النخبة تناقش أوضاع الحرب في السودان

مريم القاسم 
ناقش أعضاء ملتقى النخبة-elite وضع الحرب في السودان وحول ما إذا كان مجرد قتال على السلطة أم انها مؤامرة ، مبينين اسباب اندلاع الصراع ، طارحين حلولا لانهاء الحرب .
قال الدكتور مصطفى التل إن مخاطر الأزمة السودانية أكبر وأعمق بكثير مما يظهر على السطح ، وتعقيداتها الدولية وتداخلات المصالح وفرض النفوذ ، مبينا أتها اشبه ما تكون بحرب عالمية مصغرة تدور على الساحة السودانية ، حيث أن المنافسة على النفوذ في المنطقة بين روسيا والولايات المتحدة وبين القوى الإقليمية كفيلة بجعل الساحة السودانية برميل بارود ، مضيفا أن الوضع بالسودان سيفجر افريقيا برمتها ان خرجت ازمته عن السيطرة ، مما سيهدد الملاحة في البحر الاحمر ،  وتمتد اثاره الى كافة مناطق الخليج وبلاد الشام ومصر بلا استناء. 
ويرى الدكتور بسام روبين أن ما حصل من فوضى وحروب في العالم العربي جميعها كانت بفعل فاعل بما في ذلك فوضى الربيع العربي  لتفكيك هذه الأمة وإضعافها والإستيلاء على مواردها ، حيث يتم استخدامنا  في كل مره كأدوات تحركها الفواعل الدولية كيفما شاءت ومتى رغبت ، مبينا أن هنالك دول لها مصلحة كبرى بإحداث فوضى عارمة في السودان للإستيلاء على ثرواتها وتقاسمها مع بعض الفاعلين الدوليين الذين يؤمنون غطاءا سياسيا لمثل هذه الدول . 
وكتب الدكتور عديل الشرمان مقالا عن الحرب في السوادان قال فيه " الميليشيات بعضها صنيعة الأنظمة والحكومات، وبعضها الآخر نشأ بالصدفة وفي ظروف خاصة وفي أوقات الفوضى والاضطراب والفراغ السياسي والعسكري، مصادر التمويل لديها خفية أحيانا، ومشبوهة أحيانا أخرى، تتحكم بمصادر الثروة، والموارد المحلية في مناطق سيطرتها، وتتخذ من التجارة غير المشروعة طريقا للوصول إلى المال، بعضها يمتهن السطو والخطف وتجارة المخدرات والبشر والتهريب، والتنقيب عن الذهب والمعادن النفيسة " . 
ومن جهته بين الدكتور عبد الكريم الشطناوي أن ما يحصل في السودان ظاهرة نزاع على السلطة وباطنه أيدي خفية خبيثة ملوثة بفيروس كيان محتل غاصب لفلسطين ووراءه الصهيونية العالمية الذي لوث أيادي عربية متهالكة للتطبيع ، مضيفا أن المتصارعيْن الإثنين في السودان قد تسابقا لأجل التطبيع ، كما أن دلالات تطوع الكيان الصهيوني لاستضافة طرفي القتال ما هو إلا دليل قاطع على أنهما دميتان مرهونتان بيديه يتلاعب بهما كما يشاء لتحقيق مبتغاه . 
وبدوره أكد موسى مشاعره أن الأزمة السودانية ليست وليدة اللحظة وإنما هي استمرار للتقسيم الأول للسودان عند فصل الجنوب عن الوطن الأم ، مشيرا الى أن ما يجري الان هو مرحلة تفتيت للسودان لتصبح مليشيات واحزاب وطوائف كما هو حال بض الدول العربية ، موضحا أنه ليس المقصود فصل إقليم دارفور الغنى بالذهب والمعادن الأخرى ، وإنما تمهيدا لتقسيمه إلى عدة دويلات حتى يسهل ابتلاعه واقتلاعه من جذوره العربية والإسلامية . 
