القطاع السياحي الركيزة الأهم تنمويا والرافعة الاقتصادية المستدامة
شرحبيل ماضي *
ان ما يشهده القطاع السياحي من قفزات بالاعداد هو تطور طبيعي تشهده كل دول العالم وخصوصا الوجهات ذات البنية الفوقية السياحية المتطورة وانخفاض كلف التشغيل لديها .الا ان ما تنتهجه القطاعات الرسمية والخاصة من خلال استخدام ادوات التسويق الالكتروني واعتباره القناة الرئيسية لدخول الاسواق العالمية من خلال التسويق والترويج الموجه للافراد واستخدام وسائط التواصل الاجتماعي المختلفة في ابراز المنتجات المختلفة يعتبر قفزه مهمة في الاتجاة الصحيح ، وان ما تشهده المنطقة العربية من توافد لاعداد كبيرة من السياح ووضع الاردن ضمن برامج هذه المجموعات السياحية ساهم ايضا في زيادة اعداد الزوار والدخل السياحي الى المملكة ، وقد كانت الاجراءات التي اتخذت لانهاء حالة الطوارئ نتيجة ازمة كورونا وما رافقها من قرارات استراتيجية حكومية لدعم موازنة وزارة السياحة والاثار وهيئة تنشيط السياحة حيث وجه هذا الدعم الى المسارات التالية :
أولا : دعم الطيران العارض والمنخفض التكاليف واتاحة المجال لوكلاء السياحة الاردنيين لعقد الصفقات المدعومة من موازنة الهيئة هذا بالاضافة الى تقديم الدعم الى الناقل الوطني الملكية الاردنية لابرام الاتفاقيات لجذب الزوار .
ثانيا : توجيه الدعم للبرامج الترويجية في الاسواق التقليدية وايضا في الاسواق المحتملة ،كما ساهم زيادة مخصصات الترويج (54مليون) بفتح المجال لوكلاء السياحة والسفر الاردنيين من المشاركة في اسواق السفر العالمية التي تعتبر منصة مهمة للترويج وعرض منتجات الدول والاردن منها ، كما ساهم استخدام نهج التسويق الالكتروني في تعزيز موقع الاردن اقليميا وعالميا.
ثالثا: تفعيل دور القطاع الخاص من خلال دعم الهيئة لرحلات التعريف لوكلاء السياحة والسفر من حول العالم اتاح المجال للتعريف بشكل افضل بالمنتج السياحي الاردني وتنوعه .
رابعا: اكدت مخرجات رؤية التحديث الاقتصادي في القطاع السياحي الى ضرورة الاستمرار في تخصيص موازنات سنوية لدعم تطويرالمنتج السياحي وبناء القدرات وزيادة الانشطة الترويجية وهذا سينعكس على زيادة الاعداد واتساع اعداد الجنسيات القادمة .
خامسا: يحظى المنتج السياحي الاردني وتنوعه بسمعة ممتازة لتفرده ما بين الدول المجاورة بتنوع بيئي ثقافي آثاري ديني ، وبوجود منتجات سياحية تلبي رغبة الشباب والعائلات ،ورواد المغامرات وغيرهم وهو ما قد لا يحصل في كثير من دول العالم حيث اطلقت العديد من المشاريع لتطويروتنمية المواقع السياحية والاثرية ومحيطها .
سادسا : بالاضافة الى ما يتمتع به النظام الاجتماعي الاردني من سمعة طيبة ومن ترحيب وضيافة .
كما ساهمت السمعة الطيبة للشعب الاردني كشعب مضياف وكريم في تعزيز سياحة التذوق والطعام ساهمت الجهود المختلفة في ابراز الثقافة الاردنية من خلال اطباق دخلت للعالمية ، حيث اصبح المطبخ الاردني بمكوناته حديث الزوار في حلّهم وترحالهم .
سابعاً : أضف الى ذلك التنوع المناخي ما بين الجبل والوادي والبحر والنهر والثلوج والشمس حيث أنه باستطاعة السائح تجربة الفصول الاربعة في يوم واحد وهذا بحد ذاتة يعتبر قيمة تفضيلية للاردن ومنتجه السياحي .
ثامناً : أضف الى ذلك ان اعتماد البترا وام الرصاص وجرش ووسط مدينة السلط ووادي رم كاحدى مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو ساهم بتعزيز مكانة الاردن السياحية والثقة به ،يرافق ذلك وجود خمسة مواقع معتمدة ضمن مسار الحج المسيحي في شرق النهر ويعززها مغطس سيدنا عيسى عليه السلام.
وللاستمرار في هذه النجاحات يتطلب على الجهات الرسمية الاستمرار بدعم موازنة التسويق والترويج وتطوير المنتجات السياحية والمواقع الاثرية واطلاق خطط ادارة المواقع التي تتيح للقطاع الخاص المساهمة في تشغيل هذه المواقع وبما لا يؤثر على كينونتها وبيئتها الطبيعية.
كما ان الدور الاكبر الذي يجب ان يتم العمل عليه هو بناء قدرات المجتمع المحلي في محيط المواقع السياحية والاثرية ، واطلاق برامج التمكين والتدريب والتوعية وبما يضمن الانخراط التام في المنظومة السياحية ومكوناته.
أضف الى ذلك تسهيل اجراءات الاستثمار والاستمرار في تقديم الحوافز لجذب الاستثمارت النوعية وذات القيمة المضافة على الاقتصاد الوطني والمجتمعات المحلية .