الذاكرة القصيرة تتأثر بالتوقعات

كشفت تجربة أجراها ثلاثة من علماء النفس، اثنان من جامعة أمستردام والثالث من جامعة ساسكس، أن الذاكرة قصيرة المدى قد لا تكون موثوقة كما اعتقد باحثون من خلال أبحاث سابقة كانت قد أظهرت أن الذاكرة طويلة المدى أقل دقة بكثير مما يعتقد الناس.

 
وفي الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة "بلوس وان"، أجرى الباحثون 4 تجارب، شاهد خلالها المشاركون رسائل في مجموعات دائرية على الشاشة داخل مربع، وحاولوا تحديد أحرف معينة، ثم عكس الباحثون اتجاه بعض الحروف، وتم عرضها لفترة وجيزة، أحياناً لربع ثانية فقط، متبوعة بفجوة مدتها 3 ثواني.
وتبع ذلك مجموعة مختلفة من الرسائل، طُلب من المشاركين إبلاغ رسائل من المجموعة الأولى التي شاهدوها وكانت داخل مربع، وتم إخبارهم أن بعض الحروف قد يتم قلبها. وطُلب من المشاركين تصنيف درجة ثقتهم في الحصول على الحرف الصحيح فوراً بعد كل اختبار.
وأظهرت التجربة انخفاض معدّل الدقة إلى حوالي 40%، كما تبين تدهور مستوى الدقة مع زيادة الوقت بين رؤية الرسائل والرد، لكن لم تتراجع درجة الثقة لدى المشاركين في إعطاء إجابات صحيحة.
واستنتج فريق البحث أن الدقة انخفضت بسبب عدم التوافق بين الواقع والتوقعات، ولأن الناس ليسوا معتادين بشكل عام على رؤية حروف مقلوبة؛ فإن عقلهم يعيدها إلى طبيعتها، سواء عندما يروها في الأصل أو في الذاكرة. ويفسر ذلك سبب بقاء ثقتهم قوية فيما يتذكرونه.