برهم: 70٪ من الأردنيين ينقصهم احد الفيتامينات

زينة البربور‎‎
قد يكون ألم الظهر والمفاصل الحديث الأكثر سخرية وتداولا في جلسات الشباب ‏والشابات سواء في الجامعات او في العمل، فوصف أحدهم حالتهم الصحية بالقول: ‏‏" لقد هرمنا " أي أنهم في عمر العشرينات ويعانون هذه الآلام فماذا ينتظرهم في ‏عمر الخمسين مثلا؟‎‎
وبالحديث عن الأسباب التي تقف وراء ذلك الألم سنتذكر بالتأكيد فيتامين " الشمس ‏‏" كما يُطلق عليه، فأصبحنا نسمع بالعديد من الأشخاص يلجؤون الى استخدامه ‏كمكمل غذائي بشكل يومي دون اجراء فحص طبي أو وصفة طبية، فنقص ‏"فيتامين ‏د" ‏بات منتشراً بشكل كبير خاصة لدى شعوب منطقة الشرق الأوسط والمنطقة ‏العربية فهم الأكثر عرضة للإصابة بنقصه ويعود السبب إلى طبيعة الحمية الغذائية ‏وقلة التعرض للشمس‎.‎
ولكن تساءل العديد حول صحة استخدام "فيتامين د" دون وصفة طبية وهل يمكن ‏أن يترك آثارا ضارة بالجسم إضافة إلى مدى خطورة نقصه على الجسم في حال لم ‏يعالج، وما مدى ارتباطه بالغدة الدرقية؟ وكيف ينعكس نقصه على آلام العظام؟.‏
معلومات منوعة تطرق إليها استشاري الغدد الصم والسكري الدكتور موريس برهم ‏لـ " الأنباط " الذي أكد عدم حاجة إجراء الفحص الطبي للجميع باستثناء المرضى ‏الذين يعانون أمراض مزمنة أو أمراض الكبد او في الجهاز الهضمي إضافة الى ‏الحالات التي يتوقع أن يكون لديهم نقص حقيقي للفيتامين، موضحاً أن النسبة ‏الطبيعية للفيتامين في الجسم هي 30 نانوغرام وأكثر، أما عندما تتراوح النسبة بين ‏‏30 الى 20 فحينها يعتبر نقص نسبي، وفي هذه الحالات لا تظهر أعراض ‏واضحة، أما في حال انخفضت النسبة إلى أقل من 20 حينها يعتبر نقص حقيقي ‏يظهر بأعراض واضحة على صحة المريض‎.‎
وذكر، أنه بحسب بعض الدراسات فإن الحالات التي تقل نسبة "فيتامين د" عن 20 ‏نانوغرام فيها عالية جدا في الأردن تصل الى حوالي 70%، عازيا إصابة الفئات ‏العمرية الصغيرة والكبيرة بنقص الفيتامين الى عدم التعرض للشمس بشكل كافي ‏خاصة أن نسبة 85 الى 90 من "فيتامين د" يؤخذ عن طريق الشمس، لافتا وجود ‏أمراض في الجهاز الهضمي والامتصاص قد تسبب نقص في الفيتامين إضافة إلى ‏تعارض بعض الادوية مع عمل وامتصاص الفيتامين في الجسم، نافياً ارتباط ‏‏"فيتامين د" بالغدة الدرقية إنما يرتبط بـ الغدة جارات الدرقية، مبينا أنه في حالة ‏نقصه يسبب ارتفاع نسبة هرمون جارات الدرقية وهنا يلزم العلاج لتعود النسبة ‏الى حدها الطبيعي وأكد على ضرورة إعطاء ‏"فيتامين د" ‏لكل مرضى هشاشة ‏العظام بالإضافة للكالسيوم‎.

