النخبة تناقش قضايا الجرائم الالكترونية المرفوعة ضد الإعلاميين والصحفيين‎ ‎

 
مريم القاسم‎ ‎
تحاور أعضاء ملتقى النخبة‎-elite ‎حول موضوع قضايا الجرائم الالكترونية ‏المرفوعة ضد الإعلاميين والصحفيين ، متسائلين حول إذا ما كانت هذه القضايا ‏تعتبر عمل بطولي أو شهادة بضعفهم في معرفة القوانين والأنظمة ، مبينين هل تعد ‏إثبات على أن الصحفي لا يملك المعلومة الحقيقة والمؤكدة ، وهل تعد مؤشرا أنهم ‏ليسوا أصحاب خبرة ، مؤكدين دور وسائل الإعلام المهنية في الحد من هذه القضايا‎ ‎‎. ‎
أكد المحامي حسام الخصاونة أنه يجب علينا أن نميز بين الإعلامي الحقيقي ‏والمتصنع الذي لا يحترم شرف مهنة الصحافة والإعلام ، مبينا من وجهة نظره ‏أنهم أصبحوا يمثلوا أكبر خطر على الوطن ، فهمهم الأول والأخير هو فقط الشهرة ‏وكسب التأييد الشعبي بعيدا عن الحقائق ، وبسببهم وجد قانون الجرائم الإلكترونية‎ . ‎
وبرأيه قال إبراهيم أبو حويله إنه يؤيد أن يكون القانون حازما وواضحا وقويا ‏وعادلا وشفافا ، وأن يتم نشره وتوضيح فقراته والعقوبات المنصوص عليها بفقرات ‏لا تحتمل التأويل ، بحيث يعلم كل إنسان سواء كان صحفي أو ناشط حدوده ، لأن ‏حياة البشر ومستقبلهم ليس ملكا لأحد‎. ‎
وأشار محمود ملكاوي إلى أن تحريك الآلاف من القضايا ضد الصحفيين والنشطاء ‏والمواطنين بناءً على المادة 11 من القانون الذي تم تشريعه عام 2019 حسب ‏تقرير تم نشره في موقع "ميدل إيست آي" ؛ يعد تراجعا للحريات الصحفية وحرية ‏التعبير عن الرأي التي كفلها الدستور الأردني ، موضحا أن هذه المادة من قانون ‏العقوبات الخاص بالجرائم الإلكترونية نص على بنود فضفاضة تمنع أي شخص ‏من نشر أي بيان على شبكة الإنترنت ، قد يتم فهمه أنه تشهير لأي شخص‎. ‎
وبدوره ذكر الدكتور بكر الكفاوين أن السلطة الرابعة لها قوة كبيرة من حيث سرعة ‏نشر المعلومة والدعاية والإعلان ، ولكن بعض الأنفس المريضة والدخلاء على ‏الإعلام يمارسون احيانا الابتزاز لجعل المؤسسات والشركات بالدعاية والإعلان ‏عندهم لغايات المردود المالي وإن لم تفعل يقومون بنشر فضائح هذه المؤسسة على ‏الملأ‎ . ‎
ومن جهته بين الصحفي جهاد ابو بيدر أن الصحفي الحقيقي لا يخسر أي قضية في ‏المحكمة ؛ لأنه حينما يكتب يعرف ماذا ومتى وكيف يكتب ، باعتقاده أن الصحفي ‏الذي لا يذهب للمحكمة ليس صحفيا ولم يمارس المهنة على حقيقتها ، موضحا أن ‏المشكلة ليست بالصحفيين إطلاقا ، إنما المشكلة بأسلوب "قرصة الأذن" التي ‏تمارسها بعض الجهات لتكميم الأفواه ، والمشكلة الأكبر بالمسؤولين ورجال ‏الأعمال الذين يقربون أشباه الصحفيين لهم "مكافأة شر" و يغدقون عليهم كل ما لذ ‏وطاب من عقود وإعلانات واستشارات ورواتب وسفرات وبالمقابل يحاربون ‏الصحفيين أصحاب المبادئ ويحولهم لـ"متسولين" ويحرمون الوطن من أقلام حادة ‏في الدفاع عنه‎. ‎
