موقع " ‏SHEIN‏ " يسيطر على عقول الأردنيين وشكاوى التجار بلا نتيجة

بدوان: تراجع العمليات‏ الشرائية للسوق المحلي بسبب " ‏SHEIN‏ " أدى إلى انكماش ملحوظ في قطاعي "الألبسة" و"الأدوات المنزلية"

 

الأنباط – زينة البربور
حقق موقع " شي ان " جماهيرية كبيرة لدى المواطنين في السنوات الاخيرة وبشكل خاص ‏خلال جائحة كورونا ليكون المتنفس الاهم والخيار الاول لهم للشراء، وبقيت هذه الشعبية حتى ‏يومنا هذا، ولكن هل ترك هذا الاقبال الضخم للشراء اثرا سلبيا على الاسواق المحلية والتجار؟ ‏ولماذا تعد "شي ان" خيارا امثل للمواطنين رغم وجود اسواق كبيرة ومتنوعة محلياً؟

في السياق ذاته سألت " الانباط " عدة مواطنين لمعرفة سبب توجههم الدائم للشراء من الموقع ‏الصيني الشهير وكان رد احدى السيدات ان البضائع المتوفرة فيه غير موجودة في الاسواق ‏المحلية اي هناك تنوع حقيقي في الاصناف والموديلات ولكل الفئات العمرية، فيما تحدثت ‏سيدة أخرى عن جودة البضائع الاصلية والتي تفتقد في الاسواق اضافة الى سمعته العريقة التي ‏حافظ عليها منذ سنوات. ‏
وأوضحت السيدة م.ص أن الأنواع الموجودة على موقع "شي ان" اجمل وارخص من الاسواق ‏المعتادة بالإضافة الى سهولة عملية الشراء من داخل المنزل لافتة الى تعدد المقاييس والاصناف ‏والالوان لديه من كل البضائع اضافة الى غياب العمولة على الشراء، ورد مواطن اخر ان اكثر ‏عنصر يدفعني للشراء من "شي ان" هو الآراء الموحدة عن جودة البضائع وتنوعها بالإضافة الى ‏اسعارها الرخيصة مقارنة في الاسواق التقليدية. ‏

وقالت إحدى الفتيات : " اكثر ما جذبني للموقع هو الأسعار المناسبة وكثرة الحسومات على كلّ المنتجات تقريباً، بالإضافة الى سرعة وصول الطلب، ‏لافتة إلى أنه في بداية تجربتها الموقع قامت بشراء قطعتين من الإكسسوار، لتجربة الموقع في ‏البداية وحتى لا تكون الخسارة كبيرة في حالة كان الموقع سيئا، وتابعت أنه اكثر ما لفت نظرها ‏هو جودة المنتج غير المعقولة بالنسبة لسعره واصفة اياه بالممتاز. ‏
وتابعت "الانباط" استطلاعها مع اصحاب محلات لمعرفة تأثير ذلك على عملهم فكان رأي عدد منهم أن موقع "شي ان" وغيره من المواقع الالكترونية والطرود البريدية تعد ‏عقبة في طريق عملهم ويشكل خطرا حقيقيا على مستقبل التجارة التقليدية، لافتين إلى انهم لا يعاملون ‏معاملة متساوية معهم من ناحية الضرائب. ‏
ويرى آخرون أن التجارة الإلكترونية ساهمت في زيادة عدد الشركات التي تقدم الخدمات ‏البريدية، لاعتمادها بشكل أساسي على توصيل الطلبات من خلال تطبيقات الهواتف الخلوية ‏والمتاجر الإلكترونية، وقال أحدهم إن الطرود ألحقت خسائر فادحة بهم كونها تدخل الأردن ‏برسوم مخفضة جداً ودون ضوابط، فيما السلع المماثلة الموردة للتجار من مناشئ مختلفة وتخضع ‏لرسوم جمركية وضريبية مرتفعة وقيود وفحوصات متعددة‎.

