الفايز: إذا هاجمتنا اسرائيل لكل حادث حديث .. ولا تأجيل للانتخابات وخلاصنا في الزراعة

 لا شيء جديدا قاله رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز في مقدمة حديثه عن تحديات الأردن وأفق المستقبل خلال استضافته في صالون السبت الذي تقيمه أمانة عمان الكبرى.. لا يلام الفايز فالتحديات ذاتها منذ زمن "بطالة، فقر، لجوء، حروب محيطة، مخدرات، وضعف امكانيات".

الفايز الذي تأخر في دخول القاعة برفقة الزميل ماجد توبة الذي قدمه، نحو 7 دقائق عن موعد الدعوة، أكد في رده على اسئلة الحضور، أن مقدرات الأردن لا تسمح حاليا بمواجهة اسرائيل عسكريا، لكن إذا ما حدث وهاجمت اسرائيل الأردن فعندها لكل حادث حديث، مبررا بذلك اتباع الأردن الطرق الدبلوماسية والسياسية في التعامل مع اسرائيل، وعدم القدرة على فتح باب الجهاد.

وقال إنه إذا هاجمت اسرائيل الأردن فسندافع عنه بكل امكانياتنا، والجميع شهداء في سبيل الوطن، موضحا انه يجب ان يكون هناك موقف عربي اسلامي موحد تجاه القضية الفلسطينية، ودون هذا الموقف لا يمكن أن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية.

وأضاف أنه بعد تشكيل هذا الموقف، لا بد من الضغط على حكومات الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية، لتغيير سياساتها، موضحا أن بيانات الشجب والادانة والتعبير عن القلق لا تفيد القضية الفلسطينية.

وكشف الفايز عن سؤال وجهه لرئيس مجلس الشورى في فرنسا خلال تواجده فيها العام الماضي، حول امكانية مقاطعة اسرائيل او اتخاذ عقوبات اقتصادية بحقها بعد بيانات الادانة والتعبير عن القلق، والذي أكد له بكل وضوح أن ذلك غير ممكنا.

وأوضح الفايز أن الأردن عمود الاستقرار في كل منطقة الشرق الاوسط، "فإذا ما حدث شيئا هنا لن يسلم أحد"، مؤكدا أنه من صالح الأمة العربية أن تدعم الأردن اقتصاديا ليبقى "واقفا على قدميه" فالأردن دولة قوية بقيادتها وقواتها المسلحة وشعبها، ودعمها دعم لاستقرار المنطقة ككل.

وقال إنه يجب أن تكون الأولوية لدى كافة الاقطار العربية هي القضية الفلسطينية لأنها القضية المركزية للدول العربية، مشيرا إلى أن هناك تعاطف شعبي في الرأي العام العالمي مع القضية الفلسطينية، لكن اللوبيات الصهيونية أيضا قوية في كافة دول العالم، فهي مسيطرة على الإعلام والاقتصاد.

ودعا إلى عكس هذا التعاطف الشعبي على برلمانات الدول العالمية.

وعن حل الدولة الواحدة، قال رئيس مجلس الأعيان "نحن نقبل بحل الدولة الواحدة، إذا اعطي للفلسطينيين حقوقهم السياسية" مشيرا إلى أن الوقت ليس في صالح اسرائيل في ظل وجود 7 ملايين فلسطيني و7 ملايين مستوطن اسرائيلي، متسائلا هل ستنعم اسرائيل بالسلام، ومجيبا في ذات الوقت "لن تنعم بالسلام وكل الممارسات الوحشية التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني لن تفيد اسرائيل".

محليا..

يرى الفايز أن المشكلة الرئيسية في الأردن حاليا هي الفقر والبطالة، موضحا أن وصول نسبة الفقر إلى 25% هو رقم مقلق جدا، وعلينا حل مشكلة البطالة اولا حتى تنجح الاحزاب وعملية التحديث السياسي، متسائلا "كيف نطلب من الشاب العاطل عن العمل الالتحاق بالعمل الحزبي؟، بل عليه أن يؤمن فرصة العمل اولا والحياة الكريمة ثم يبدأ التفكير في الحياة الحزبية".

وقال إن تخصيص 41 مقعدا من مقاعد مجلس النواب للاحزاب هي خطوة متقدمة، لكن يجب على الاحزاب أيضا أن تبدأ تأدية دورها من خلال طرح برامج قابلة للترجمة على أرض الواقع.

وأضاف أنه لا يمكن فصل الاقتصاد عن السياسة اليوم، بل إن الاقتصاد اهم من السياسة، ويجب تحسين الوضع المعيشي للشعب الأردني وايجاد الحلول لمشكلتي الفقر والبطالة.