وقال محمود ملكاوي إن ما يزيد من قتامة المشهد السوداني انه صراع طويل الأمد ، وهذا ما تؤكده الشواهد ، ابتداءً من الإجلاء لرعايا الدول ودبلوماسييها ، وهروب السودانيين إلى دول الجوار ، أو إلى أماكن أكثر أمناً ، والتدخلات الإقليمية وانتهاءً بتدخل المليشيات المرتبطة بقوى خارجية ، ناهيك عن العقليات الرجعية التي تقود الحرب على طريقة داحس والغبراء التي استمرت نحو أربعين عاما. 
وبين إبراهيم أبو حويله أنه أهم عنصر في هذه الظروف جميعها هو الإنسان ، إنسان المنطقة اليوم هو للإسف إنسان ما بعد الحضارة ، وهذا الإنسان يحتاج إلى أن يعود إلى المفاهيم الحضارية ، وهذه المفاهيم يوضحها الإسلام ، ويعلنها صريحة في وجه كل من تسول له نفسه التطاول عليها أو تجاوزها ، لأنه يعلم أنها الفوضى ، والفوضى لا تأت بخير. 
وذكر المهندس خالد خليفات أن الموآمرة على السودان كبيرة وباتت أكثر وضوحا ، وأن خيوط الحل خارجية أكثر منها داخلية ، وأن مليشيات فاغنر السودانية لن تتخلى عن مكاسبها بسهولة ، مضيفا أن  الخطأ بدأ بتحالف البرهان مع حميدتي وقبوله بوجود مليشيات رديفة للجيش ، ثم الخطأ الأكبر بإعطاء حميدتي هامشا للحركة والمناورة على المستوى الإقليمي والدولي ، السودان يستحق ما أكثر من البرهان وحميدتي، والحل لن يخرج عن الحسم العسكري المدعوم من جهات خارجية ، ويبقى السودان والشعب السوداني هو الخاسر الأكبر بسبب شلة مغامرين لا يفقهون ابجديات السياسة. 
وبين ياسر الشمالي ان هناك أيد خارجية هدفها اضعاف هذه الدول وتفكيكها ، او تنصيب موالين وكلاء لهم في تكريس التردي والجهل والتبعية ومنع قيام دول حرة تنهض وتزدهر ، ولا شك ان هاجس حماية وصيانة دولة يهود هو المسيطر ، لذا فإن الوعي ومعرفة الواقع ووجود من يفوت الفرصة أمر مهم حتى لا نبقى شعوبا مغفلة راضخة تبحث عن السلامة وشيء من الفتات . 
وأكد الدكتور خالد الجايح أن السودان واقع تحت مؤامرة متعددة الجوانب ، وذلك من خلال  تقسيمه إلى دويلات وفروع يكون بينها تفاهمات ونزاعات ، وتقاسم ثرواته مع ابقائه ضعيفا ، مبينا أن الحل أولا واخيرا سوداني ، بمعنى أن يجد السودانيون حل يرضي الطرفين الطامعين بالمناصب ، وبذلك يحافظوا من خلاله على وحدة بلدهم ويبقى الشعب السوداني هو المستفيد من ثروة بلاده ، ثم يتم طرد جميع الغربيين من السودان ، ويتم جلب الاستثمارات العربية في الزراعة والتعدين ، ويتم تحفيز الشعب السوداني للعمل ، وتوزيع السلطة على مختلف التيارات من غير إقصاء لأحد. 
وقال الدكتور عثمان محادين إن كل ما يجري هي حرب بالوكالة من أجل أضعاف الجيش الوطني السوداني وانهاك قوي السودان واستنزاف مواردها الطبيعية والبشرية وايقاق المد الروسي والصيني عليها ومن ثم السيطرة الكاملة علي السودان وليس فقط درافور أو الجنوب  ، بل السودان بشكل كامل ولكن ما يدور الآن يستوجب منا ان نستفيق كدول وشعوب لهذه المؤامرة وهذه اللعبة التي يضعنا بها البريطانيين والامريكان و تتوسطهم الصهيونية العالمية منذ أكثر من مائة عام بنفس الأسلوب.