تحديات تربية الأبناء ضمن مناقشات "النخبة‎"‎

 مريم القاسم‎ ‎
طرح ملتقى النخبة‎-elite ‎مسألة تربية الأبناء والتحديات التي تواجه الأهل في هذا ‏العصر ، من التطور التكنولوجي والانفتاح على مواقع التواصل الاجتماعي ، ‏بالمقابل هناك أمور واجبة على الأهل اتباعها في تربية أبنائهم ، حيث اقترح ‏المتحدثون حلولا لهذه التحديات‎ . ‎
بين إبراهيم أبو حويله أمورا لجعل الأبناء ناجحين ومتفوقين في حياتهم ، مشاركتهم ‏في أداء الأعمال المنزلية ، تعليمهم مهارات اجتماعية ، والثقة بهم ، مشددا على ‏عدم جعل الأداء الدراسي مقياسا للنجاح والفشل ، والابتعاد عن المقارنة بين الأبناء ‏والأخوة ، فلكل واحد شخصية مختلفة ، ولكل واحد هدف وحاجة
‎. ‎
وأشار محمود ملكاوي الى أن قصور الدور التربوي للأسرة جعلها تواجه في هذا ‏العصر العديد من التحديات ومنها ، غلبة الطابع المادي على تفكير الأبناء ، ‏وسيطرة الأبناء على الآباء ، وروح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني ‏المستوى العلمي ، والغزوالفكري والثقافي المتمثل فيما يشاهده الأبناء ويستمعون ‏إليه عبر وسائل الإعلام المختلفة من أفكار وقيم قد لا تتفق وعاداتنا وقيمنا ‏المجتمعية‎ . ‎
وقال الدكتور عبد الكريم الشطناوي إن هناك عناصر عدة تشترك في تربية الطفل ‏منها ، الأسرة ، والمدرسة ، والرفاق ، ودورالعبادة ، فكل عنصر منها له أهميته ‏ودوره الفعال في تكوين شخصية متوازنة للفرد، ولا بد من وجود تنسيق بين هذه ‏العناصر حتى لا يتعرض الطفل في نشأته وتكوينه الشخصي إلى ازدواجية في ‏أساليب التربية بسبب وجود تناقضات بين هذه العناصر‎. ‎
وبين الدكتور خالد الجايح أن من الحلول المطلوبة من الوالدين ، هو الحوار مع ‏الأبناء والبنات واعطائهم الأمان لمصارحة الوالدين، فلابد من أن تكون لغة الحوار ‏هي السائدة وليس لغة العتاب والعقاب ، ولابد من تخصيص ساعة يومية او اقلها ‏مرتين أسبوعيا لمجالسة العائلة ، لفتح قنوات تواصل وجسور المودة بين أفراد ‏العائلة ، و حث الأولاد على القراءة‎ . ‎
وقال المهندس محمود الدباس إنه يجب علينا ان لا ننسى دور المساجد والكنائس ‏والائمة والوعاظ ورجال الدين ، فعليهم دور كبير في توعية الأهل وإرشادهم وبيان ‏الخطر المداهم لابنائهم ، كما يجب عليهم مواجهة الهجمة الشرسة على جيل الشباب ‏والأطفال وهدم الأسرة وقيمها‎. ‎
وبدوره أكد موسى مشاعره أن الأم مدرسة إذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق ‏، مشددا على  دور المدرسة التي همشت وأصبحت حاضنة فقط بعد أن تقلص دور ‏المعلم نتيجة أحكام جائرة ، مبينا أننا نواجه تحديات كبيرة ومعقدة مثل الهواتف ‏ووسائل تواصل وشبكات نت وتلفزيون وبيئات فاسدة ، حيث تتطلب إعادة نظر في ‏وسائل التربية والمناهج والإعلام التربوي وخاصة في ظل ما يسمى بحقوق الطفل ‏والمثلية الجنسية والحرية في اختيار الجنس وغير ذلك من المصائب‎. ‎
ومن جهته بين الدكتور عيد أبو دلبوح أن أهم بند في تربية الأطفال والمستجد حاليا ‏هو إدخال قوانين ومفاهيم خارجة عن مجتمعنا وديننا وعقيدتنا ، ولئن نفذ قانون ‏الطفل بفعل المخلصين في مجلس النواب فإنها قد تكون جولة من الذين يدسون السم ‏الى مجتمعنا ، مضيفا أن أبناءنا الذين  تربوا على ثرى الاردن وحصلوا على أعلى ‏الشهادات في العالم وطلبتهم كبريات شركات العالم ، نجدهم اليوم يعودون لاجل ‏البيئة السليمة لابنائهم خوفا من بيئة الاستعباد الأطفال في دول العالم المنحدر‎. ‎
وذكر المهندس خالد خليفات أن تربية الأبناء مسؤولية وأمانة  تبدأ  بالأسرة التي ‏يقع على عاتقها الحمل الأكبر،  ثم تأتي المدرسة ، ثم المجتمع والبيئة الخارجية ، ‏ثم دور العبادة والإعلام والقدوات مكملات أساسية لاستكمال بنات شخصية الأبناء ، ‏حيث أنها مسؤولية تشاركية حلقات متداخلة للوصول إلى بناء شخصية الأبناء ‏ليكونوا لبنات صالحة في بناء المجتمع القوي المتماسك‎. ‎
وقال ياسر الشمالي إن مسؤولية الأب في تربية أبنائه تبدأ من اختيار الزوجة ‏الصالحة فهي خير معين في تربية الأبناء ، فالأم ليست كمن تضعهم في الحاضنات ‏او تسلمهم للخادمات ، مبينا أنه ليس المهم هو ان يكون لنا ذرية بل المهم ان تكون ‏ذرية طيبة ، وهنا تقع المسؤولية على الأبوين في حسن التربية والاهتمام لتكون ‏الذرية نجيبة صالحة‎. ‎
وبدوره أشار الدكتور عثمان محادين الى أن ما يميز المجتمع الأردني والأسرة ‏الأردنية بأنهما يمتلكان موروث تربوي عريق‎ ‎تفوقت فيها الفطرة السليمة على ‏التحديات والمتابع للمحاولات التي قدمتها منظمات عالمية لها أهدافها وغاياتها التي ‏أرادت من خلالها استهداف المرأة اللبنة الأساسية في بناء المجتمع ، مؤكدا أن ‏التحديات ليست سهلة وخاصة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي غزت ‏مجتمعنا‎. ‎
وذكر محمد الحبيس أن التربية وخاصة للأطفال والشباب ما قبل وأثناء فترة ‏المراهقة النفسية والفسيولوجية عملية صعبة وحرجة ، عملية التربية مستمرة منذ ‏السنة الأولى إن لم يكن ما قبلها و بمراحل يجب أن تأخذ اهتماما وطابعا خاصا في ‏كل بيئة منفردة بخصوصيتها عن الأخرى ؛ ففي الريف ستختلف البيئة عن القرية ‏والمجتمع الزراعي عن التجاري أو الصناعي‎. ‎
وقال حاتم مسامرة إن ما يحدث وحدث سابقا في الغرب هو تفكك أواصر العلاقة ‏في الأسرة، وعدم مسؤولية الأب أو الأم عن تصرفات الأبناء، وكذلك الأسرة في ‏محيطها، لدرجة أنك تعيش في حي لسنوات طويلة لا تعرف جارك أو حتى أسمه ، ‏فما بالك بتصرفاته أو تصرفات أبنائه‎ .‎