الأردني والعربي ٠٠ والإيمان بالخرافات؟؟؟

- فرح موسى

ما زال المجتمع الأردني خصوصاً، والعربي عموماً يؤمن بالخرافات، والخزعبلات، وحكايا الجن، والعفاريت، والغيلان مفردها: غول، هي سواليف ما أنزل الله بها من سلطان، تتردد على ألسنة كبار وكبيرات السن، بالتأكيد توارثوها كما توارثناها عنهم.

جلست الى سيدات تجاوزن من الكبر عتياً، طرحت عليهن بعض الروايات التي كان جيل الآباء والأجداد، يتناقلونها خلال سهراتهم، ودواوينهم، كما تفعل الكثير من السيدات خلال اجتماعاتهن، وزياراتهن اللاتي تعودن عليها منذ زمن بعيد.

ما زلن يؤمِنّ بكثير من الخزعبلات، والروايات التي ليس لها أساس من الصحة، مثل قصص الجنيات، والغولة التي تظهر لأشخاص معينين، ولا تظهر لغيرهم، كالقرين مثلاً، أو يتحدثن عن حرمة الجلوس على القبور لأن ذلك فيه كفر يؤدي الى جهنم.

المبالغات، والأوهام، والخرافات لا تتوقف عند حد معين، هذا يؤمن بأنه إذا حك باطن يده اليسرى سيقبض مالاً، وإذا حك باطن يده اليمنى فإنه سيسلم على ضيوف سيزورونه في القريب العاجل.

أيضاً، إذا خلع الطفل سنه أو طاحونة العقل، يقولون له، إرميها الى الشمس، واطلب استبدالها بسن الغزال، وإذا نظر المرء الى السماء، وراح يعد النجوم، فإن يديه ستمتلئ بالثآليل، وإذا شاهد كلب أسود، قالوا له، هذا عفريت ملعون، وإن الله جل وعلا يكره الكلاب السود، أستغفر الله العلي العظيم.

وإذا اشترى الشخص سيارة، أو بنى بيتاً، قالوا له؛ علق خرزة زرقاء حتى لا يحسدونك أصحاب العيون الحاقدة، وبالرغم من أن الحسد موجود؛ لكن الخرز لا يحمي من الحسد، لأن الله هو الذي يحمي الإنسان إن قرأ القرآن...
ما أصاب العبد لم يكن ليخطِئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، رفعت الأقلام، وجفت الصحف.

إذا ضحك الإنسان كثيراً قال، ألله يسترنا من (هالليلة)، وإذا شاهد مقصاً مفتوحاً، أو حذاءً مقلوباً، تشاءم، وأصابه النكد، والخوف من حدوث أمر جلل وعظيم سيقلب حياته رأساً على عقب.  

ما زال المواطن العربي، يحمل في عقله الكثير من الخرافات، والأوهام، ويصدقها مع أن الاتكال على الله، هو أهم بكثير من تصديق هذه الخزعبلات التي نسجها الإنسان نفسه، ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق