السمنة وقلة الرياضة تضاعف " احتكاك المفاصل " في عمر مبكر..

زينة البربور
كثيرا ما نسمع بآلام المفاصل والعظام التي تظهر بشكل كبير لدى كبار السن وقد برز مرض " احتكاك المفاصل " كنوع شائع يعاني الكثير من ألمه ويتطور تدريجيا مع التقدم بالعمر وقد نلمس معاناة بعض الشباب منه عند تعرضهم لإصابات رياضية سواء بالكتف او بالركبة.
وحول أسبابه وطرق علاجه تحدث الدكتور في كلية الطب بالجامعة الهاشمية جراحة العظام والمفاصل فراس الدبوبي لـ " الأنباط " عن نوعين من مرض تآكل المفاصل الأول يأتي مع التقدم بالعمر بعد سن 50 ويسمى " الاحتكاك الأولي " ولا يشترط وجود سبب له، لافتا ان هناك عوامل تزيد من احتمالية حدوثه بسن مبكر أبرزها الوزن الزائد وقلة الرياضة والجلسات العربية دون ممارسة الرياضة، اما النوع الثاني فأوضح أنه يحدث تحت سن 50 ويسمى " احتكاك ثانوي " أي يكون هناك سبب أولي أدى إلى الاحتكاك كالتهابات في المفاصل على سبيل المثال " الروماتيزم "  او حوادث السير والاصابات الرياضية التي تؤدي الى تآكل المفاصل إن لم تعالج في وقت مبكر.
وعن طرق علاجه ذكر أنه يقسم لعلاج تحفظي وعلاج جراحي والأول يعتمد على درجة التآكل الموجودة، لافتا انه في حال كان ببداية الاحتكاك يمكن السيطرة عليه بالعلاج التحفظي ويقصد به ممارسة الرياضة وانقاص الوزن وتجنب الجلوس على الأرض او الحركات المؤلمة للمفاصل سواء الركبة او الورك.
وتابع أن الدرجات المتقدمة من المرض لا يصلح لها العلاج التحفظي انما تحتاج لعلاج جراحي اي استبدال المفصل.
وقال انه هناك دراسة تم العمل عليها في الجامعة حول تأثير الأمراض على نتائج زراعة المفاصل الاصطناعية لافتا انه تم التوصل الى ان المرض نفسه سواء الضغط  والسكري او السمنة  قد لا يؤثر تأثير مباشر على نتائج الزراعة لكن كلما ازداد عدد الأمراض المزمنة عند المريض كلما ازدادت نسبة عدم تحسن او استجابة المريض، مشيرا الى انها دراسة يتم العمل على تأكيدها من قبل مراكز أخرى.
وأوضح أنه أي عمل جراحي يحتاج الى تقييم لوضع المريض من قبل  طبيب التخدير وطبيب الباطني لافتا امراض القلب والشرايين والرئة والسكري تعد اكثر الامراض شيوعا في الأردن التي يواجهها أطباء التخدير، مبينا ان بعض هذه الامراض يستطيع الطبيب التعامل معها وبعضها الآخر تطلب بعض الوقت للسيطرة عليها.
وعن التكاليف المادية فاكد انها تبلغ نصف تكاليف العلاج في الاردن مقارنة مع الدول المجاورة كالخليج، مشيرا الى صعوبة المقارنة بين تكلفة علاج جراحي بغير جراحي لمرض ما، لافتا انه رغم تكلفة العمل الجراحي مقارنة بالتحفظي الا انه يحقق نتائج استفادة أكبر للمريض في حال كان الاحتكاك مزمن. 
وأضاف الدبوبي ان جزء كبير من الشعب الأردني يملك تأمين صحي سواء كان حكومي او عسكري او خاص لافتا انه في حال تأخر مواعيد الجراحة في المستشفيات الحكومية نتيجة الضغط الكبير على هذا النوع من العمليات حينها يعطى بعض المرضى الأولوية بناء على تقييم الطبيب للحالة الصحية للمريض.
وأشار الى الصعوبة التي قد يواجهها الطبيب في حال تأخر المريض بالعمل الجراحي أي تختلف متطلبات التداخل الجراحي في هذه المرحلة عن مرحلة بداية الاحتكاك.
وأكد ان اكثر الفئات تعرضا للاحتكاك المفصلي هم كبار السن لافتا انه ازدادت في الفترة الأخيرة تعرض الشباب بين عمر 20 و30 اثر الإصابات الرياضية والحوادث والامراض التي تؤثر على المفاصل كنقص التروية والروماتيزم وأكثرها شيوعا احتكاك مفصل الورك خاصة لدى المرض الذين لديهم خلع ولادة.
وختم انه لا يوجد نسبة نجاح لأي اجراء جراحي  بالعالم 100% انما زراعة المفصل فتتراوح نسبة نجاحه بين 96 – 97 %.