ليس دفاعا عن رئيس الوزراء،،،
بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة،،،
احترنا من وين نبوسك يا قرعة، هذا مثل شعبي دارج، يعبر عن الحيرة في اتخاذ المواقف، وفي التعبير عن الآراء، فعندما يقدم شخص على النقد واتخاذ موقف معارض لأمر حكومي ما، يوصف بأنه يبحث عن منصب، وأنه عدمي وسوداوي، وحين يقدم على تأييد مواقف الحكومة ومدحها ومدح قراراتها، ينعت بأنه سحيج ومنافق ومتملق ومتزلف ووووووو، وهذا ما حدث مع رئيس الوزراء، فعندما ابتعد أو احتحب دولة الرئيس عن الظهور الإعلامي والتقليل منه قدر الإمكان إلا وقت الحاجة، اتهم بأنه يتهرب من مسؤولياته ومن مواجهة الإعلام، وتبدأ الأصوات الإعلامية والشعبية تتعالى مطالبة بخروج الرئيس على الإعلام لتبرير أو توضيح موقف الحكومة من قرار ما صدر، أو أزمة ما حدثت، وعندما يخرج الرئيس للظهور الإعلامي تبدأ الأقلام بالتصيد له عن هفوة أو غلطة لغوية أو تعبير عن موقف أو رأي أو حتى مجرد نكته، أو حتى جلسته سواء كانت عن قصد أو دون قصد، وتبدأ الحملات الإعلامية وبعض الكتاب بتشريحه وتوجيه النقد القاسي له وربما قد يصل الأمر لتكفيره، والمطالبة بتقديم استقالته أو إقالته، وتبدأ الأسئلة تنهار عليه لماذا جلس هكذا؟ ولماذا قال هذا؟ ولماذا عبر عن هذا بهذا الأسلوب؟ وماذا قصد من جملته هذه؟ وأين كان من تلك الأزمة أو القصة الفلانية، وما موقفه منها؟ وهكذا دواليك، كما يبدأ التشكيك بالحوار بأن الأسئلة كانت معدة مسبقا، وأن الحضور تم اختيارهم بعناية، ويصل الأمر أحيانا بزج الأجهزة الأمنية بأنهم ساهموا في تنظيم هذا اللقاء، وفي تحديد نوعية الأسئلة وما إلى ذلك، ولذلك فإن المسؤول لدينا أصبح في حيرة من أمره، هل يخرج على الإعلام وينفتح عليه، أم يحتحب ويريح رأسه من النقد والمعاتبة والتلويم، ولذلك على كلتا الحالتين المسؤول مش خالص وهو ملام ومذموم ومقصر، وهذا سبب ضعف الظهور الإعلامي للمسؤولين، وهروبهم من الكاميرات ومن أمام المايكروفونات، وأحيانا من التصريحات، وأنا هنا ليس في موقف الدفاع عن رئيس الوزراء لأن الرئيس وطاقمه الوزاري والإعلامي قادر على الدفاع عن نفسه، وأعلم أنني سوف أكون هدفا لسهام النقد والتي سوف تصوب نحوي وتنعتني بأوصاف مختلفة، ولكنها مجرد وجهة نظر شخصية، وخاطرة فكرية، قابلة للنقد والتقييم، بعيدا عن التجريح، والله من وراء القصد، فالرحمة هداكم الله، وللحديث بقية.