إبراهيم أبو حويله يكتب:الكلام في السياسة ...
الكلام في السياسة ...
هل أتفقنا في خدمة الوطن ، واختلفنا في السياسة ...
كنا نجلس أخوة على الشرفة ذات أمسية من أمسيات الجمعة ، والتي قد نلتقى فيها جميعا أحيانا في منزل الوالدة أطال الله عمرها ، وبعد كلام من هنا وهناك طرح أحدنا موضوعا سياسيا ، فكان لكل منّا رأيه ، وكل منّا تشدد لرأيه ، فالقضية في الأعراف والأخلاق والدين والتربية والتعليم والتخصصات تحتمل الخلاف ، ولكنها في السياسة لا تحتمل الخلاف ...
فهناك رأي واحد ونتيجة واحدة ، وهناك بطل واحد وخائن واحد ، وهناك فاسد أو فاسدين أو فاسدون كثر ، وهناك من باع وهناك من إشترى ، وهناك من قدم وهناك من قبض ، وهو من أقول أنه هو ...
قال أحدنا فلان قلبه على الأمة ، خذ الموقف الفلاني والكلمة العلانية وخذ وخذ ، والتيار الفلاني قدم وقدم للأمة والتيار الأخر لم يقدم إلا التنظير والخيانة ، وعدنا نختلف حتى في المختلف عليه ، ونفرق حتى المفرق ، فهذا خارج عن الملة ، وذلك يهدف إلى هدم اساس الامة ، وذلك يسعى إلى بنائها وإعادة أمجادها ، وما عدنا ندري من مع من ، ولا من هو ضد من ...
فقلت مهلا لنتكلم في كل شيء إلا في السياسة ، فنحن نتفق ويحكمنا العقل ، ونصل إلى نتائح منطقية ، ويحكمنا الدليل والمنطق ، ونصل إلى المفيد ونتفق إلا عندما نتكلم في السياسة ...
لا أدري هل هي العلة فينا أم في السياسة ، ولماذا يحكمنا العقل والمنطق والدليل والحجة إلا عندما نتكلم في السياسة ، هل السياسة لا تخضع لقانون ولا تنضبط لسنة ، أم هي العلة فينا أننا لا نحكم العقل والمنطق و الدليل والحجة في السياسة ...
وعدنا متفقين شريطة ألا نتكلم في السياسة ...
إبراهيم أبو حويله ...