي والمباني، من خلال نماذج ومشاريع حقيقية تساعد في التصدي للقضايا الكبرى في المدن مثل توفير المسكن بأسعار معقولة والتحديات المتعلقة بشيخوخة المساكن والسكن متعدد الأجيال، حيث استطاع الدكتور سليمان الحديدي أن يلهم ويثري معرفة الحضور بجهوده وإسهاماته الهامة في مجال التصميم الذكي والتطورات المستدامة، وكيفية تجاوز التحديات والمشكلات في بناء المدن المستقبلية بأفكار مبتكرة وحلول تكنولوجية متطورة، مؤكدا أن هذه المحاضرة أضافت إشراقا جديدا لعالم العمارة والتخطيط الحضري، وساهمت في دفع عجلة التقدم نحو مستقبل أكثر كفاءة واستدامة.

وفي نهاية المحاضرة، تم تكريم الدكتور المحاضر سليمان الحديدي من قبل نقيب المهندسين ورئيس الشعبة واعضاء مجلس الشعبة.