وبدوره لفت الصحفي عمر الكعابنة أن الصحافيون يحاسبون على قانون ‏المطبوعات والنشر ، مؤكدا أنه لا بد من فهم واستيعاب هذا القانون قبل نشر أي ‏مادة صحفية والتأكد من قانونيتها ، موضحا أن هناك بعض المحسوبين على ‏الصحفيين ومؤسسات إعلامية يقومون بعملية الابتزاز للأشخاص والكيانات لسببين ‏رئيسيين أبرزها ؛ الابتزاز من أجل الأموال والآخر من أجل انتشار اسم الصحفي ‏أو المؤسسة ، حيث أصبح هناك خلط بين أداء الصحفي ونشاطه على موقع ‏التواصل الاجتماعي وأصبح بعض الصحفيين نشطاء بدلاً من قيامهم بعملهم ‏الصحفي‎ . ‎
ومن جهته يعتقد الدكتور عديل الشرمان من خلال ممارسته للعمل الإعلامي في ‏شقه الأمني وهو الأكثر تعقيدا وحساسية ؛ أن مساحات الحرية تتسع أكثر في حال ‏فهم الصحفي لضوابط المهنة وبخاصة القانونية ، والتضييق في حال عدم إلمامه ‏بهذه الضوابط لأنه سيبقى مرتبكا حائرا بين المسموح والممنوع ، ويبقى يتحرك في ‏مساحة أضيق مما هو مسموح له، وهذا الفهم لجوهر ممارسة المهنة لا يكتمل بغير ‏الخبرة العملية والنظرية وبغير التدريب‎ .‎
وقال موسى مشاعره إن التفريق بين الوطني وغير الوطني صعب في هذا الزمن ، ‏حيث أصبحنا نعيش في عالم متشابك من صعب تفادي أخطاره ، وطالما هناك ‏صحفي ممتهن لهذه المهنة ؛ يجب عليه أن يتقيد بآدابها وأخلاقها ، وأن لا يطلق ‏لنفسه العنان بحيث لا يميز الغث من السمين وهمه نقل الاخبار ليحرز سبقا صحفيا ‏دون التأكد من مصداقية ما ينقل فالكلمة الرصاصة إذا خرجت لا تعود‎. ‎
وبدوره أيد المهندس خالد خليفات بأن فهم الصحفي لبنود القانون وحدود عمله ‏وتفريقه بين النقد المشروع وبين الشخصنة والتجريح يمكن أن يبعده عن تبعات " ‏قرصات الأذن " بين الفينة والأخرى، لكن قد لا يمكنه تفادي السقطات الصحفية في ‏خضم السرعة المطلوبة في بحثه عن سبق صحفي‎ . ‎
وأشار هاشم المجالي إلى أن منظومة قانون الجرائم الإلكترونية بالنسبة له غير ‏منطقية ، مبينا أنه من المفترض أن تبقى ضمن دائرة قانون العقوبات ، وأن قانون ‏الجرائم أصبح مصيدة ووسيلة ضغط على المصلحين الذين يرون الأخطاء ‏ويرغبون بنقدها من أجل الإصلاح ، مضيفا أن هناك مادة تستخدم ضد المنتقدين ‏المصلحين وتغريمهم تحت بند انتقاص هيئة عامة أو تقويض مؤسسة عامة‎ . ‎
