موائد الرحمن ٠٠ تعبير فعلي عن التضامن الاجتماعي لكنها ليست حلا ل"الجوع"

فرح موسى


مع حلول شهر رمضان المبارك يتسابق أهل الخير الى التقرب الى الله سبحانه وتعالى باعمال صالحة تقربه من الله تعالى ومن أسمى تلك  القُربات هي اطعام الطعام امتثالا لقوله تعالى "ويطعمون الطعام على حبه" ونجد موائد الرحمان تعم المناطق والقرى ونجد الكثير من المبادرات التي تطلقها الجمعيات الخيرية والمدارس وتجمعات العشائر لخلق جو من الالفة والمودة ولتكون باب من ابواب التقارب بين طبقات المجتمع المختلفة.

 الغني والفقير واليتيم والارملة يجتمعون على مائدة يخرج منها الجميع ربحان ذلك لان من يولم للاخرين بهدف التقرب لله تعالى يكون له اجر الإطعام وله كاجر الصائم ويالها ايضا من فرحة للفقير واليتيم حين يجد ما يفطر عليه تسعده وتفرحه ولكن ما قد يغفل عنه البعض حين يقوم بالتصوير ويهدف به اظهار جانب جميل من التآلف والمحبة ولكنه قد يغفل عن مراعاه شعور المحتاج فقد يسبب له الحرج في ذلك.

المواطن سالم الطحاينة يقول انه اعتاد على المشاركة في اقامة الولائم في رمضان مع اهل الخير الذي يصفهم بانهم كثر ويقول انه يشعر بسعادة عارمة حين يشارك ابناء الحي في الافطار وانه مداوم على هذه العادة منذ اكثر من عشرين عاماً وهو مستمر في ذلك طالما كان مقتدرا ولن يتوقف عنها وانه حينما يقوم بنشر بعض الصور ياخذ بعين الاعتبار شعور المدعوين وانه يستأذنهم في النشر ومن لا يرغب بظهور صورته فلا ينشر صورته ويبرر فعله انه يريد تسليط الضوء على مثل هكذا مبادرات لعل وعسى يشاهدها مقتدر ماديا يعمل مثلها وانه لا يكون قصده من ذلك الرياء وان يكسب ود احد سوى ارضاء الله تعالى.

المواطنة فريال الذيب تقول انها ارملة منذ اكثر من خمس عشرة سنة وهي حين تسمع عن مائدة للافطار او تاتيها دعوة فتقول سابقا حينما كان اطفالي صغار كنت اشعر باطمئنان وسعادة لان في هذه الموائد اشباع لابنائها اما الان فقد كبر ابنائها وحالتهم ميسورة والان هم الان يقومون بمثل هكذا موائد لانهم يشعرون بحاجة الطفل اليتيم الفقير وتقول سابقا لم تكن منتشرة الصور والتشهير عالفيس او مواقع التواصل الاجتماعي وتقول لو انه كان في زمانها حينما كانت تذهب مثل هكذا امور فانها لم تكن لتحضر لان شعورهم في تلك الحالة رغما عن صعوبة الحال الا ان شعور التشهير اصعب ودعت الى التوقف عن التصوير في اي حالة من حالات دعم الفقير.

وأكد عدد من الشيوخ في إربد انه يشاركون اهل الخير في تقديم الدعم للفقير واقامة موائد رمضانية وانهم يقوموا بالتصوير ويهدف في ذلك اثبات ما يفعلونه لانه احيانا يأتيهم مساعدات من اشخاص خارج الاردن ولكي يطمئن قلب المتبرع نقوم بالتصوير منعا لدخول الشك والريبة في قلوبهم ومن باب استمرار الدعم وانه يرفض نشر تلك الصور على مواقع التواصل لان في ذلك قطعا حرج للمحتاجين.  

الشيخ الدكتور  وائل بني عيسى عبر عن رايه ويقول حض الدين الإسلامي ومنذ بزوغ فجره على مبدأ التكافل الاجتماعي ورعاية المحتاجين بكل اطيافهم من أرامل وايتام وفقراء ومساكين وجعل تأمين حاجاتهم الاساسية واجب شرعي على كل من يعلم مجالهم ابتداءً من الدولة  الحي ثم الجيران والأقارب كلٌ حسب علمه وحالته وفيهم رجل جائع يعرفونه فقد برئت منهم ذمة الله بمعنى حديثه صلى الله عليه وسلم فالمسؤولية مشتركة وجماعية ولا يقضى منها احد يعلم بحالهم ولم يحرك ساكنا لهم.
 
واضاف لعل الامر هذا يكون في شهر رمضان اكثر الناس في هذا الشهر يحتاجون مزيدا من العناية والرعاية (اقصد المحتاجين ) المادية والمعنوية منها، مادية مثل تأمين المأكل والمشرب وحاجات رمضانية مختلفة ومعنوية بتفقد أحوالهم والجلوس معهم ومشاركتهم الإفطار والسحور وحزمة العيد.
 

وقال لعل هذا الأمر في بلدنا هذا اعتادته الناس وألغوه من خلال ما يسمى  بموائد رمضان، خيم رمضان، أو جمعية افطار الصائمين وغيرها، ولكن ما يجوز الاشارة اليه ان الأسلام حين شرع رعاية المحتاجين والعطف عليهم أوصى بعدم التعرض لكرامة المحتاج أو الاساءة اليه بالصدقة او ايذائه بأي شكل من أشكال الايذاء ولذلك قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس).

وقال تعالى: {قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم). 
فالاذى الذي يلحقه الصدقة يبطلها ويلغي اجرها وربما يؤثم صاحبها.
 
واشار  الى تجميع المحتاجين والتصدق عليهم ثم القيام بتصويرهم ونشر ذلك على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة تحت عناوين مختلفة لا داعي لذكرها او حصرها، واذا كان الهدف والغاية ارضاء الله جل وعلا في هؤلاء فإن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ولا يخفى عليه شيء في الأرض والسماء.

ولعل الكتاب الذي لا يغادر صغيرة وكبيرة الا احصاها قد احصى ذلك وقيده وسجله فلم التصوير والنشر اذن اذا كان الهدف هذا. 
وختم الشيخ بنى عيسى أيها المتبرعون اهل الخير أيها الاغنياء لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى لا تبطلوا اعمال الخير بالتصوير والنشر لا تجرحوا كرامة الفقير ولا تستغلوا حاجة الفقير في عمل دعاية واعلام كلكم اجعلوا شعائركم دائما اخفيها واجعلها خالصة لله.