نبيل أبوالياسين: في «تويتر» فقط تجريد المشاهير منها والعلامة الزرقاء لمن يدفع


إن العلامة الزرقاء علي مواقع التواصل الإجتماعي تعتبر إشارة إلى أن هذا الحساب يمتلكة شخصية مهمة، أو مشهورة، ولكن عندما تقرر منصة"تويتر" الدفع مقابل الحصول عليها، أو تدفع تكون شخص مهم، فهذا أعتبره العديد من أولائك المهمين، بأنها إهانة، وإستنكرها الكثير من الشخصيات المهمة، والمشهورة على نطاق واسع، فضلاًعن؛ أنه تناولها الكثير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي بسخرية عارمة.

وعلامة الإختيار الزرقاء لـ"تويتر" كانت في يوم من الأيام رمز حالة مرغوب فيها، لإنها كانت رمز للشخصيات المهمة، والمشهوره البارزة في المجتمعات، والآن يطلق عليها بعض المستخدمين أسم" العلامة المخيفة أو "الشارة النتنة"، وإنها تُظهر أنك تدفع لتبدو مهماً بدلاً من أن تكون كما تدعي شكراً "إيلون ماسك" هذا ما قالة الكثير من مالكي الشارة الزرقاء.

وأتساءل هنا هل رجال الأعمال الكندي "إيلون ماسك" الرئيس التنفيذي" لـ" تسلا موتورز، والحاصل على الجنسية الأمريكية ويعُد من مواليد جنوب أفريقيا، والذي حصل على منصة التواصل الإجتماعي"تويتر" في أسرع صفقة شراء في التاريخ يهدد وجود الطائر الأزرق؟، وهل المنصة الجديدة التي سارع على الإنضمام إليها مستخدمون بارزون ستكون بديلاً محتملاً له؟.

فقد بدأ مستخدمي"تويتر" بالبحث عن منصة أخرىّ بديلة لهُ منذ أن أشترىّ رجل الأعمال، "إيلون ماسك"، الشركة العام الماضي، ثم أدخل تغييرات عديدة على الخدمة أثارة "إسْتِهجان” رواد ومستخدمي المنصة، وقد أعلنت منذُ أيام قليلة صحيفة "نيويورك تايمز" عن تَدْشين موقع جديد يُدعىّ "بلوسكاي"، ما أثار ضجة حول إنتقال رواد موقع التواصل الشهير إلى منصة جديدة، وأشارت؛ الصحيفة إلى أن موقع "بلوسكاي"، الذي موله المؤسس السابق لـ"تويتر"، "جاك دورسي"، قد يسحب البساط من تويتر.

ولفتت: الصحيفة إلى أبرز الشخصيات التي إنضمت لموقع التواصل الجديد؛ وهي النائبة الديمقراطية عن نيويورك"ألكساندريا أوكاسيو كورتيز"، وعارضة الأزياء ومؤلفة كتب الطبخ، "كريسي تيجن"، فيما يسعىّ آلاف الأشخاص الآخرين للحصول على دعوات للإنضمام، وفق صحيفة"نيويورك تايمز".

وأُشير: في مقالي هذا إلى مقالي السابق في 4 مايو من العام الماضي 2022، والذي حمل عنوان «إيلون ماسك وأسرع صفقة «شراء تويتر»،
وطرحت سؤالاً حينها: لماذا تحتاج "تويتر" إلى الرجل الأغنى إيلون ماسك؟، ولماذا هذه الصفقة تمت بهذة السرعة؟، فمنذ أن بدأت الأخبار تتوالىّ عن نية "إيلون ماسك" في الإستحواذ على بقية أسهم منصة "تويتر" من ملاكها التاريخيين، حتى أتم صفقتهُ في أيام قليلة، ودون أن يبذل وقتاً طويلاً في المفاوضات بما يقرب من 44 مليار دولار، وإخراج جميع المستثمرين من المنصة، وتحويلها إلى شركة، وملكية خاصة.

