الهنداوي.. نسعى لوضع الاردن بمكانة مميزة بالنشاط البدني المعدل

الأنباط – ميناس بني ياسين
يُقاس تقدم الدول باهتمامها في مجال ذوي الإعاقة ومدى تقدمها وتطويرها من أدوتها وإمكانياتها لتسهيل مهمة ذوي الإعاقة لا سيما في الرياضة البارالمبية، وباتت الدول المتقدمة والتي تملك الإمكانات تولي اهتماماً أكثر بتخصص ليس بالقديم وما زال في نشأته، حيث كثيراً ما يتردد مصطلح النشاط البدني المعدل على مستوى العالم وعلى الصعيد المحلي.
وبعد دخول الأردن التاريخ وتدوين اسمه في اللوائح العالمية في هذا المجال عقب أختيار الاتحاد الدولي للنشاط البدني المعدل الدكتور عمر الهنداوي كرائد رواد العالم وهو الذي أسس اتحاد منطقة الشرق الأوسط للنشاط البدني المعدل (MEFAPA) وترأسه، ودخل مجلس إدارة الاتحاد الدولي للنشاط البدني المعدل (IFAPA) وابتكر التطبيق العالمي الجديد للتأهيل الرياضي للأشخاص ذوي الإعاقة وبـ 6 لغات عالمية.
وفي ضوء ما سبق كانت "الأنباط" في لقاء مع الهنداوي وأجاب حول اختياره كرائد رواد العالم أن هذا انجاز كبير تطلب سهر الكثير من الليالي، إضافة لدخول الأردن التاريخ على مستوى العالم.
وقال حول الإضافة التي ستنعكس على الأردن أنه يسعى وعدد من الباحثين العرب في اتحاد الشرق الأوسط للنشاط البدني المعدل جاهدين بأن يكون المؤتمر الدولي للنشاط البدني المعدل 2027 في الأردن وتم تقديم ملف إستضافة وسيتم الإعلان عن الدولة المستضيفة في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وأضاف أن هذا المجال لا يلقى اهتماماً كبير في المنطقة العربية وبالتالي هذا سيعزز مكانة الأردن في العالم ، كونه الرائد الأول عالمياً.
وأوضح أن الاردن من أقدم الدول العربية التي تولي اهتماماً لذوي الاحتياجات الخاصة، ويصنف الاردن مع تونس الشقيقة كأول دولتين عربيات رائدات واصحاب انجازات ، أما على المستوى العالمي فإننا نحتاج الى مزيد من العمل وأصحاب الخبرة.
وقال الهنداوي أن النشاط البدني المعدل يشمل كل فئات الإعاقة ولكن التخصص يستهدف 7 إعاقات رئيسية وتشمل منهم الإعاقات السمعية، البصرية، الذهنية، والحركية، والتوحد وصعوبات التعلم ولها برامجها الخاصة فيها، وسمي بالمعدل لانه عُدل وتكيف بما يتناسب مع هذه الشريحة من المجتمع.
وقال أن التخصص انطلق انطلاقة جديدة على مستوى العالم، ولم يكمل المئة عام، لذا فإن معظم الدول النامية غير متقدمة في هذا المجال ولا تملك أهل اختصاص مقارنة بالدول العظمى، ولذلك يسعى اتحاد الشرق الأوسط لايجاد الكوادر المتخصصة للعمل على تحسين هذا المجال، ويسعى للحصول على بعض الاتفاقيات الدولية لتعزيز مكانته ورفد أكبر عدد من المتخصصين في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
ودعى لأن تكون الأردن رائدة في هذا المجال رغم انها تملك القليل من المتخصصين وهذا يأتي من جانب التأهيل بالدورات وجانب التعليم، حيث أنه الى الآن لا يوجد أي تخصص يمنح شهادة البكالوريوس بالنشاط البدني المعدل، ولكن توجد بعض المساقات والمواد في كليات التربية الرياضية.
وفي سؤاله حول إمكانية إنشاء مركز في الاردن يختص بالنشاط البدني المعدل أوضح أن اللجنة البارالمبية هي المسؤولة في هذا المجال ويندرج فيها عمل النشاط البدني المعدل وهو جزء من عملها، ولكن نحتاج لمزيد من العمل حتى نصبح اتحادات مستقلة داخل اللجنة البارالمبية، حتى يتسنى للنشاط البدني المعدل التوسع وعمل الدراسات العلمية والأبحاث ضمن الأطر النظرية والتطبيقية.
وأشار الهنداوي أن الدعم في هذا المجال ضروري جداً سواء دعم الأفراد والأشخاص وهذا بالفعل ما قام به سمو الامير رعد بن زيد وبذل كل جهوده ليكون هناك كيان وصرح مثل اللجنة البارالمبية التي تعنى برياضة ذوي الإعاقة والتي يشرف عليها حالياً الأمير مرعد بن رعد، ولكن أول دعم تحتاجه هو دعم المتخصصين ووضع أصحاب الاختصاص في مكانهم لنجاح العمل واستمراره ، وبحاجة لدعم البنية التحتية، حيث أكد الهنداوي أن المرافق ضرورية جداً وينقص هذه الرياضة الإمكانات والمعدات، وهذا يدعونا الى اهمية الدعم المالي وبحاجة لدعم القطاع العام والخاص، لان ذوي الإعاقة يتطلبون أدوات ومعدات كثيرة ومخصصة وغالية الثمن.
وأوضح في حديثه حول مشاركة مختلف الاتحادات في الأردن لدعم ذوي الإعاقة أن التربية الرياضية بشكل عام تُصنف على أنها علوم مرتبطة، بما يعني توظيف العلوم الأخرى لخدمة الرياضة وبالتالي فإن جميع الاختصاصات مشتركة في العمل، كمشاركة اتحاد الطب الرياضي والذي يُعنى بالاشراف على النواحي الصحية والإصابات للرياضيين ككل وذوي الإعاقة.
وأشار أن العالم يسير نحو مشاركة وإندماج الاتحادات أي أن يكون في كل اتحاد رياضي للعبة معينة قسم مخصص لرياضة ذوي الإعاقة من الرياضة نفسها، وهذا ما نحاول الوصول إليه في الرياضة البارالمبية في الأردن.
وذكر أن رياضة ذوي الإعاقة أكثر تنوع في المشاركات خلافاً عن بعض الدول العربية حيث تشارك البارالمبية الأردنية بثلاث رياضات وتتميز بهن كرفع الأثقال وكرة الطاولة وألعاب القوى وهذا ما ميزها في أولمبياد طوكيو، وجعل اسمها على اللائحة الدولية كدولة متقدمة في هذا الاختصاص.