فراعنة: موقف الاردن داعم للشعب ‏الفلسطيني والفلسطينيين وحدهم من يدفعون الثمن

طلب: يجب تصليب الموقف الاردني الى مواجهة دبلوماسية سياسية


زينة البربور
اثارت الانتهاكات الاسرائيلية الاخيرة في المسجد الاقصى واقتحام الحرم القدسي الشريف ردود ‏فعل عربية واصفين ذلك بوحشية لا يقبلها عرف أو عقل أو دين أو منطق او حتى قانون دولي، ‏وعلى الرغم من تكرار الاعمال الارهابية في فلسطين والاماكن المقدسة الا أن الانتهاكات ‏المتزامنة كل عام مع شهر رمضان المبارك اغضبت الفلسطينيين لعدم احترام قدسية الشهر ‏الفضيل.‏
‏ الكاتب والمحلل السياسي رجا طلب في تصريح لـ " الأنباط " شدد على ضرورة تصليب ‏الموقف الاردني بشكل اقوى ممن عليه الآن لأنه لو استمر الموقف بأدواته الدبلوماسية اللينة ‏سيقوم تصعيد اكبر لكسر شوكة الموقف السياسي الاردني وخرق الوصاية الهاشمية على ‏المقدسات، لافتا الى ضرورة المواجهة السياسية اي الانتقال من الدبلوماسية في التعاطي مع ‏الازمة الى موقف يصبح فيه مواجهة دبلوماسية سياسية وليست ادارة ازمة بطرق دبلوماسية.‏
واوضح ان القرارت الرسمية الاردنية مازلت تتمحور حول ادارة الازمة بسبب ‏الضغوط التي تمارس بوصف الازمة بالعابرة ولاداعي ‏للتصعيد، مشيرا الى ان التصعيد الذي يقصدوه هو ورقة بيد الاردن اما بسحب السفير من ‏اسرائيل وطرد سفيرهم من الاردن او تجميد بنود اتفاقية السلام واغلاق الحدود رغم صعوبة ‏اتخاذ هذه القرارات، لافتا ان ذلك ليس موقفا خياليا انما يعود لقرار الملك الحسين بتمزيق ‏الاتفاقية عندما تمت محاولة اغتيال خالد مشعل في عمان مؤكدا انه ما يحصل في المسجد ‏الاقصى اصعب بكثير من محاولة الاغتيال السابقة.‏
واوضح أن الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة تعني الحماية بكل الطرق الدينية والدبلوماسية ‏والاخلاقية من خلال ‏ادوات ابرزها التفاهم الدبلوماسي والاتفاقيات والاعراف الدولية مبينا ان ‏تلك الوصاية حق ‏تاريخي في حماية المقدسات المسيحية والاسلامية، لكن وجود يمين متطرف ‏يحاول خلق ‏فراغ ديني بمعنى عدم وجود اي طرف مسؤول عن حماية المقدسات هذا سيدفع ‏وزارة الاديان ‏الاسرائيلية المتطرفة الى تهويد ما تبقى من القدس الشرقية وهنا تكمن حساسية ‏المسألة.‏
وفسر سبب تزامن الاقتحام السنوي للأماكن المقدسة مع "رمضان" وهو مصادفة عيد الفصح ‏اليهودي اي الاحتفال بخروج ما يدعون تسميتهم "ببني اسرائيل"  من مصر هربا من اضطهاد ‏الفراعنة، وخلال هذه المناسبة يقيمون احتفالات وطقوس في المسجد الاقصى معتقدين انه قائم ‏على هيكل سليمان والمعبد الكبير الذي كانوا يتعبدون فيه قديماً في فلسطين. ‏
كما بين ان الموقف الاستراتيجي للقوى الدينية الاسرائيلية المتطرفة هو السعي الدائم من اجل ‏هدم المسجد الاقصى واقامة هيكل سليمان لاعتقادهم ان بناء الهيكل سيعجل من عودة المسيح ‏(الذي سينصفهم ويقيم العدل في الدنيا.) ‏
من جانبه اكد المحلل السياسي حمادة فراعنة ان موقف الاردن ايجابي وداعم منذ القدم للشعب ‏الفلسطيني ولأهالي القدس ولا يملك أكثر من تقديم هذا الدعم والاسناد فهو غطاء للقضية ‏الفلسطينية عبر مسألتين الاولى مجلس اوقاف القدس والموظفين العاملين في الاوقاف والثانية ‏عبر تحركاته الدولية، لافتا ان حماية القدس والمسجد الاقصى لن يستطيع احد اطلاقا ان يكون ‏مؤثر فيها غير الفلسطنيين لانهم وحدهم من يدفعون ثمن المواجهة والتضحية والحماية.‏
وحول سبب الاقتحام ذكر ان شهر رمضان يترافق مع الاعياد اليهودية وبالتالي يستغل الاحتلال ‏هذا الوقت للسماح للمستوطنين اليهود لممارسة طقوسهم الدينية في المسجد الاقصى وهذا ما سبب ‏اقتحام جنود الاحتلال المسجد القبلي بتاريخ 5 نيسان وضربهم المعتكفين لانهم لا يريدون منهم ‏البقاء صباحا وبقائهم يعني منع المستوطنين من ممارسة طقوسهم، مبينا ان التخطيط الاستراتيجي ‏للمستعمرة الاسرائيلية يكون بفرض التقاسم الزماني والمكاني على المسجد الاقصى كما فعلوا مع ‏المسجد الابراهيمي في الخليل.‏
وعن سبب اقالة وزير الحرب الاسرائيلي اكد فراعنة انه يعود لرفضه برنامج نتنياهو في ‏التعديلات القضائية مؤكدا ان المظاهرات الاسرائيلية الاخيرة لا ‏ترتبط بتاتا باقتحام المسجد الاقصى انما هي انفجار داخلي يعكس الخلافات الاسرائيلية.‏