مشاهدات متناقضة
كتب/ عماد قاسم محمد عودات
يبدي الاعلام العالمي اهتماما كبيرا هذه الأيام بخمسة اشخاص من الاثرياء نزلوا بغواصة بكامل ارادتهم في أعماق المحيط الاطلسي ودفع كل واحد منهم مبلغ 250 الف دولار لكي يشاهدوا حطام سفينة التايتانيك التي غرقت قبل حوالي 100 سنة. ولقد تحركت لاجل هؤلاء الخمسة أشخاص جيوش أكثر من دولة بحثا عنهم ويغطي الاعلام اخبارهم على مدار الساعة لحظة بلحظة ليلا نهارا وأفردوا لاخبارهم مساحات وتحليلات مطولة.
وبنفس الوقت لا ييدي أحد أي اهتمام بخبر غرق حوالي 750 شخص مهاجر من الفقراء غرقت سفينتهم "أو أغرقت" قبالة سواحل اليونان في طريقهم لبلاد اوروبا بحثا عن مستقبل أفضل ولا يوجد أي خبر عنهم ولم يتحرك لخبر غرقهم أحد..
هذا هو تناقض العالم الذي نعيش به!
يقول الشافعي رحمه الله:
يمشي الفقير وكل شيء ضده .... والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه ممقوتا وليس بمذنب ... ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأته مقبلاً ... نبحت عليه وكشرت أنيابها
وإذا رأت يوماً غنياً ماشياً ... حنت إليه وحركت أذنابها
إن الغني وان تكلم بالخطأ ... قالوا أصبت وصدقوا ما قالا
وإذا الفقير أصاب قالوا كلهم ... أخطأت يا هذا وقلت ضلالا
إن الدراهم في المجالس كلها ... تكسو الرجال مهابة وجلالاً
فهي اللسان لمن أراد فصاحةً ... وهي السلاح لمن أراد قتالاً