خبراء: الزراعات لم تتأثر من الحالة الجوية الأخيرة لانتهاء الموسم

خبراء: الزراعات لم تتأثر من الحالة الجوية الأخيرة لانتهاء الموسم
الانباط – سالي الصبيحات
تعرضت المملكة الى حالة من عدم الاستقرار الجوي خلال الايام القليلة الماضية مصاحبة بكميات هطول مطرية بشكل جيد وبصورة غير متوقعة ما أدى الى امتلاء بعض السدود في الجنوب.
جاء ذلك في الوقت الذي تعاني منه البلاد من شح مائي كبير، هذه الكميات عملت على انعاش القطاع الزراعي والمائي.

وقالت وزارة المياه والري/ سلطة وادي الأردن ان الامطار الهاطلة رفدت السدود بنحو 30 مليون متر مكعب لترفع التخزين الكلي في السدود الى 132,885 مليون م3 من طاقتها التخزينية الكلية البالغة 280,759 مليون م3 بنسبة تخزين 47,33% تركزت في سد الموجب حيث دخل اليه 17 مليون متر مكعب لترفع التخزين فيه الى 100 % أي 24,718 مليون م3 وبدء فيضانه.

بدوره تفقد وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات حفيرة البقيعاوية في البادية الشمالية الشرقية والتقى عدد من المتضررين المزارعين. وأكد ان مجمل الحفائر التي أنجزت خلال ٢٠٢٢ وبداية ٢٠٢٣ قد امتلأت وهذه الأمطار تشكل داعم للقطاع الزراعي وامتداد لموسم الرعي وزيادة الحقن المائي للمياه الجوفية وقد تابعنا ايضا مدى كفاءة الحفائر التي تم صيانتها خلال الموسم الماضي والحالي والتي امتلأت في اغلبها.
وأشار الحنيفات خلال تفقده لاحد مربي النحل الذي تضرر من اثار الامطار الى مسؤولية الوزارة الدائمة بمساعدة المزارعين والوقوف معهم مبينا ان مديريات الزراعة تعمل حاليا على حصر الأضرار من آثار الأمطار الأخيرة وسيتم التحقق من الأضرار ومن ثم المضي بالإجراءات المرعية بهذا الخصوص.
واطلع الحنيفات على واقع بعض المحاصيل والزراعات واثر الأمطار عليها واستمع الى الراي الفني من قبل كوادر الوزارة في الميدان وأكد على ضرورة استدامة التواصل من وحدات الارشاد وتقديم الخدمات والتواصل مع المزارعين .

من جانبه اوضح المهندس الزراعي محمد البس ان الحالة الجوية التي تعرضت لها المملكة خلال الايام السابقة من عدم استقرار جوي وهطولات مطرية وادت الى امتلاء بعض السدود في الجنوب خاصة سد الموجب الذي يستخدم لأغراض الشرب والري والاستعمالات الصناعية امر يبعث الامل في ظل الظروف المائية التي تعيشها المملكة، مبيناً ان الحالة الجوية لم تأثر على الزراعات لانتهاء الموسم ومعظم الزراعات الربيعية اقترب انتهاء حصادها وان المزروعات ناضجة حالياً والاثمار نهائية ، وان المحاصيل الصيفية مزروعة في البيوت البلاستيكية ومحمية.
وأكد البس على عدم حدوث اي تأثيرات واضرار على المزروعات بل ان كميات المياه من الامطار التي هطلت عملت على تغذية المياه الجوفية والسدود في الوقت الذي انتهت فيه التغذية، مشيراً الى انه من الممكن حدوث اضرار على بعض النباتات بشكل محدود في مناطق الجنوب وان المشكلة الوحيدة التي من الممكن ان تحدث في حال حصل انجرافاً للتربة.

وبينت المختصة في قضايا المياه والبيئة الدكتورة منى هندية ان الاردن يعتبر من اشد الدول تعرضاً لتغير المناخ وفقاً لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة الصادرة عام 2021 ، وان هذا دافع لمكافحة تغير المناخ.
وأوضحت ان رغم الجهود في الاردن لمكافحة المناخ الا ان الجهود محدودة في العمل بسبب الحاجة الى استجابة طويلة الآجل ومحدودية الموارد سواء مادياً او بشرياً، مؤكدة على عدم توفر كوادر مؤهلة بالدرجة الكافية لمواجهة تغير المناخ في الاردن لأسباب تعود الى اعتمادهم على شهاداتهم الشخصية والى عدم توفر تدريب لمواجهة هذا التحدي.
وأشارت الى ضرورة توفر انشطة للمساهمة في التكييف مع قطاع المياه في الاردن ومنها انشطة تتعلق في جودة المياه الجوفية وحمايتها، بالإضافة الى إعادة استخدام المياه العادة للزراعة وتحسين امدادات المياه.
وأشارت الى ان هنالك تقنيات للنهوض في قطاع الزراعة مثل تقنيات توفير المياه وإدخال اصناف ومحاصيل جديدة للمساعدة في التكيف مع القطاع الزراعي.

وقال أستاذ الجيولوجيا والبيئة والتغيرات المناخية البروفسير أحمد الملاعبة في احدى المقابلات أن العالم بأسره تأثر بالتغيرات المناخية والتي يطلق عليها (المتطرفة) لتطرفها عن الواقع، أو عن النمط المعتاد.

وكشف عما حدث في العاصمة عمان ومناطق في المملكة من زخات " حبات برد كبيرة " ان الفترة الحالية من الفصول وهي فصل الربيع الذي بالعادة يكون دافئ وما حصل أن الهواء الساخن الذي كان موجود في طبقات الجو العليا كان يعلوه الهواء البارد الذي شكل نويات حبيبات من الجليد وعليه أصبح هناك تمازج بين الهواء البارد والساخن يؤدي إلى عمليات عطل غير مسبوقة الأساس فيه الغيمة ذات درجة الحرارة المنخفض