يا قوم،،، ليلى عبد اللطيف ليست بـ نبي ولكن،،،

يا قوم،،، 
ليلى عبد اللطيف ليست بـ نبي ولكن،،،

الأنباط – خليل النظامي 

أبدأ حديثي أمام هذا الاتساع الخرافي في العقلية البشرية في مسألة العلم بـ الغيب التي وقف الإسلام منها موقفا حاسماً وواضحاً، فـ بين أن لا أحد في السموات ولا في الأرض يعلم الغيب إلا الله، من خلال الاستدلال بـ الآية الكريمة " قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله"، والتي نفى سبحانه وتعالى علم الغيب عن أقرب الخلق إليه، وأطوعهم له، وهم الملائكة والأنبياء. 
 أنتمي لـ مدرسة الفلسفة الإسلامية والتي من أبرز روادها الفيلسوف إبن رشد، وقاعدتي في الحياة تتمحور حول "تقديم العقل على النص والصورة في حال حصل تضارب بينهما"، وحاولت في أكثر من موضع أن أقدم العقل على النص القرآني لـ أستخرج تفسير واضح لـ ما تتنبأ به المدعوة ليلى عبد اللطيف ويحدث، وفي كل مرة أفشل في استخراج التفسير وتعود بي فطريتي وإيماني المطلق بـ الله وكلامه إلى الآية الكريمة التي سبق وذكرتها في الفقرة السابقة. 

وبما أن شبهة أن ليلى عبد اللطيف تعلم بـ الغيب نفيت عنها إنتفاء مطلق بـ حكم الآية الكريمة، وجب إستخدام التحليل المنطقي لـ ما تتنبأ به اللطيف ضمن معايير واسس تحليلة علمية منطقية.
 
بداية يجب أن نعرج على الخلفية التاريخية بشكل مختصر لـ ليلى عبد اللطيف لمعرفة القاعدة التي تنطلق منها تنبؤاتها التي باتت ترعب العالم العربي، وبعد البحث في تاريخها لم أجد ما يثير الإنتباه سوى أن والدها كان معالج رقية شرعية بـ القرآن، الأمر الذي يؤكد أنها تربت في عائلة محافظة وبيئة إسلامية، ما ينفي قطعيا عنها صفة العلم بـ الغيب على حد نكرانها لهذا الوصف من الجماهير. 

الأمر الآخر الذي وجدته في تاريخها، أنها إدعت أن والدها كان يشعر بحدوث الأشياء قبل وقوعها، لكنه لم يعط موافقة بـ الكشف عن سر هذا التنبؤ، وأنها الوحيدة من بين أفراد الأسرة التي ورثت هذه الصفة من أبيها التي اكتشفتها بعد وفاته، وكأنها ترمي بذلك إلى القول ان الله خصها بعد والدها بـ كرامة لم يخص بها احد سواها، وهذا لا يلتقي مع ما ذكره القرآن الكريم. 

وبعد أن تطرقنا لـ الخلفية التاريخية لـ ل عبد اللطيف، يجب أن نعرج الان على مفهوم التنبؤ من اجل تبسيط ما أود إرساله لـ الجمهور العزيز والمتابع، لـ إخراجة من دائرة الوهم التي بدأت تتغلغل بداخل الكثير منهم حول مسألة أن اللطيف تعلم بـ الغيب، وبكل بساطة علمية يعرف التنبؤ على أنه "عملية إجراء تقديرات للمستقبل على أساس البيانات السابقة والحاضرة وأثرها في تحليل الاتجاهات".

وبما أن التنبؤ هو عملية تحليلية تحتاج لـ محلل بني ذهنه على المنهجية العلمية، وبما أن غالبية تنبؤات عبد اللطيف تحدث وبدقة بالغة في مساحات عالمية واسعة وليست  ضيقة وفي مجالات عدة، وبما أن في المقابل عبد اللطيف ليست بـ شخص علمي، وبما أن القاعدة التحليلية تقول "كلما زاد التعقيد قلت الصدفة"، فهذا يدل على أن هناك عامل خفي غير معروف لـ الناس يعتبر أساس عملية صدق تنبؤات عبد اللطيف ودقتها غير المنطقية.
 
بـ المقابل وبـ النظر لـ أبرز الأحداث التي صدقت تنبؤات عبد اللطيف فيها وبدقة عالية، نجد ان جميعها أحداث سياسية وعسكرية وأمنية وإغتيالات وزواج، ومن المعروف أن طبيعة هذه الأحداث يعتمد المحللون فيها على المعلومات السرية والمسربة، الأمر الذي يشير إلى ان لدى عبد اللطيف معلومات حصرية هي وحدها تمتلكها، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه على الطاولة هنا، ما الهدف من تزويد عبد اللطيف بـ هذا النوع من المعلومات، ومن الجهة التي تزودها بـ هذه المعلومات الدقيقة..!!! 

السيناريوهات كثيرة في هذا الموضع، والجهات او الجهة التي تزود عبد اللطيف بما يمكنها من اصدار تنبؤاتها وهذه الجهة او الجهات هي الوحيدة القادرة على فك شيفرة غموض دقة تنبؤات عبد اللطيف، خاصة أن الكثير من اللقاءات الاعلامية عبر البرامج اللبنانية المتلفزة التي استضافت عبد اللطيف، كشف عن تقاضيها أموال ومبالغ هائلة رفضت الكشف عن مصادرها أمام الجمهور اللبناني. 

المؤكد أن ما يصدر عن عبد اللطيف أنه مبني على معلومات  مسربة لها حصريا، وكشف حقيقتها حول التنبؤات الخاصة بـ الأفراد، أن الكثير من مشاهير لبنان صرحوا في مقابلات متلفزة أنهم قاموا بـ دفع أموال لها مقابل التنبؤ بـ المستقبل ولكنها فشلت في ذلك، الأمر الذي نستدل به على أن ليلى عبد اللطيف ليس لديها كرامة من الله سبحانه وتعالى أو موهبة كرمها الله بها خاصة بـ علمه الخاص "الغيب"، وأيضا ليس لديها مهارة التحليل والتنبؤ نظرا لـ عدم وجودها في دائرة التحليل العلمي والمنطقي، ويدعم ذلك بـ فشلها بـ التنبؤ على الصعيد الشخصي لـ الافراد ونجاحها في التنبؤ لأحداث عالمية وعسكرية واقتصادية وامنية وسياسية، ما يؤكد  ان جهات عدة او جهة ما تسرب لها بدقة بالغة وبحصرية تامة،