زينة البربور

تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، أحاديث حول موجة الحر الشديدة التي تتعرض لها العديد من الدول العربية، التي وصلت درجات الحرارة في بعضها إلى 47 درجة مئوية، وكان للأردن نصيبًا منها، مما تسبّبت بحرائق في بعض المناطق، وسط مخاوف العديد من المواطنين تجاه أضرارها على صحة أبنائهم، خاصة ممن يقصدون المدارس والجامعات.

ويبدو للوهلة الأولى أن الحديث عن أضرار حرارة الشمس المرتفعة اعتيادي، ولا يدخل دائرة الخطر للإنسان، خاصة أن بنية الجسم معتادة على درجات الحرارة المرتفعة سنويا، ولكن قد يختلف التقييم بالنسبة للمرضى الذين يعانون أمراضًا مزمنة كأمراض القلب والسكري.

وكشف الطبيب العام منير أبو السمن لـ"الأنباط " عن نوعين من ضربة الشمس التي تسببها الحرارة المرتفعة، الأولى منها قوية وتضرب الدماغ، وتسبب له جلطات، وتتسبّب بتشنجات ونوبات صرع،فيما النوع الثاني عبارة عن ضربة شمس عادية، تسبّب غليان في الدماغ، لافتا أنها حالة مكرّرة بشكل شبه يومي، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعملون تحت أشعة الشمس العامودية مباشرة، ولا يملكون وسائل وقاية كافية من التعرض المباشر لأشعة الشمس.

وأضاف أبو السمن أن هناك حالات تُدعى "النوبات الحرورية" بالنسبة للأطفال، وهي عبارة عن ارتفاع بحرارة الجسم، تؤدي إلى شحنات كهربائية وانقلاب بالعينين على مستوى الجبين العلوي، لافتا أن الطريقة المُثلى لتجنب هذه الحالات بالإكثار من تناول السوائل، ووضع الماء على الرأس، إضافة إلى حماية الجسم قدر الإمكان من التعرض المباشر لأشعة الشمس، ومؤكداً أهمية ارتداء القبعات الدائرية التي تساعد في حماية الأطراف الأكثر عرضة لتلك الأشعة.

وأوضح أن الأشخاص الذين يعانون أمراضًا مزمنة هم الأكثر عرضة للخطر، خصوصا مرضى القلب والشرايين، لأن الحرارة المرتفعة تتسبّب بالجفاف للمريض، مما يؤدي في أغلب الأحيان إلى جلطة قلبية، لافتاً أن مريض السكر يحتاج إلى إماهة كي لا يصاب باحمضاض دم كيتوني.

وبيّن أن أشعة الشمس، خلال فترة الربيع، تكون أكثر ضررًا على الجلد من فصل الصيف وتسمى "شمس اللوز"، لانها تسبب ترهلات بالجلد، وتؤثر على الشيفرة الوراثية فيه، وقد تُسبب سرطانات، بينما يقتصر تأثيرها في فصل الصيف على اسوداد لون البشرة.

ودعا إلى ضرورة شرب الماء ،بما يحقق 3 ليتر يوميا، خلال موجة الحر الشديدة، وتناول البطيخ، كونه يحتوي نسبةً كبيرة من المياه.

وكانت دائرة الأرصاد الجوية أصدرت تقريرًا بيّنت فيه تأثير الموجة الحارة والجافة التي اجتاحت المملكة،السبت، حيث تشهد الأجواء ارتفاعًافي درجات الحرارة في معظم المناطق، فيما ستكون حارّة جداً في منطقة الأغوار، والبحر الميت، والعقبة،مُحذّرة من خطر التعرّض المباشر لأشعة الشمس وقت الذروة، وعدم ترك الاطفال داخل المركبات المغلقة، إضافة إلى عدم ترك المعقمات والعطور والمواد القابلة للاشتعال داخل المركبات.