الاستراتيجيات الوطنية نهج حكومي لتحقيق الرؤي الملكية .



محمد علي الزعبي

لقاءات جلالة الملك الاسبوعية مع الحكومة ليست لقاءات عادية ، فالمتابع للشان الداخلي يجمح إلى متابعة مجريات هذه اللقاءات ، التي تعرض بها الحكومة الخطوات والاستراتيجيات الجديدة لعملها ، لتحقيق تطلعات جلالة الملك ورؤيته في إعادة ترتيب البيت الداخلي ، من خلال المتابعه الحثيثة ، فتلك الاجتماعات تحمل في ثنايه من الحكومة  الكثير من الوضوح والشفافية والبرامج الإصلاحية الحقيقية ، لتحقيق رؤي جلالة الملك الثاقبة وارشاداته للحكومة ، وآلية   تجاوز الصعاب والتحديات الداخلية والخارجية ، وأثارها التى زادت من اعباء المسؤولية ، ورسائل جلالة الملك التى تحملهُ عبئ المسؤولية اتجاه مواطنيه ، وسعيه لبناء شراكة حقيقية في خلق منظومة تحديث جديدة ، تسعى لخلق واقع اقتصادي وسياسي وإداري مترابط في مؤسسات الدولة ، ودعمه الكامل للحكومة في لتحقيق المبتغى لرؤية التحديث في الاستراتيجيات التي تاخذ مجرى التنفيذ ، وفي البرامج المتكاملة  والإنتاجية ، التى تحسن وضع المواطن واقتصاد الأردن ، بالشراكة الحقيقية بين فئات المجتمع ومؤسساته ، تنسمج مع واقع الازمات الاقتصادية التى تواجه المملكة وتخطيها بكل جدية وتمكن ، والابتعاد عن المزايدات والمناكفات والتشكيك والارهاصات والسوداوية والإساءات ، والعمل ضمن فريق واحد .

رسم  جلالة الملك سياسة جديدة في مواجهة التحديات والمعضلات التى ألقت الأحمال واثقلت على الاردن وشعبه ، متفائلاً في الانجاز القادم مستبشراً في شعبه  ، وفي خارطة طريق شاملة وبرنامج تنفيذي لتحديث القطاع العام وتطوير الخدمات الحكوميَّة ، والسعى إلى المشاركة الفعلية للشباب في التحديث والريادة والإبداع ، وتمكين المرأة التى كرمها الإسلام ، خارطة طريق شمولية للمواطن والحكومة، غير معتمدين على الغير في تقديم المساعدات والاعتماد على ايراداتنا وتنميتها وتعزيز الإمكانيات  . 

فامؤشرات اللقاءات توضح الصعوبات والعقبات ، ما بين المسير والوصول مسافة طويلة يعتريها الكثير من الفشل أحياناً والتعب ، التي لا يمكن تحقيقها في يوم وضحاها ، والمحاولة والإصرار هي سُبل نجاحنا وستمرارنا في التحدي والإنجاز ، فلا شئ حولنا يتحقق في سنوات ، فالعقبات أمامنا كثيرة واجهات في الفترات الماضية بعض الحكومات ،  فالرسالة الملكية هنا  تدل على أن هناك أمور  نعرفها وهناك ما لا نعرفها ، منها ما هى لعبة سياسات دولية مضاده للفكر الهاشمي ، الذى يتحدى الرأي العالمي حول فلسطين وحربه من أجل إعادة سوريا إلى الحضن العربي ، والتقارب العراقي المصري الأردني ، وتفكيكه للشبكات الناظرة إلى تغير مجريات الأمور في الاتفاقيات الدولية ، وما اقره مجلس الأمن الدولي بخصوص فلسطين ، فتلك اللعيّب لا مسار لها  لدى جلالة الملك وليس لها قيمه بفكره ، لوعيه بما يحاك للمستقبل ، واثقاً بصمودنا أمام التحديات  ، وتحمل المواطن الاردني لما سيواجهون من كدر العيش ، وضعف في الاقتصاد وتحديات مجتمعية واجتماعية  وحربٍ إعلامية شرسه ، وشح المساعدات ، واقع علينا أن نتعايش معه تلك هي رسائل واشارات ملكية لنا جميعاً  . 


إملاً منا أن لا ننظر  إلى الخلف  ، فليس هناك أجمل من النظر الى الامام برؤى حقيقية ورسائل مجدولة ترسم بواقعية ، مؤمنين بما نرى بلا عجز  ، سايرون بلا خوف ، مُتحديون للواقع الذى نعيشه ، املين بالازدهار والمنعه بما نرسم  ، ملتزقه بالعمل والفكر  في تفكيك الالغاز والعقبات ألتي تواجه مسيرتنا ، هنا سنرى الطريق بوضوح ، مقرونه بالامل والتفاؤل والابتسامه والرضا ، قانعين ومقتنعين بما ننجز  ...

رسائل ملكية تعزز النهج الجديد لحكومة الدكتور بشر الخصاونة،  والسير بخطى واثقه في تحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي والإداري دون رجعه ، بخطط تنفيذية ضمن معطيات واضحة وصريحه  ، فلا يحق لنا أن نتحدث في كثير من الأمور وعزفنا على وتر الوطنية ، دون علم ودراسة مستفيضه لواقع العمل الحكومي ، او وضع العراقيل  أمام متطلبات العمل والبرامج التنفيذية لرؤية التحديث الاقتصادي والسياسي والإداري ، من خلال البهرجات الإعلامية المتجاوزة للواقع  .