وذكر المهندس عبد الحميد الرحامنة أن المعنى الحقيقي للأمن لايتم من خلال حجب ‏المواقع الإلكترونية وتضييق على الحريات ومنع سفر البعض بحجة الجرائم ‏الإلكترونية ؛ ولكن يأتي من خلال قانون جرائم الكترونية عادل لا يكون الهدف منه ‏هو تكميم الأفواه ونشر الذباب الإلكتروني بأسماء وهمية لإيقاع الناس بالمحظورات ‏، مؤكدا أنه لا بد من وجود برامج توعية للمواطنين عن قانون الجرائم الإلكترونية‎ ‎‎.‎
وبين ياسر الشمالي أن هناك حاجة ماسة للإعلام سواء كان إلكترونيا أو ورقيا وأن ‏يكون موضوعيا ، وملتزما بالسداد من القول ، وصدق الخبر، ونزاهة التحليل ، ‏بعيدا عن الإسفاف في القول ، أو الإشاعة المغرضة، أو تشويه السمعة ، كما ‏الحاجة ماسة لقوانين وأنظمة ضابطة تتصف بالعدالة ، وتهدف لتوجيه الإعلام ‏وتنقيحه من الحرية المنفلتة والأخبار الملفقة والتدني الأخلاقي‎ . ‎
ومن جهته عبر الدكتور غالب فريجات عن رأيه معتقدا أن كثرة القوانين وتداخلها ‏لا يحل أية قضية ، وقضية الإعلام غير المسؤول يوجد في قوانيننا ما يكفي من ‏معالجته دون اللجوء لقانون جديد يخص الجرائم الإلكترونية ، الإعلامي الجيد يعي ‏مسؤولياته ، ويفهم القانون، والمحظور وغير المحظور في النشر، موضحا أن ‏الإعلامي بإمكانه أن يكتب ما يريد ، ويعبر عما يريد دون الشخصنة والشتم‎ . ‎
وبدورها أكدت الدكتورة فاطمة عطيات أن الإعلام بكل تفصيلاته وأنواعه يشكل ‏سلطة رابعة قوية في كل مجتمع ، مضيفة حسب رأيها الشخصي أن وسائل ‏التواصل الإجتماعي الحديثة المنتشرة بين أيدي كل الناس على اختلاف انتماءاتهم ‏ومشاربهم ومستوياتهم التعليمية قد شكلت وبعنف بخطورة سلطة خامسة تتحكم ‏بالحقيقة والرأي العام‎. ‎
وأوضح الدكتور عيد أبو دلبوح أنها ليست جرائم إلكترونية ولكنها شكاوي ‏إلكترونية ، مؤكدا ضرورة وجود قانون الشكاوى الإلكترونية ، ولكن هذا القانون ‏سيبقى ناقصا وغير ذي جدوى وإنما يبقى مشوبا بالعيب وشبهه الإذعان ؛ ما دامت ‏السلطة التنفيذية غير مكتملة الأركان الديمقراطية من حيث حرية التمثيل من قبل ‏الناس ، وبالتالي يكتمل مثلث الحكم العادل بأركانه الثلاثة وهي التنفيذية والتشريعية ‏والقضائية‎ . ‎
وذكر فيصل تايه أن الدستور صان حرية التعبير و عززتها مناخات الحريّة ‏والديمقراطية والانفتاح ، موضحا أنها حريّة مسؤولة لا متفلّتة ، جامعة لا مُفرّقة ، ‏حامية للمجتمع لا فتنوية ، وهذا يتطلب تعزيز دور الإعلام المسؤول ؛ لحفظ ‏مجتمعاتنا وأمننا القومي ، ونبذ كلّ خطاب فتنوي، عنصري، أو محرّض على ‏العنف‎ . ‎
وأكد الدكتور علي حجاحجة ضرورة التمييز بين الإعلامي المرخص والمعتمد ‏والذي يحترم شرف المهنة ، وبين من يركب موجة الإعلام ويمتطي صهوة وسائل ‏التواصل الاجتماعي وينصب نفسه أفضل الناس فتصيب سهامه النقي والفاسد على ‏السواء ، وبالنهاية تصيب سمعة الوطن وتنال منه ومن شخوصه ومن مؤسساته ‏دون بينة‎ .‎