الإستراتيجية الوطنية للشباب بين التطلعات والمشاركة الفعالة

 ميناس بني ياسين 
تهدف وزارة الشباب في المقام الأول الى تطوير فكر الشباب في الأردن وخلق جيل مسلح بالمعرفة والانتماء، ليكون شريك مساهم في بناء الحياة الأردنية السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ومن هذا المنطلق أطلقت وزارة الشباب الإستراتيجية الوطنية للشباب 2019-2025 والتي تهدف إلى الارتقاء بالعمل الشبابي، وتنمية الشباب معرفياً ومهارياً وقيمياً لتمكينهم من الإبداع والابتكار والإنتاج والمشاركة بالحياة السياسية والشأن العام والتعامل مع مستجدات العصر وتحدياته واستشراف المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة من خلال شباب معتمد على ذاته في إطار التعاون والتنسيق بين كافة الشركاء.
وفي لقاء أجرته "الانباط" مع وزارة الشباب حول ما يميز الاستراتيجية قالت الناطق الإعلامي باسم وزارة الشباب أماني المجالي بأنه تم بناء وتطوير الاستراتيجية – المرحلة الثانية استنادا إلى الأولويات الوطنية وأولويات الشباب أنفسهم لتحديد رؤية مشتركة للشباب والعاملين معهم والمعنيين في رعايتهم وتنميتهم، ووجود خطة تنفيذية للاستراتيجية حيث شرعت الوزارة إلى تشكيل مكتب تنفيذي للاستراتيجية وفريق عمل لإعداد الخطة التنفيذية لمراجعة الاستراتيجية وتطوير آليات التنفيذ وإعداد دليل إجراءات لعمليات المتابعة والتقييم.وتضمن فريق عمل اعداد الخطة ضباط ارتباط من الوزارات شاركوا في وضع البرامج والمشاريع المتعلقة بأعمال الوزارات ضمن الخطة التنفيذية
وأقر مجلس الوزراء الخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للشباب للأعوام (2019-2025)، ومصفوفة البرامج والإطار العام للمتابعة والتقييم وضمان الجودة والتخطيط التمويلي ضمن هذه الخطة.
 ووجه دولة رئيس الوزراء الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية المعنية بالاستراتيجية إلى متابعة تنفيذ الخطة وفق المهام المناطة بها، والمحاور والأهداف التي تضمنتها.
وهذه الخطة بنيت على معايير الشراكة والتشبيك والتركيز على المراكز الشبابية لتكون بمثابة نقطة تحول في عملها ودورها باعتبارها مساحات شبابية داعمة للشباب وتشجيع وتعزيز العمل التطوعي والتعامل مع الشباب وفقا لاهتماماتهم وأولوياتهم من خلال مراجعة مسودة الخطة من قبل الشباب أنفسهم خلال جلسات عصف ذهني والمجموعات البؤرية...
وسيتم ضمن الخطة تنفيذ (55) مشروعاً، و (89) نشاطا رئيسا ضمن هذه المحاور والأهداف السبعة خلال الأعوام 2022 – 2025م ستتولى تنفيذها الوزارات والمؤسسات المعنية، فيما ستعمل وزارة الشباب على تنفيذ (32) مشروعا، و (39) نشاطا رئيسا خلال هذه المدة.
أما فيما يتعلق بمحاور الاستراتيجية فإنها تتضمن7 محاور رئيسة تتمثل في الشباب والتعليم والتكنولوجيا، الحاكمية الرشيدة وسيادة القانون، المواطنة الفاعلة، والريادة والتمكين الاقتصادي، والمشاركة والقيادة الفاعلة، الأمن والسلم المجتمعي والشباب والصحة والنشاط البدني.
وتكمن أهمية الاستراتيجية أنها تعد بمثابة التزام من كافة الجهات المعنية بالعمل الشبابي بدعم تنمية الشباب وتحديد الأهداف والمصالح الوطنية وأولويات العمل الشبابي. حيث إنها حددت رؤية مشتركة للشباب والعاملين معهم والمعنيين في رعايتهم ووفرت إطارا عاما لعمل الفاعلين في القطاع الشبابي (المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، ومؤسسات القطاعات الأهلية والتطوعية والمنظمات الوطنية والإقليمية والدولية)
وفي سؤال المجالي حول توفير الاستراتيجية مشاركة شبابية فعالة على مختلف الأصعدة في الدولة أكدت أنه من خلال البرامج والمشاريع المنبثقة عن الاستراتيجية بمحاورها السبعة التي وضعت وفقا لاهتمامات الشباب وتطلعاتهم ووفقاً لرؤية الوزارة في تعزيز المشاركة الشبابية في الحياة العامة بما تتضمنه من التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى جانب مجالات الريادة والابتكار والإبداع وأيضا تعزيز دور الشباب في الأمن والسلم المجتمعي وغيرها من المجالات التعليمية والصحية والثقافية والرياضية.
وبأن تعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية من أبرز أولويات الوزارة حيث يسهم المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية ببرنامجيه البرلمان الشبابي التدريبي والحكومة الشبابية التدريبية، فهو مظلة شبابية وطنية تترجم أفكار وطروحات الشباب في الشأن العام وتفعل دورهم في عملية صنع القرار، من خلال تجسيد نموذج البرلمان والحكومة على أرض الواقع، حيث يحاكي الشباب أدوار السلطتين التشريعية والتنفيذية من وضع البرامج والمشاريع في كافة المجالات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، التعليمية والثقافية، إلى جانب مناقشة القوانين والتشريعات الناظمة للحياة العامة وصولا إلى وضع أوراق عمل وسياسات من شأنها معالجة التحديات والنهوض بمختلف القطاعات.