أين اختفى المتسولون خلال فترة العيد؟

 ميناس بني ياسين 

جرت العادة في كل مناسبة دينية أن تلحقها مظاهر التسول ونفير متسولو الإشارات حول السيارات وبين المارة في الأسواق والمطاعم والمحال التجارية، استغلالاً للحالة التي يمر فيها المواطن من تجهيز للشهر الفضيل أو عيدي الفطر والضحى من عيديات وزكاة الفطر والأضاحي وهذا ما يوحي أن جيبة المواطن ملأى بالدنانير بما يسعه إعطاء بعضها للمتسول الذي ما يلبث أن يراه حتى يتشبث بطرف قميصه طالباً المال، غير مدرك أن جيبه تكاد تنطق من خلوها.

ولكن على عكس المتوقع لم يشهد عيد الاضحى هذا العام متسولو الإشارات مثلما اعتدنا حضورهم، وبالفعل خلت شوارع بعض المحافظات من انتشارهم ولم تشهد الإشارات والسيارات ماراثون التسول الخاص بهم عند كل نافذة، طلباً لما تخلف من باقي العيديات، بل على العكس كانت معظم الشوارع خالية تماماً من حضورهم رغم أنها التي اعتادوا افتراشها حتى يحصلوا على غلة تكفيهم.
 
وتساءل مواطنون عن اختفائهم بغية معرفة السبب، حيث أن المشهد يبين أنهم كانوا طيلة ايام العيد في إجازة خارج الوطن للاستجمام والراحة بعد إتمام وظيفتهم قبيل العيد، بينما يرى آخرون أنهم توزعوا فمنهم من يطرقون أبواب البيوت وآخرون يتنقلون في أماكن بيع الأضاحي، وعادوا إلى عملهم كباقي موظفي الدوائر والمؤسسات بعد انقضاء العطلة صباح أمس الأحد وحددوا المناطق وأعادوا ترتيبها ووزعوا المهام والأدوار كوظيفة رسمية.

 
وهنا لا بد أن نتساءل من الذي يحتاج للأموال أكثر المواطن البسيط الذي يحرث ليلاً نهاراً من أجل لقمة عيش تكفيه احتياجات الحياة أم المتسول الذي يأخذ الأموال على "البارد المستريح” من أجل الترف عبر استغلال طيبة المواطنين؟.