العقبة: مواطنون يشكون انتشار ظاهرة التسول ويطالبون بتحرك سريع لوقفها
- دينا محادين
اشتكى عدد من المواطنين في محافظة العقبة من ازدياد ظاهرة التسول في الآونة الأخيرة بأشكال مختلفة في أسواق وشوارع العقبة، مبينين أن هذه الظاهرة تعكس صورة غير حضارية في المحافظة ، مشيرين إلى أن التسول بات بأشكال مختلفة مثل الوقوف في الإشارات لبيع الماء أو التجول بتحاليل وفحوصات أو صور لمشاكل صحية، وذلك لاستعطاف الآخرين.
ولفتوا، إلى أن انتشار المتسولين زاد وزادت أساليبهم، وبات البعض منهم يطلب المساعدة بصيغة الأمر وليس بصيغة الطلب والرجاء وهو أمر مزعج، كما أن بعضهم يطرق نوافذ السيارات مما يثير خوف الأطفال بداخلها ، لذلك يجب التصرف بشكل سريع.
بدورها قالت إحدى قاطنات المحافظة أنها لاحظت وقوف المتسولين على إشارات المرور والتنقل بين السيارات عندما تكون الإشارة حمراء، وذلك لبيع الماء رغم سوء حالة الطقس وفي مختلف الأوقات نهارا وليلا، حيث يقوم بعضهم بطرق النوافذ لشرح معاناته في محاولة لكسب الشفقة والحصول على بعض المال.
وقال أحد المواطنين إن ظاهرة التسول أصبحت في ازدياد مع بداية فصل الصيف وخاصة من هم من محافظات أخرى يرتادون العقبة بهدف تغيير اماكنهم وعدم التعرف عليهم، مؤكداً أن هذا الأمر يؤثر بشكل سلبي على الصورة الحضارية للعقبة لا سيما كونها منطقة سياحية يرتادها الزوار من كافة الجنسيات، خصوصاً وأن بعض هؤلاء المتسولين يلجؤون لسرد القصص المحزنة أو حمل المستندات الطبية والصور العائلية.
من ناحيته بين مدير مديرية التنمية الاجتماعية في محافظة العقبة محمد الطوره لـ "الأنباط" أن فرق المديرية تنفذ جولات ميدانية بشكل دوري على الأسواق التجارية والتجمعات السكانية لضبط المتسولين، لافتا إلى أنه تم ضبط عدد منهم وتحويلهم للجهات المختصة، حيث تم تشكيل لجنة لمكافحة ظاهرة التسول برئاسة حاكم إداري ضمن برنامج زمني محدد لعمل جولات صباحية ومسائية لضبط هذه الظاهرة في المحافظة وتم ضبط 84 متسول خلال العام الحالي منذ بداية السنة ولغاية 31/5/2023 من ضمنهم أطفال، منوهاً أن ما نعانيه بالعقبة عدم وجود مراكز الاحتفاظ للمتسولين الذي يبلغ اعمارهم مابين ٦ سنوات الى ١٨ كونهم بحاجة لحماية ورعاية
وطالب، بضرورة الوعي حول هذه الظاهرة والالتفات الى عدم الرد عليهم مهما كانت أساليبهم ، و ضرورة تطبيق العقوبات الموضوعة بحسب القانون لردع ممارسي هذه الظاهرة لتخفيف منها، خصوصاً أنه يوجد بالعقبة جمعيات خيرية خصصت لمساعدة الفئات المحتاجة ، مشيرا إلى أنه في حال تم أي ملاحظة الاتصال بالخط الساخن"0798518274" لوزارة التنمية الاجتماعية لاستقبال أي شكوى حول ظاهرة التسول
من جهته صرح محافظ العقبة خالد الحجاج في تصريحات صحفية سابقة عن خطة أمنية تنفيذية لمكافحة ظاهرة التسول والتشاركية مع جميع الجهات ذات العلاقة، مؤكداً أن هنالك تحديات لعمل اللجنة خاصة بـ المتسولين من الأحداث ، وتلافياً توقعات متكررة ، فقد تم التنسيق مع رئيس محكمة بداية العقبة الذي أوعز بتخصيص اثنين من قضاة الأحداث بالتناوب للنظر في القضايا التي يرتكبها المتسولين من فئة الأحداث ، مما يساعد ذلك للحد من تلك الظواهر .
وحول عقوبة التسول قال المحامي عبدالرحمن طه لـ"الأنباط" إنه وبحسب قانون العقوبات الأردني نصت المادة 389/1 على أن يعاقب المتسول بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على سنة كما نصت في الفقرة الثانية منها على أن تصادر الأموال والأشياء والأدوات المضبوطة في حوزة من ارتكب أيا من الأفعال المنصوص عليها في الفقرة (1) من هذه المادة وتأمر المحكمة بتسليمها لوزارة التنمية الاجتماعية لصرفها على الجهات والمؤسسات التي تعنى بالمتسولين.
ونوه أن على المواطنين ضرورة توخى الحذر من ظاهرة التسول التي أصبح لها أساليب كثيرة، منها ؛التسول الظاهر أو الصريح والمتمثل في مد اليد بطلب المال أو الطعام بالاعتماد على استعطاف الناس التسول غير الظاهر الذي يلجأ من خلاله المتسول إلى عرض أشياء أو خدمات رمزية نظير مقابل يحصل عليه، وذلك مثل مسح السيارات أو بيع البضائع الرخيصة المقلدة بأسعار تفوق قيمتها.