حسين الجغبير يكتب :كيف ستتصرف سورية؟
حسين الجغبير
عادت سورية الى جامعة الدول العربية، بعد ١٢ عاما من تحميد عضويتها اثر الاوضاع الامنية التي تعيشها منذ ٢٠١١.
العودة التي لاقت ترحيبا رسميا وشعبيا من معظم الدول العربية هي في واقع الامر رمزية بصورة أولية، ولا يمكن التعويل عليها الا اذا لحقها اجراءات على أرض الوقع، وهذه الاجراءات حتما تواجهها تحديات كبيرة نظرا لتعقيدات المشهد السوري نفسه.
في سورية، ايران وروسيا وتركيا واميركا، وحزب الله، وكلها تتمتع بمصالح خاصة في سورية وليس من السهل التنازل عنها بعد سنوات من التدخل والدعم الذي وفرته للنظام خصوصا ايران وروسيا. التنازل يحتاج الى مقابل الذي لا يمكن للنظام السوري توفيره.
اضف الى ذلك ان هناك مشاكل تتعلق باللاجئين مع تركيا، والاردن، الى جانب تحديات امنية بخصوص الجماعات المسلحة، وتهريب المخدرات والاسلحة.
الاردن قدم كل يمكنه فعله بشأن عودة سورية الى الحضن العربي وايجاد حل للازمة السورية، وقد تبلور النجاح في اجتماع عمان الذي صدر عنه بيان يقضي بعودة سورية مع التأكيد على ان ذلك يكون وفق قاعدة خطوة تلو الخطوة، حيث حل الازمة السورية لن يتحقق طالما دمشق لا تقدم ما هو مطلوب منها في كافة الملفات. على سورية تنفيذ ما التزمت به.
الاردن حمل لواء حل ازمة سورية منذ سنوات ادراكا منه ان المنطقة لن تهدأ وتتطور دون استقرار، وكان خطابه للمجتمع الدولي واضحا بهذا الاطار، الى جانب ان للأردن مصلحة عليا في استقرار سورية حيث هناك علاقات امنية واقتصادية مشترك يجب ان تستأنف نظرا لحاجة الدولتين الى ذلك.
اليوم الكرة في ملعب دمشق وقد مهد لها الطريق لإعادة بلورة سياستها باتجاه العمق العربي. ودون ذلك ستعود المنطقة لعودة الصفر وسنفقد فرصة قد لا تتكرر، خصوصا وان المجتمع الدولي غير راضي عما يحدث في المنطقة بخصوص الملف السوري.
الاردن سيواصل سياسته بشأن حل الازمات العربية داخل الحضن العربي، ويحرص كل الحرص على عدم تدحرج الكرة وتضخمها لان العواقب كبيرة لا يمكن احتمالها. لننتظر كيف ستفعل سورية؟