من أنت ...

 

نحن نعشق الحصانة بل حتى تجاوزها البعض إلى فكرة الطبقية والتصنيف وصفاء الدم وصفاء العرق ، بل ان الفراعنة رفضوا فكرة ان يتزوجوا من الشعب ، البشر والفوقية  نحن فوق البشر ولا نقبل بأي حال أن يتم مساءلتنا ، نحن فوق القانون وفوق السؤال وفوق الشبهة وفوق الشعب  وفوق الشارع وفوق الأخر ...

ومن أنت حتى تسأل وهل تعرف مع ممن تتكلم ...

لقد خلقنا صورا فارغة جوفاء بهذا المنطق وأصبح الجميع يسعى لهذا النوع من الحصانة في الشارع والمؤسسة والوظيفة والوطن ...

وخذ ما يحدث عندما ينتشر هذا المنهج في اوساط المال وليس المجتمع فضلا عن السياسة ، في البرنامج الوثائقي عن الملياردير اليهودي كارل آيكه قال بأن الرؤساء التنفيذين والمدراء كانوا يسعون لأن يكونوا أساطير في مؤسساتهم وفوق السؤال ، وأنتهج هو نهج مهاجمة قرارتهم وإظهار أخطائهم ومن خلال إظهار عيوبهم أصبح هو الرجل المنقذ للكثير من الشركات والتي كانت تدار بعيوب وأرباح أقل وإحيانا بخسائر كبيرة نتيجة الخوف من أنتقاد هؤلاء المسؤولين ، وبعدها تم تخليد قصته في الفيلم المشهور (وول ستريت)...

وحتى الرسول المعصوم صلوات ربي عليه ، قال له الصحابي الحباب بن المنذر (يارسول الله أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه أم هو الرأي والحرب والمكيدة ، فقال هو الرأي والحرب ، فقال الصحابي الذي تربى في أحضان النبوة ويدرك الفرق بين الرأي والوحي ، إذا هذا ليس بمنزل وأشار عليه ) ، والعبرة أن النبي تقبل الرأي والنصيحة ما دام الرأي والمشورة في مصلحة الأمة ...

ولكن دائما يكون التشدد والتنطع فيمن ضعف عقله وقل حمله وساءت بضاعته ولا حظ له من حكمة ...

إبراهيم أبو حويله...