بدوره بين الدكتور في العلوم الاقتصادية والمالية نمر بدوان لـ"الأنباط" أن شركة(‏SHEIN‏) اجتاحت الأسواق المحلية مما أدى الى تراجع العمليات ‏التجارية الشرائية الميدانية وخاصة على الملابس والأدوات ‏المنزلية والتي أصبحت الان من هذا الموقع تحديدا، وتراجع ‏اقبال المواطنين على محلات الألبسة التقليدية والأدوات المنزلية في السوق أثر سلبا في الحركة ‏التجارية وأدى إلى انكماش ملحوظ في قطاع تصنيع الألبسة المحلية والكماليات الأخرى للمنزل.
وبين أنه من هذا المنطلق، فإن فكرة إنشاء منصة أونلاين يدفع (‏SHEIN‏) لمنافسة مباشرة مع عمالقة ‏التجارة الإلكترونية في العالم مثل موقع التسوق العالمي (‏Ali Express‏) و (‏Amazon‏)، في وقت يتباطأ ‏فيه نمو تجار التجزئة عالمياً وسط حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد وضعف الإنفاق الاستهلاكي في بعض ‏الأسواق. ‏
واضاف أنها تعد من أكبر شركات تجارة تجزئة الأزياء عبر الإنترنت في العالم وتحويل عملياتها التقليدية ‏من بيع ملابس علامتها التجارية إلى منصة سوق أونلاين يمكن باقي التجار البيع مباشرة للعملاء من ‏خلاله.
وأضاف أن هذه الشركة تعد سريعة النمو، ومقرها سنغافورة يساعدها على تنويع سلسلة التوريد بعيدًا عن الصين، ‏حيث تأسست ‏‎(SHEIN)‎‏ لتبدأ التصنيع في تركيا منذ منتصف الصيف وتأجير وتشغيل مستودعات في ‏بولندا لتخزين البضائع والشحن إلى العملاء في أوروبا الغربية، وفقًا للمذكرة، وتتركّز سلسلة التوريد لدى ‏الشركة في مقاطعة (غوانغدونغ) الجنوبية في الصين، مركز التصنيع الرئيسي في البلاد، حيث تتمتع ‏بشبكة تضم أكثر من ٣٠٠٠ مورد.‏
وتابع بدوان أنه تعقيبا على ما مضي فقد لوحظ ان (‏SHEIN‏) نمت بسرعة لتصبح واحدة من أفضل تجارة ‏التجزئة عبر الإنترنت في العالم معتمدة على نموذج أعمال يقدم مجموعة كبيرة من الملابس وفق أحدث ‏صيحات الموضة بأسعار منخفضة للغاية لتصل قيمة الشركة إلى أكثر من ١٠٠ مليار دولار، وعلى الصعيد ‏الأردني، فقد عكس هذا النمو المتسارع اثرا إيجابيا على الأسواق المحلية في الأردن، واصبح كمية الطلب ‏على موقع (‏SHEIN‏) كبير جدا من قبل الكثيرين من المواطنين ، كما وان الشركة يدعمها كبار المستثمرون مثل ‏‎)‎سيكويا كبيتال تشاينا وجنرال أتلانتيك‎(‎، كما تتجه الشركة إلى تحقيق ‏إيرادات تصل إلى ٢٤ مليار دولار هذا العام‎.‎

في السياق ذاته يعد موقع (SHEIN)‎‏ الذي تأسس في الصين عام ‏‏٢٠٠٨م، متجر على الإنترنت يعرض المنتجات والأزياء في جميع أنحاء العالم، ولم يكن معروفًا في ‏العالم العربي من قبل، ولكن في عام ٢٠١٥م ظهر في المملكة العربية السعودية وأصبح مشهورا جدا، ‏واستخدمت العديد من دول العالم العربي هذا المتجر الذي يخدم في ٢٢٠ دولة في العالم.‏

من الجدير ذكره أن أكبر هذه المتاجر المتواجدة في المملكة العربية السعودية تمت مقاطعته نهائيا من قبل السلطات السعودية بسبب دعمها للمثليين ‏والمثليين جنسياً.