كيف ننشئهم على التحمل٠٠ لماذا يتراجع أداء الطلبة ب"رمضان"؟

شذى حتاملة 

يعاني بعض طلبة المدارس خلال شهر رمضان الكريم من تراجع تحصيلهم الدراسي، لاسباب تتعلق بانخفاض معدلات الاستعياب لدى الطلبة وشعورهم بالخمل والكسول خلال صيامهم في شهر رمضان ، إضافة إلى تعرض بعضهم لامراض صحية لها علاقة بالصيام ،  إلا انه يجب تنشئة الطلبة على تحمل المشقة والتعب والتاكيد على اهمية التعليم في مختلف الظروف . 
  
واكد الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات ، ان خلال شهر رمضان الكريم يسود ثقافة اعتاد عليها المسلمين خلال هذا الشهر وهي  الكسل والتباطئ في اداء وانجاز الاعمال سواء في البيت أو في اماكن التعليم أو في الشارع ، مبينا أن هذا الكسل يمتد لطلبة المدارس ، إضافة إلى وجود ثقافة أن شهر رمضان يختلف عن باقي الاشهر  إذ قامت وزارة التربية موخرا بتقليص عدد ساعات الدوام الرسمي لطلبة المدارس . 

واشار  لتفادي تراجع التحصيل الدراسي للطلبة خلال شهر رمضان فانه من الضروري توعية المسلمين داخل المدارس وخارجها بأن شهر رمضان شهر عادي كباقي الاشهر حيث يستطيع المسلم أن يمارس جميع اعماله بسهولة ويسر ، مضيفا إلى ضرورة ابقاء الاجواء كما هي دون حاجة لتفخيم الامور سواء في عادات الطعام أو الدراسة أو السهر والنوم لساعات طويلة  وابقاء العادات اليومية كما هي مع تغير بسيط وليس كلي . 


وفي السياق ذاته قال الدكتور زكريا زهير المستشار في مجال الصحة النفسية ، انه لا يوجد ما يثبت افتراض أن هناك تراجع في التحصيل الدراسي لدى طلبة المدارس خلال شهر رمضان ، مبينا أن الطلبة سواء كان على مستوى التعليم الجامعي أو التعليم الأساسي لديهم وقت اطول للدراسة خلال شهر رمضان ، بينما يكون التعب والخمول في بداية رمضان  ؛ لأن عضوية الانسان لم تعتاد على الصوم بعد ذلك يعتاد جسم الانسان على الصيام .


وقال الخبير التربوي احمد وهدان ، ان التاخير الدراسي لدى الطلبة يعزى لعدة اسباب منها أن الدراسة تحتاج لمجهود كبير ومراجعة اختبارات والبحث والتثبت من المعلومات ، مضيفا انه من جهة اخرى التخبط وعدم التخطيط السليم للدروس ، وعدم وجود برنامج يسير الطالب عليه ويحدد اهدافه ضمن فترة زمنية محددة ، إضافة إلى عدم وجود وعي وادراك لدى معظم الطلبة حتى في المراحل العليا ، كل هذا يؤدي إلى التأخر الدراسي ويتفاقم الامر ويصل الطالب إلى مرحلة الفشل الدراسي . 
واضاف انه خلال شهر رمضان يصاب الطلبة بالاحباط والتراخي بحجة الصيام غير أن الواقع يقول عكس ذلك ، مبينا أن الصيام كما ورد  في كثير من الدراسات يعزز من خلايا المخ وهذا  يؤدي  يؤدي إلى زيادة معدل التركيز ومعدل الذكاء ، إضافة إلى أن الدراسات تؤكد قدرة الافراد على التركيز طوال فترة الصيام . 
وزاد أن الطلاب قسمان قسم يفضل الدراسة قبل الافطار واخر بعد الافطار اما الدراسة التي تحتاج إلى مجهود كبير ومراجعة وحل اختبارات فيمكن القيام بها بعد الافطار إلى فترة السحور ، مضيفا اما ما يحتاج إلى مجهود اقل فيمكن انهاءه في فترات الفراغ مع الاخذ بعين الاعتبار فترات الراحة اللازمة ، لذلك على الطالب أن يحدد لنفسه فترات راحة تعيد التركيز في جدول رمضاني دراسي حتى يتمكن من انجاز المطلوب .

 
واقترح وهدان لتفادي الطلبة تراجع التحصيل الدراسي خلال شهر رمضان أن يتم تحديد اهداف دراسية حسب المجهود والانجاز بعيدا عن تشتيت الذهن في كثير من الاعمال ، مضيفا ضرورة الالتزام والتخطيط السليم ثم التطبيق الجيد .
 
وتابع أن يعمل المعلم على تحفيز الطلبة داخل الفصل الدراسي بعدة طرق ووسائل ، ومراعاة الفروق الفردية وتوزيع الاسئلة ، لافتا إلى ضرورة اهتمام الأهل فهو له دور كبير كدافع للطلبة على الدراسة ، إضافة إلى الاهتمام بالحالة الصحية للطالب والاجتماعية والاقتصادية ، والمعاملة الطيبة من المعلمين للطلبة ، وتواصل الأهل مع المعلم يعزز اهتمام الطالب بالمواد الدراسية .