ودعا إلى العمل على جميع الجبهات بدءا من مستوى التمكين الاقتصادي وايجاد الحلول لمشكلتي الفقر والبطالة، ثم ستنجح الاحزاب التي لديها برامج، بالاضافة إلى تشجيع المواطنين على الالتحاق بالاحزاب.

وأكد أن جلالة الملك عبدالله الثاني يريد لهذه التجربة أن تنجح بل مصمم على انجاحها، مشيرا إلى أن الطموح بالوصول إلى البرلمان الحزبي والحكومة الحزبية خلال 12 عاما أي بعد 3 دورات انتخابية، لكن يجب الابتعاد عن الجهوية والمناطقية، فإذا ابتعدنا عنهما سنصل لهذه الرؤية خلال 12 عاما.

وأكد الفايز أن تأجيل الانتخابات البرلمانية هو أمر غير وارد على الاطلاق.

ويرى الفايز حلا لمشكلة البطالة في الأردن بالتوجه إلى الزراعة، مؤكدا أن الأمن الغذائي والزراعة هي السبيل الوحيد للتخلص من البطالة في الأردن، مشيرا إلى وجود أراض في مناطق البلقاء الشرقية والمدورة والديسي ووادي عربة، يمكن استغلالها.

ودعا إلى توزيع هذه الأراضي بالتأجير مع فترة سماح 3 سنوات، على الشباب العاطلين عن العمل من خلال جمعيات تعاونية، وتهيئة البنية التحتية وكل شيء بعيدا عن إلزامهم بقروض.

وقال: "اعتقد أن الزراعة هي طريق الخلاص للشباب الأردني العاطل عن العمل، حتى وإن كنا نواجه مشكلة المياه، فيمكننا التوسع ببناء السدود التراية واكتشاف طبقات جديدة من المياه، والوصول إلى المياه الموجودة في طبقة على بعد 800 متر، وهناك مياه في طبقة على بعد 1500 متر، إضافة إلى المياه السطحية التي تأتي من سوريا وتعبر الأردن وتصفي في السعودية وهي ملايين الأمتار".

وأضاف، نحن ننفق على المعونة الوطنية 300 مليون دينار، و150 مليونا لدعم الأعلاف أي بمجموع 450 مليون دينار، وهي قادرة على صناعة ثورة زراعية، وهناك الزراعة المائية التي يمكن أن تستثمر مليون دونم وفق دراسة توفر مليون فرصة عمل".

وعن الخطة الاقتصادية التي تتحدث عنها الحكومة علق الفايز، بأن أهم شيء هو تحديد المدد الزمنية، مستعينا بمثال إعلان الحكومة عن توفير مليون فرصة عمل خلال 10 سنوات، دون تقسيم ذلك على مدد زمنية خلال 6 اشهر وسنة ثم سنتين، وذلك لبناء الثقة بين الحكومة والشعب.

* حل اقتصادي عربي

الفايز أكد انه لا يمكن ان يكون دور للأمة العربية على المستوى الاقليمي او الدولي إلا بالتكامل الاقتصادي العربي.

واستدعى الفايز مثالا الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن دول أوروبا خرجت من الحرب العالمية الثانية مدمرة، وأول ما فعلوه هو توحيد صناعة الفولاذ والتي أسست للوحدة الاقتصادية الأوروبية بالرغم من كل الخلافات السياسية والتي وضعت إلى جنب، ثم اصبح لديهم عملة موحدة، والآن الدول الاوروبية تلعب دورا كبيرا على الساحة الدولية واصبحت قوى عظمى اقتصاديا.

وقال إن الدول العربية لديها كل المقومات، فلماذا لا نضع خلافاتنا السياسية جانبا ونركز على الاقتصاد.

وانتقد الفايز القمم العربية السياسية متسائلا: ماذا نستفيد منها، كلها قرارات لا تنفذ، ع مون، داعيا إلى انشاء قمة اقتصادية موازية للقمة السياسية تجمع رجال الأعمال وغرف التجارة والصناعة.

وأوضح أنه لا يمكن لدولة مثل الأردن أن تنهض اقتصاديا لوحدها دون دعم من الدول العربية من خلال الاستثمار مثلا، مؤكدا أنه إذا ركزنا على البطالة ضمن جهد عربي فستحل مشكلتي الفقر والبطالة في كل الوطن العربي خلال سنوات.

وأكد الفايز في ذات الوقت أنه لا يوجد قرار سياسيا لهذه الوحدة رغم وجود مقدرات هائلة.

( عمون )