طلاب يهربون من مدارسهم من أجل لقمة العيش

 شذى حتاملة 

ازداد في الآونة الاخيرة ظاهرة التسرب المدرسي وهي ظاهرة اجتماعية خطيرة تتسبب بانتشار الجهل والامية في المجتمع وضياع الثروات الشبابية، إضافة إلى دورها في ازدياد معدلات البطالة في المجتمع حيث تقف عائقا امام تقدمه وازدهاره لهدر طاقات المجتمع وانتشار الممارسات الاجتماعية الخاطئة، تاركة لدى الطلبة اضرار نفسية وجسدية على المدى الطويل، بدورها تواصلت "الأنباط" مع عدد من الخبراء التربويين للحديث حول الموضوع ، إذ قال الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات، ان النظام التعليمي يجب أن يتمتع بكفاءة عالية داخلية وخارجية مرتفعة حيث تشمل الكفاءة الخارجية تحقيق الطلبة لأهدافهم بينما تشمل الكفاءة الداخلية تتضمن الرسوب والتسرب .
وأضاف ان أبرز اسباب ازدياد حالات التسرب المدرسي هو النظام المدرسي وضعف البيئة المدرسية وقسوة المعلم، اضافة إلى احساس الطالب بعدم الجدوى مما يتعلمه، مشيرا إلى أنه لوقف ازدياد ظاهرة التسرب المدرسي يجب القضاء على الاسباب الاجتماعية من خلال الاهل، إضافة إلى دعم المدارس والنظام التعليمي الجيد للطلاب ذوي الدخل المحدود.  
وفي السياق ذاته أكد الخبير التربوي محمود درويش، ان هناك ظاهرة جديدة تنتشر هذه الايام من ظواهر التسرب المدرسي وعمالة الاطفال حيث نرى الكثير من الاطفال يتركون المدرسة ليعملون على الطرقات وفي محلات بيع القهوة حيث يحملون الصينية ويلوحون بها للمارة على امل وقوف أحد لشراء القهوة، مبينا أن ذلك يعرض حياتهم وحياة السائقين للخطر. 
واضاف أن ظاهرة التسرب المدرسي ازدادت خلال جائحة كورونا واستمرت لغاية الان واسباب ازديادها عديدة منها وجود بديل للمدرسة حاليا مثل المنصات الالكترونية ، لافتا إلى أن الطالب أصبح بسبب ازدياد المنصات والبطاقات اخذ علمه من أكثر من مصدر، إضافة إلى الوضع المادي للأهالي مما يدفع الطلبة للخروج من المدرسة لمساعدة الأهل ماديا. 
وتابع درويش أن بعد جائحة كورونا اعتاد الطلبة على العمل والبحث عن ذاته، اضافة إلى تأثر اغلبية الطلبة بمواقع التواصل الاجتماعي والكتب واصحاب السوء، مضيفا أن هناك اسباب اخرى تساهم في ازدياد حالات التسرب المدرسي الا وهي انفصال الوالدين. 
واشار إلى ضرورة تسليط وسائل الاعلام الضوء على ظاهرة التسرب المدرسي، إضافة إلى تفعيل وزارة التربية والتعليم القوانين والانظمة وعقد جلسات حوارية وورش عمل للأهل والطلبة المتسربين، مشيرا إلى اهمية تفعيل دور المرشدين التربويون لتشجيع الطلبة في العودة للمدرسة. 

بدوره قال المرشد النفسي والتربوي محمد عيد الدهون، ان الأسباب الرئيسية في ازدياد حالات التسرب هو تدني التحصيل والروتين المدرسي والشللية بين الطلبة وعمالة الاطفال والتفكك الأسري، إضافة إلى عدم اهتمام الأهل ومتابعة اولادهم وضعف تطبيق الاجراءات الرادعة، مبينا أن الدستور كفل للطالب التعليم الالزامي حتى الصف العاشر. 
واضاف أن ربما بعض حالات العنف المدرسي من الضرب والتنمر من قبل الطلبة بين أنفسهم أو من قبل بعض المعلمين الذين يفتقرون لأساليب بدائل العقاب ويستخدمون العقاب البدني المبرح ، لافتا إلى أن ذلك يسهم في هروب الطلبة من المدرسة والتسرب، والشعور بالضغط النفسي المؤدي للانحراف والإدمان وتدني مفهوم الذات المتمثل بشعور الدينونة انه اقل من مستوى الاقران. 
وبين الدهون أن قبل الاجراءات العلاجية لا بد من الوقاية فالوقاية خير من العلاج وذلك من خلال تفعيل دور المرشد في المدارس وتفعيل الشراكة الاسرية مع المدرسة ومتابعة الطلبة، إضافة إلى التوعية ببدائل العقاب وتثقيف الطلبة بالعمل الجماعي والتشاركية. 
وتابع اما عن العلاج فيجب تفعيل القوانين الرادعة التي تضمن استمرار الطالب على مقاعد الدراسة بالشكل المنتظم وتفعيل حصص النشاط والتعليم المهني، مضيفا إلى ضرورة تثقيف الأسرة بأهمية متابعة الطالب ومساعدة الأسر الفقيرة التي بحاجة للمساعدة كي لا يضطر الطالب للعمل لأجلها.