فرحتنا بـ عريس الأردن والأردنيين

خليل النظامي 
ما أجمله من مشهد تعيشه المملكة الأردنية الهاشمية هذه الأيام، مشهد تجمل بـ كافة الألوان الجميلة والزاهية، ووضعنا في القالب الحقيقي لـ صورة ومضمون معدن الشعب الأردني الأصيل، حين نرى ان شرائح المجتمع كافة وبـ رغم كل الجراح والازمات المختلفة، يسترقون لحظات من جراحهم لـ الاحتفال بـ زواج ابنهم وأخيهم ولي العهد الحسين ابن عبدالله حفظه الله ورعاة ووفقه فيما هو ذاهب إليه. 
هذه هي صورة المحبة الخالصة التي يتميز بها الأردنيين، والتي لا تشوبها شائبة ولا نائبة، فـ الاحتفالات التي تعم المملكة حقيقية نابعة من قلوب صادقة، احتفالات حملت في صورتها العامة تعددية لـ الثقافات المناطقية في مختلف أقاليم المملكة، فـ في الجنوب نرى الدحية الأردنية، وفي الشمال نرى المجوز والدبكة الأردنية الأصيلة، وفي الوسط نرى احتفالات ممزوجة بكل أشكال الثقافات فرحا بـ زواج أميرنا المحبوب، وهذا مؤشر على حجم انتماء الأردنيين وحبهم لـ وطنهم الأردن. 
سعادة المواطنين بـ زواج ولي العهد، لا تختلف عن سعادتهم بـ زواج أبنائهم وبناتهم، وهذا إن دل على شيء فـ إنما يدل عل ى صدق الوفاء بـ العهد وصفاء القلوب، وطيبة الأردنيين التي لا تظهر إلاّ في أصعب وأجمل الأوقات، وهذا الوفاء لم يأتي من فراغ، بل نظرا لـ ما شهده الشعب الأردني من تربية طيبة وصالحة لـ ولي العهد عنونت بـ "تواضع الهاشميين"، والسلوك الديني القويم، والكثير الكثير من المواقف الصادقة لـ ولي العهد التي تمثلت بـ زياراته المختلفة لـ محدودي الدخل ومساعدتهم، والوقوف وقفة تملأها الحنان والعطف مع الأيتام والمرضى وكل مستغيث وطالب لت الحاجة، وقتاله الذي بات واضحا لـ جميع الشرائح في سبيل إنجاح مسيرة الإصلاح والتنمية والتطوير والمواكبة على الصعد كافة. 
ومن الملفت في المشهد العام، أن الاحتفالات وسعادة المواطنين بـ مناسبة زواج ولي العهد عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المحلية، يتوافق تمام مع ما نراه على واقع الشارع الأردني في مختلف المحافظات والمناطق والقرى، والجميع يعبر عن فرحته ويحتفل على طريقته الخاصة، وهذا إن دل على شيء فـ يدل أيضا على أصالة الشعب الأردني، وحبه الكبير لـ ولي العهد وفرحته بـ دخوله القفص الذهبي كـ ابن وأخ لهم. 
الأمير الشاب ابن الأردن الأصيل، ليس رجلا سهلا، والمتمعن في صفاته وسلوكياته؛ يجد أنه مقاتل ذو بأس شديد، ولديه من الحنكة والمعرفة ما يؤهله الوقوف كـ النخل في أشد العواصف، حكيم في مخرجاته، وعقلاني ومتطور ومواكب في طريقة تعاطيه مع ما يعترضه من قضايا وأحداث، ويتميز بـ التواضع الذي ورثه عن أسلافه الهاشميين، والطيبة ويظهر لـ الجميع الحجم الكبير لـ طيبته وحنانه وعطفه من خلال سلوكياته وجولاته التي شهدناها جميعا. 
ومن الصور التي شكلت بصمة لا يمحوها زمان، مشاركة حفيد الهواشم الحسين حفظه الله وحمله ما حمله والده وأجداده من حب ووفاء الصحبة والزمالة لحماة الديار والمحاربين والعسكريين من أبناء القوات المسلحة في فحرته، تجلت في صورة العلاقة القدسية والفرحة الصادقة بينه وبين زملاءه من أبناء القوات المسلحة بـ مناسبة زواجه، فـ من الفقرات الشعرية والغنائية ووصلات السامر والدبكات الشعبية، فضلا عن شد الحبل والكثير من الفعاليات رسمت شكل ومضمون العلاقة القدسية التي تجمعهم وتجمعنا معهم كـ أردنيين ورسمت أجمل لوحة فنية تجلت بـ صور الفرح الصادق والتعاون والجهد الجماعي. 
المشهد العام يشير إلى صورة في غاية الجمال يصعب على الكثير استخراجها، تمثلت بـ حجم الانتماء الكبير الذي يعيش في قلوب الأردنيين لـ تراب الأردن، وحبهم الذي لا ينقطع لـ وطنهم، وصدق ولاءهم لـ قيادته الحكيمة التي يرأسها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، وهذا الولاء والانتماء لا يظهر عادة إلاّ في أشد الأوقات وأجملها لأنه صادق كـ صدق رسالات الأنبياء.