النخبة تناقش تعزيز الدور السياحي

مريم القاسم 
ناقش ملتقى النخبة-elite تعزيز الدور السياحي وأثره على البطالة والدخل، حيث بين المتحدثون أهمية تنمية ثقافة التعامل مع السائح، والطرق المناسبة في الترويج وتأهيل المواقع السياحية، ومدى إمكانية أن يكون القطاع الخاص شريكا حقيقيا في إدارة المواقع السياحية.
بين الدكتور أحمد الرشود أن القطاع السياحي يعتبر من أهم القطاعات التي تسهم بالناتج المحلي، ويعد أحد روافد الاقتصاد بالعملات الصعبة؛ حيث يسهم هذا القطاع بنسبة 10% من الناتج، وساهم للربع الأول من عام 2023 بحوالي 1.67 مليار دولار حسب بيانات البنك المركزي، ويشغل القطاع حوالي 55 ألف عامل، حيث تتشابك أنشطة القطاع مع 90 نشاطا اقتصاديا تقريبا بطريقة غير مباشرة. 
وبدوره تناول محمود ملكاوي الموضوع من ناحية أعداد الزوار ، حيث بين أن عدد زوار المملكة بلغ في الربع الأول من العام الحالي نحو 1.476.599 زائرا، محققا ارتفاعا بنسبة 90.7 % مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي ، والتي بلغ فيها عدد الزوار 774.111 زائرا ، موضحا أن هذه النسب تبرز أهمية المحافظة على أعداد زوار المملكة وزيادتها من خلال تواصل القطاعين العام والخاص ، وفتح باب التشاركية لتقديم أفضل الخدمات السياحية للسياح ، إضافة إلى جذب الاستثمار في مختلف القطاعات السياحية ، والحفاظ على المستثمر المحلي ودعمه. 
وأشار هاشم المجالي الى أن السياحة تقوم على ركائز أهمها المواطن المتفاعل مع السياح القادمين للبلد فهو العامل الأول في الجذب للزائرين سياحيا أو العكس، والمنتج السياحي الذي نزخر به في الأردن بمواقع فريدة مثل البحر الميت والبتراء، والإعلام والترويج السياحي للمنتجات السياحية في عملية الجذب السياحي من خلال السوشال ميديا والأفلام. 
من جانبه  قال الدكتور عطا أبو الحاج إن السياحة ليست الانتقال من مكان لآخر من أجل الترفيه، بل هي جزء من الثقافة بشقيها المادية والروحية، وهناك أنواع من السياحة ولكل نوع بيئته ومستلزماته وأدواته والمتخصصين بشأنه ومتطلباته مع الأخذ بعين الاعتبار الأثر الذي يمنحه ويعود به على السائح.
من جهته ذكر المهندس رائد حتر أن من المعوقات التي تعيق تطوير السياحة في الأردن سياسية وديموغرافية تتعلق بطبيعة المواطن الأردني، ومعيقات رسمية تتعلق بضعف السياسات الحكومية الرامية لتطوير السياحة والترويج لها، وعدم قيام المؤسسات المعنية بدورها في هذا المجال وخاصة وزارة السياحة وهيئة تطوير السياحة، ومشاكل اقتصادية تتعلق بارتفاع كلفة السياحة بالأردن مقارنة بمنافسيها من الدول الأخرى نتيجة لارتفاع الرسوم والضرائب على الفنادق وتذاكر السفر. 
وأكد الدكتور محمد جرار أن علينا تطوير استراتيجياتنا في هذا القطاع، موضحا ان المنطقة تشهد تنافسا سياحيا كبيرا ودخول دول بقوة الى الخريطة السياحية العالمية، كالمملكة العربية السعودية، والتي تمضي بسرعة نحو هدفها ليس بإمكانيات مادية فحسب وانما بتخطيط واعي عميق للوصول الى الهدف. 