وتواصلت؛ حينها بأن دخول "ماسك"شركة تويتر، وخروج الملاك السابقين الذين أسهموا في رسم سياستها، وطريقة إنتشارها، ونموها خلال السنوات الماضية يعُد تغييراً في مسيرتها يفترض أن يسفر عن تقديم سياسات جديدة قد تأخذ منصة التدوينات القصيرة إلى مكان آخر، ما يطرح تسائُلاً؛ هل يعُد هذا أمراً إيجابياً أم سلبياً؟.

فقد وَاجَه "الطائر الأزرق" تويتر صعوبات في النمو والتحسين حيثُ عانت المنصه من مشاكل في تطوير خدمات جديدة، فعلى سبيل المثال مرتادو المنصات المنافسة حصلوا على تحسينات، وتغييرات كثيرة تحسن من جودة الخدمة، وتنوع الخدمات فيها، على خلاف"الطائر الأزرق"، التعديل الوحيد الذي وصلوا له هو ميزة المساحات، وميزة أخرىّ تم إلغاؤها سريعاً، وهي "فليت" التي تشبه منصة"سناب شات"أما بخصوص نقاط القوة فرغم أن "تويتر" يعاني مشاكل كثيرة في التطوير، ولكنه كان يعُد من أقوىّ منصات التواصل بين المستخدمين، وتعتمد عليها الحكومات بشكل كبير حول العالم، فتجد أغلب الرؤساء يعتمدون عليها في إيصال رسائلهم والتواصل مع المستخدمين بشكل فعال.

وعجز المالك الجديد"لـ " تويتر "إيلون ماسك"عن حل المشاكل التي عجز عن حالها السابقين في عام 2015، ومازالت تواجه المنصة صعوبات كثيرة في النمو، وتحسين الخدمات، مثل الحسابات الترويجية التي تنشر محتوىّ غير مناسب، وتكون التغريدات بالغالب إعلانية للترويج لمنتج معين، وهو ما يؤثر على ميزة "الهاشتاغ"، فلو قمت بالدخول لأي"هاشتاغ" في منصة "تويتر" من الصعب أن تجد تغريدة واحدة تتعلق به، بل ستجد سيلاً من تغريدات إعلانية كثيرة خارج الموضوع الذي أُنشئ عليه الموضوع الأساسي، في الهاشتاغ.

وألفت؛ في مقالي إلى من يتحكم بـ «الجيش الأزرق» أصحاب الإشارة الزرقاء، ويسيطر على ثقافة المنصة كأمر واقع، والمتحكم عملياً، وخاصةً منذ نهاية عقد الألفية الثانية هم النخب الغربية السياسية، والثقافية، والاجتماعية، والفنية، المتكوكبة حول اليسار الأميركي الجديد وحلفائه، بسبب كثافة أعداد مثقفيه، وتموقعهم في مختلف قطاعات الفكر والفن، والجامعات، والإعلام، والصحف وغيرها، إلا أن الفريق المعروف"كـ" محافظين في أميركا، والغرب لهم أيضاً وجودهم الكثيف ولكن ليس بقوة المعسكر «النيوليبرالي».

من هنا قد؛ يتساءل البعض لماذا يتم التركيز على الإنقسامات السياسية الأميركية، وليس على التوزيعات السياسية في العالم أجمع بصفه عامه؟ الجواب واقعي وهو أن منصة "تويتر"، ولو كانت على مستوىّ عالمي، تبقى عملياً شركة أميركية، وبالتالي تدور المجابهات التغريدية في إطار الفلك "السيبراني" الأميركي، أما القوة الثانية التي تلعب دور الضبط والإيقاع لحياة التغريد، فتكمن في سلطة المؤسسين والمجلس التنفيذي، ومقره سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية!!.

وبـالطبع: "فـ" المجلس هو من يدير ويرسم السياسة والخطاب المقبول، إلا أن هنالك من لديه قدرة، ونادراً ما يستعملها، وهم المساهمون، أي مالكو الأسهم، وهنا ترسم خريطة المواجهة المقبلة، وهذه الهزة أيضاً تأتي من ساحة الصراع السياسي الأميركي، وإلى الآن لم تنتهي الحرب الأميركية داخل "الطائر الأزرق"، وطبيعي إنعكست المواجهات السياسية في أمريكا على مساحة التغريد، وتصاعدت بقوة خلال الأعوام الماضية.

