زيارة الرئيس محمود عباس للصين: زيارة الصداقة والتعاون والسلام


قام رئيس دولة فلسطين محمود عباس بزيارة الدولة إلى الصين لمدة 4 أيام في الفترة ما بين يومي 13 و16 يونيو، تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جينبينغ.

إنها زيارة لتوارث الصداقة.
رحب الجانب الصيني بالرئيس محمود عباس بـ21 طلقة مدفعية في ميدان تيانآنمين، وهو على أعلى مستوى لاستقبال رئيس دولة. يعد الرئيس محمود عباس "الصديق الحميم" بل "الصديق القديم" للشعب الصيني، إذ سبق له أن زار الصين لأكثر من 10 مرات، وترسي صداقته العميقة مع الصين أساسا متينا للعلاقات الصينية الفلسطينية. يعد الرئيس محمود عباس أول زعيم عربي يستقبله الجانب الصيني في العام الجاري، وأول زعيم عربي زار الصين بعد القمة الصينية العربية الأولى، الأمر الذي يعكس بجلاء عمق العلاقات الصينية الفلسطينية. يصادف العام الجاري الذكرى الـ35 لإقامة العلاقة الدبلوماسية بين البلدين، ووقع الرئيسان على الظرف التذكاري الصادر بهذه المناسبة. خلال المحادثات، سجل الرئيسان التقدير العالي للصداقة التاريخية الصينية الفلسطينية، واتفقا على أن الجانبين ظلا يتبادلان الثقة والدعم، ويكونان بالفعل صديقين حميمين وشريكين عزيزين وأخوين شقيقين، الأمر الذي يكتب آية جديدة لتطور العلاقات التاريخية بين البلدين.

إنها زيارة لرفع مستوى العلاقات.
أعلن رئيسا البلدين إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية، مما وضع التصميم للعلاقات الثنائية من أعلى مستوى وحدد لها الاتجاه الاستراتيجي. سيتبادل الجانبان الدعم الثابت كالمعتاد في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والانشغالات الكبرى للجانب الآخر، ويعملان على دفع التعاون في إطار بناء "الحزام والطريق"، والتوظيف الكامل لدور آلية اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة، ودفع بنشاط المفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة بين البلدين؛ دفع التواصل والتعاون في مجالات الثقافة والتربية والتعليم والإعلام وإلخ. سيواصل الجانب الصيني تقديم المساعدات الإنسانية والتدريبات والمنح الدراسية الحكومية للجانب الفلسطيني. خلال هذه الزيارة، حضر الرئيسان مراسم التوقيع لـ6 اتفاقيات التعاون، التي تشمل مجالات التعاون الاقتصادي والتقني وتبادل الأفراد والتعاون التعليمي والتواصل بين الحكومات المحلية. يصمم الجانبان على انتهاز فرصة إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية لدفع التعاون الودي في كافة المجالات، بما يعود بالخير على الشعبين.

إنها زيارة للدفاع عن العدالة والإنصاف.
في ظل التعثر الطويل المدى لمفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتكرار النزاعات بين الجانبين، تظهر الصين مسؤوليتها كدولة كبيرة كالمعتاد. قال الرئيس شي جينبينغ إن القضية الفلسطينية قد استمرت لأكثر من نصف قرن، وأتت بمعاناة جسيمة على الشعب الفلسطيني، فلا بد من استعادة الحق لفلسطين، وطرح رؤية ذات 3 نقاط لحل القضية الفلسطينية، تؤكد على ضرورة إقامة دولة فلسطين المستقلة؛ ضرورة ضمان الحاجات الاقتصادية والمعيشية لفلسطين؛ ضرورة الالتزام بمفاوضات السلام كالاتجاه الصحيح. من جانبه، يشكر الرئيس محمود عباس الرئيس شي جينبينغ على ما طرحه من المبادرات لإيجاد حل عادل ومبكر للقضية الفلسطينية، مؤكدا على ثقته بحكمة الصين وموقفها العادل، متطلعا إلى دور الصين الأكبر في دفع المصالحة الفلسطينية وإحلال السلام في الشرق الأوسط. إن هذه الثقة تجسد تقدير الجانب الفلسطيني لموقف الصين العادل والدائم.
تحظى هذه الزيارة باهتمام بالغ من الشرق الأوسط والمجتمع الدولي. قال السفير سعيد أبو علي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إن الرئيس محمود عباس زار الصين في الوقت الذي تواجه القضية الفلسطينية فيه تحديات جسيمة وتنزلق عملية السلام في الشرق الأوسط إلى حالة الجمود، وتتطلب مواجهة هذه التحديات تأثير الصين العالمي. كما قالت "جريدة الجمهورية" المصرية إن الرئيس محمود عباس قوبل بحفاوة الاستقبال في الصين، مما يعكس اهتمام الصين البالغ ودعمها الثابت للقضايا العادلة للشعب الفلسطيني، ويلفت أنظار العالم مجددا لمكانة الصين وصورتها كدولة كبيرة ومسؤولة. قالت وكالة تاس الروسية إنه في الوقت الذي يتآكل فيه الأساس لإقامة دولة فلسطين المستقلة، أعلنت الصين عن خيارها للعالم بوضوح من خلال إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية مع فلسطين.
في مواجهة تغيرات القرن والوضع الجديد في المنطقة، سيواصل الصين تعزيز التضامن والتعاون مع فلسطين وغيرها من الدول النامية الغفيرة، والعمل على تعزيز السلام والاستقرار والحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية والعدالة والإنصاف الدوليين.