وتحدث الدكتور رائد خريسات من وجهة نظري كطبيب عن السياحة الطبية، مبينا أنها وصلت الى درجة عالية من التقدم في العقدين المنصرمين لتعود وتسقط في القاع بسبب تجار الموت وسماسرة المرضى وما يسمى بالمكاتب الطبية، موضحا أنهم يعهدون إلى أطباء بعينهم ومختبرات ومراكز أشعة في أكثر من موقع، تتبع لجهة واحدة بغرض استثمار هذا السائح الذي يبحث عن علاج، فيقدمون له خدمة العلاج والفندقة والمساج أيضا. 
ومن ناحيته أكد عبد الله الحسنات أننا نحتاج الى مسؤولين في القطاع السياحي على درجة عالية من الكفاءات والخبرة في التسويق، وكذلك إعادة النظر في الأسعار وإعطاء الأولوية لتشغيل الأردنيين وإيجاد الحوافز، للقضاء على ثقافة العيب. 
وبين المهندس موسى الساكت أنه وبحسب رؤية التحديث الاقتصاد وتحديدا ضمن ما يسمى بمحركات النمو والذي جاء بعنوان "الأردن وجهة عالمية” والمتعلق بقطاع لسياحة، كانت من أهم المبادرات التي جاءت تحت هذا المحور تطوير وإدارة المواقع والمرافق السياحية والحفاظ عليها، وتطوير المنتجات الخاصة بالسياحة بأنواعها المختلفة، وتفعيل مبادرة الاستثمار السياحي، وتسهيل السفر إلى الأردن والتنقل داخله، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة تنافسية الكلف وإتاحة الخدمات بأسعار مناسبة. 
وذكر موسى مشاعره أن معظم المواقع السياحية تدار بشكل عشوائي بأدنى تخطيط، ومع ذلك تدر دخل تجاوز المليار دولار، مبينا أن السياحة الأردنية بحاجة إلى ترويج إعلامي موثق عن طريق هيئة مدربة قادرة على نشر الوعي والثقافة السياحية بين المواطنين، حتى يكون لديهم القدرة على الحفاظ على هذا التراث وعدم سرقته، وكذلك لديهم القدرة على التعامل مع السياح بأدب وخلق واحترام وعدم استغلالهم لأجل أمور مادية تسيئ إلى الأردن. 
ولفت محمد الغزو أن من عوامل نجاح قطاع السياحة هي الإدارة الجيدة للمواقع السياحية من قبل أيدي عاملة متخصصة، والإعلام يجب ان يطلع بمسؤوليته لتسويق المناطق السياحية كافة، وتوفير مرافق خدمية تخدم السائح مطاعم فنادق ومنتجعات تحتوي مرافق خدمية، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار من قبل الحكومة. 
وشدد محمد زكي السعودي على ضرورة تظافر الجهود من القطاع العام والقطاع الخاص لتعم الفائدة، مقترحا أن يكون هناك برنامج متكامل للمجموعات السياحية والتعامل معهم بكل شفافية واحترام، وبكلفة مناسبة كي تشتغل شركات النقل البري والجوي والمطاعم والفنادق، لما سيكون له أثر عميق بنفس السائح. 
في ذات السياق قال المهندس أحمد العدوان إن القطاع الخاص عليه واجب كبير بأن يساهم في الترويج للأماكن السياحية في الأردن، وذلك من خلال توفير الخدمات المناسبة للسائح وبأسعار تشجيعية، وتوفير أدلاء سياحيين يمتازون بحسن المعاملة معهم. 
ومن جهته بين المهندس خالد خليفات أن السياحة محرك رئيسي للعديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى، لكن إدارة هذا الملف يحتاج إلى تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص لتحفيزه، بدءا من إعطاء الحكومة حوافز تشجيعية ضريبية للشركات السياحية. 
وذكر جهاد أبو بيدر أن في الأردن أكثر من عشرين ألف موقعا سياحيا، ولا يتم الترويج إلا فقط لوادي رم والعقبة والبحر الميت وجرش، مبينا أننا في الأردن متحف طبيعي ولكننا لا نعرف حتى اليوم ما نملك من مقومات وأماكن سياحية، فكل الحضارات مرت من هنا وفي مصر حضارة واحدة هي الفراعنة ونرى العالم يذهب إليهم ونحن لدينا حضارات أكثر من الانباط والرومان والحضارة الإسلامية.