كما ألفت؛ إلى مقالي في 9 نوفمبر من عام 2021، وحمل عنوان «نبيل أبو الياسين: يهاجم تويتر لتعطيل الحسابات و تحيزه لبعض الدول»، والذي
قالت: فيه إن العديد من مستخدمي موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" إشتكو من عدم قدرتهم على الوصول إلى حساباتهم، والأغلبية العظمىّ من الذين يدافعون عن حقوق الإنسان، وخاصةً الإنتهاكات ضد العرب، والمسلمين، والتدخل في شئون الدول العربية، وتم إغلاق حساب لـ "منظمة الحق" التي أتشرف برئاستها على تويتر دون أبداء أي أسباب لهذا؟،
فضلاًعن؛ أن إدارة المنصة تساعد، أو تساهم أو تغض البصر عن المعلومات الخاطئة والمضللة، وطلبت آنذاك؛ توضح من إدارة"تويتر" ومن قبلة إدارة "فيسبوك"إلى أين تنتقل هذه المعلومات المضللة، ولماذ!؟، ولحساب من يتم غلق حسابات المدافعين عن حقوق الإنسان، وعن التدخل في شئون الدول العربية، والإسلامية؟.

وأضفت؛ في البيان الصحفي آنذاك؛ أن منصات التواصل الإجتماعي ،وأختصيت بالذكر "تويتر" من المفترض أنهم مكاناً أمناً للجميع، لا ينحازو لدولة على أخرىّ، ولا كيان دون غيره ولا ينخرط في السياسة، وأن يتمتع بالحيادية «لايتعرّض للذّات دون الصفات لا بالنَّفي ولا بالإثبات»، ولكن التحيزات السافره التي شهدها الجميع، والمستفزة والواضحه للعالم بأسره تُعد محاباة دول على أخرىّ، والإنضمَّام إليها ومشاركتُها وموافقتها في الرَّأي دون مراعاة للحقّ «فالحكم لا يتحيَّز إلى أحد الفريقين».

وأشرت؛ فيه أيضاً إلى تقرير موقع "Down Detector"، الذي تخصص في رصد إنقطاعات المواقع الإلكترونية، والذي قال: فيه آنذاك ؛ إن أكثر من نصف مستخدمي"تويتر" واجهوا عطلاً بحساباتهم، وأن العديد من مستخدمي المنصه إشتكوا من عدم قدرتهم على الوصول إلى حساباتهم، وأشار "الموقع" حينها إلى أن أكثر من 57% من المستخدمين يواجهون مشاكل على الموقع، بينما يواجه 32% مشاكل على التطبيق، وأفاد؛ 11% من المستخدمين بأنهم يواجهون مشاكل في الدخول إلى حساباتهم، وأنه تلقى شكاوىّ مهولة بتعطل الخدمة وفق موقع" Down Detector".

وختاماً: عندما لا تتمكن إدارة منصتي"فيسبوك، وتويتر "وغيرها من المواقع التابعه لهم من إيقاف خطاب الإسلاموفوبيا، وخطابات الكراهية المتكررة ضد العرب، والمسلمين، وتمكُنها من حذف توثيق الإنتهاكات اللا إنسانية، والممارسات الإجرامية التي مارستها إسرائيل مع الشعب الفلسطيني، يؤكد: بأن تلكُما المنصات"مسيسة" وتخدم أجندات لإستخبارت دول على حساب دول آخرىّ، كما يؤكد؛ على عداءهم وبغضهم الدفين للعرب والإسلام والمسلمين وقد شاهد الجميع عندما تم إغلاق حسابات قيادات المقاومة الفلسطينية، وعدد من حسابات المدافعين عن حقوق الإنسان، وخاصةً من الدول العربية والإسلامية، وإغلاق صفحات رسمية لقنوات فضائية كان أبرزها قناة صفا الفلسطينية.