خبراء تربويون: على الوالدين تهيئة أبنائهم للصيام بالتربية والتعويد

شذى حتامله 
لوحظ في السنوات الاخيرة الاقبال الشديد من قبل صغار السن على الصيام في شهر رمضان الكريم، مبدين حماسا كبيرا للالتزام به تقليدا لإبائهم في العديد من العبادات  كالصيام والصلاة والزكاة.
   وهذا يوجب على الاباء تشجيعهم على اقامة الشعائر الدينية  
والالتزام بالقيم الدينية وتعزيزها لديهم. 
واكد استاذ الفقه والدراسات الاسلامية الدكتور منذر زيتون، ان المعلوم في الشرع الاسلامي لا تكليف للصغار في الصيام ولا اي عبادة اخرى قبل بلوغ سن التكليف، ويمكن للوالدين قبل البلوغ توجيه ابنائهم الصغار للصيام من باب التربية والتعويد على الطاعة إذا فهي قضية تربوية وليس تكليفا شرعيا قبل البلوغ ، فيما بعد البلوغ فإن الصغير يصبح مكلفا . 
واضاف أن الجيل الجديد من الصغار يقبلون على الصيام لأسباب عديدة منها القدوة الحسنة حيث يرى الاطفال اباءهم يصومون شهر رمضان لذلك يقتدون بهم، إضافة إلى اقتدائهم بأقرانهم ومعلميهم في المدرسة ، لافتا إلى انه لا يجب على الاهالي أن يضغطوا على ابنائهم  للاستمرار في الصيام في حال عدم استطاعتهم  اكماله  .
وتابع زيتون إن هناك اسبابا اخرى لصيام الاطفال لشهر رمضان تعود إلى الخواء الروحي الذي يشعر به الصغار والكبار، حيث يصبح الاطفال يقضون معظم وقتهم على الاجهزة الالكترونية اما في شهر رمضان  فيشعرون بأن التعلق بالأجهزة الالكترونية مكروه لأنها تستنزف طاقتهم وتؤثر  في مستواهم العلمي ، مشيرا إلى أن الصغار بحاجة ماسة إلى أن يشعروا بذاتهم اكثر من شعورهم بالمتعة ، وهذه الذات تنمى بالروحانية وبالتالي اصبح الصغار يتوجهون إلى الصيام في شهر رمضان الكريم . 
واوضح الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات، انه لا يجوز اجبار طفل على الصيام إذا كانت صحته الجسدية لا تحتمل الصيام، مبينا أنه من الناحية التربوية  تقع المسؤولية  على عاتق الوالدين  في تهيئة  الابناء  للصيام تدريجيا من خلال حديث الاهل مع ابنائهم عن اهمية الصيام ، واستخدام الصيام المتقطع لتعليم الاطفال على الصيام . 
وتابع عبيدات أن الصيام له العديد من الفوائد من الناحية الصحية لذلك ينصح بتعليم الابناء على الصيام.
وفي السياق ذاته قال الخبير التربوي وعميد كلية اللغة العربية في الجامعة الاسلامية الدكتور صالح المذهان، إن القدوة الصالحة من 
أعظم أسباب إقبال النشء على الإيمان بالله عز وجل، والاستقامة، والتخلق بالآداب الإسلامية، مشيرا إلى انهم في صوم رمضان هذا الركن العظيم يتأثر وان بهذه القدوة التي تظهر ثمرة الإيمان بالله عز وجل، وتتأدب بآداب الصيام، فيظهر هذا الأدب في السلوك والأخلاق الحميدة التي يظهرها الصائمون.
واكد المذهان أن القدوة الصالحة تربي النشء في هذا الشهر الفضيل على الصيام وآدابه وتلاوة القرآن الكريم والأخلاق الحسنة ، إضافة إلى دفع الصدقات وإعانة المحتاج والتقرب إلى الله عز وجل  والتضرع إليه ودعاه، والتوكل عليه لافتا إلى أن ذلك  يشعر هذا النشء بالوحدة الإسلامية، والأخوة الإيمانية التي تربطه بإخوانه المؤمنين في دول العالم كافة.