في السياق ذاته بين رئيس قسم العظام في مستشفى التوتنجي الدكتور غالب القلقيلي ‏لـ"الأنباط" أن نقص ‏"فيتامين د" ‏بشكل مزمن يؤدي إلى ضعف كمية امتصاص ‏الكالسيوم والفوسفور بواسطة الأمعاء وهذا يؤدي لنقص مستوى الكالسيوم بالدم ‏وارتفاع هرمون الجار درقي لتعويض نقص الكالسيوم، لافتا ان ذلك يتم بواسطة ‏استهلاك الكالسيوم الموجود بالعظام و تعويضه مستوى الكالسيوم بالدم، لافتاً إلى ‏أنه عند النقص الشديد لمستوى الكالسيوم بالدم وارتفاع الهرمون الجار درقي بالدم ‏تظهر أعراض أبرزها ضعف بعضلات الجسم، وآلام العضلات وإرهاق عام ‏مشيرا إلى ضعف قوة العظام لاحقا وذلك نتيجة فقدانها الكالسيوم وتسارع بفقدان ‏المعادن الأساسية المكونة للعظام‎.‎
وأوضح أن نقص ‏"فيتامين د" ‏لدى الأطفال يسمى بالكساح ولدى الكبار " لين ‏العظام " مبينا اننقصه عند الأطفال يؤدي لتقوس العظم وعند الكبار يزيد من ‏عرضة للكسر، مبيناً أن نقص ‏"فيتامين د" ‏منتشر بكثرة في منطقة الشرق الاوسط ‏ولدى أصحاب البشرة الداكنة إضافة عند الأشخاص الأقل تعرضا لأشعة الشمس ‏لتغطيتها للجلد بشكل مستمر، لافتا أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من نقصه قد ‏تصل إلى ٣٥% من الاشخاص البالغين‏‎. ‎
وبين، القلقيلي أنه بالإضافة إلى الدور الأساسي الذي يلعبه بتنمية العظام الطبيعية ‏والحفاظ عليها فهو يلعب أيضاً دوراً في الجهاز العصبي والجهاز العضلي الهيكلي ‏والجهاز المناعي لافتا أنه واحد من الفيتامينات المهمه لصحه فهو يلعب دور مهم ‏للحفاظ على توازن الكالسيوم بالدم والعظام إضافة إلى المحافظة على تركيز وقوة ‏العظام وأيضا بنائها، مضيفاً أنه قد لا يظهر أعراض لنقص الفيتامين وقد تظهر ‏أعراض نقصه عند الأطفال على شكل ألم في العظام وضعف العضلات إضافة إلى ‏انحناء وتقوس العظام أما لدى الكبار فتظهر على شكل  تعب وارهاق عام وألم ‏وضعف بالعضلات إضافة إلى تقلبات المزاج بصورة سيئة قد تصل إلى الاكتئاب‎‎
وعن أسباب نقصه بين القلقيلي أن عدم حصول الفرد على الكمية الكافية من ‏‏"فيتامين د" ‏عن طريق الطعام وعدم التعرض الكافي لأشعة الشمس، إضافة إلى ‏عدم امتصاص الجسم لكمية كافية من ‏"فيتامين د" ‏، لافتا أنه قد يحدث ذلك بسبب ‏ادويه معينه مثل الملينات وادويه التشنجات وادويه تخفيف الوزن او بعد عمليات ‏جراحيه او عمليات السمنة أو بسبب امراض معينة مثل امراض الكبد وامراض ‏الكلى أسباب بيولوجية منها العمر و الوزن الزائد‎. ‎



وختم ان هدف العلاج والوقاية من نقص ‏"فيتامين د" ‏هو الحفاظ على مستواه ‏الطبيعي بالدم ويتم ذلك بواسطة تعديل الحمية الغذائية وزيادة الأطعمة الغنية فيه ‏وزيادة التعرض لأشعة الشمس بالإضافة إلى أخذ جرعات من ‏"فيتامين د" ‏‎.‎
من الجدير ذكره أن هناك دراسة أسترالية توصلت إلى أن نقص ‏"فيتامين د" ‏مرتبط ‏بالوفاة المبكرة، وخلال فترة متابعة استمرت 14 عاما، وجد الباحثون أن خطر ‏الوفاة انخفض بشكل كبير مع زيادة تركيزات فيتامين د، مع ظهور أقوى التأثيرات ‏بين أولئك الذين يعانون من نقص حاد