النخبة تناقش محتوى البرامج الرمضانية

مريم القاسم 
ناقش ملتقى النخبة-elite محتوى البرامج الرمضانية التي تعرض على الشاشات المحلية الاردنية، من حيث اعتبارها كوميديا ساخرة ام مسخرة، وضرب بعض المعتقدات والعادات الاجتماعية .
والقى اعضاء الملتقى الضوء على افكار عدة منها غياب كتاب السيناريو القوي واصحاب الرسالة الوازنة، والاعتماد على مشاهير السوشيال ميديا الهواة وغير المحترفين فنيا ، وتساءلوا  لماذا اصبحت الدراما الاردنية حبيسة المحلية ؟ وهل اصبح من غير الضروري الاهتمام بذوق المشاهد الاردني؟ بحيث اصبح في غربة عن قضاياه الاساسية اعلاميا.
وبين الصحفي جهاد ابو بيدر ان سياسة التجهيل الدرامي والإعلامي هي السائدة حاليا، من خلال تقديم التفاهة والمسخرة وليس الساخرة كالتي كان يقدمها ربيع شهاب وموسى حجازين وهشام يانس وغيرهم، موضحا ان هناك مخططا مدروسا لتجهيل الناس وزيادة منسوب التفاهة المقدم لهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
واضاف، جميل أن نضحك الناس، ولكن ليس بسيناريوهات بائسة، ولكن من خلال عمل احترافي حقيقي يقدمنا لنعود كما كنا في صدارة الدراما العربية، مشيرا الى ان هناك تراجعا في كل شيء في البلد ولا نعرف من المسؤول وما السبب. 
و قال الصحفي معاذ البطوش ان هناك اطرافا عدة تتحمل المسؤولية اولا غياب المدرسة الاردنية الراسخة للعمل الفني، وعدم الاهتمام بالمواهب الحقيقية مع التركيز على المزيفة، ثانيا غياب الرؤية لدى الدولة في دعم الفن وادراك أهميته والايمان برسالته، فالفن يعكس صورة الشعوب، وتاريخها وتراثها وهويتها، اما الاعلام وخاصة المرئي منه فهو مسؤول رئيس عما حل بالفن الأردني من سقطات، واستقطاب لاشخاص لا علاقة لهم بالفن، وعرض منتج سخيف لا يرتقي بالمجتمع.
واشار محمود ملكاوي الى ان الدراما الأردنية تعاني أزمة كساد وتراجع في الإنتاج والمضمون ، مبينا ان من أبرز عوامل الركود الذي تعانيه الدراما الأردنية رغم توفر النصوص الهادفة والكُتّاب والفنانين ذوي الكفاءة الى أنها كانت تمول من مؤسسات خليجية تحتاج إلى أعمال تاريخية أو بدوية -وليس لاعمال أردنية مستمد من البيئة الاجتماعية الأردنية - وباللهجة الأردنية الدارجة ، مبينا أن مقاطعة المؤسسات الخليجية للدراما الأردنية لأسباب سياسية إبان حرب الخليج ، بالتالي عدم توفير التمويل لهذه الأعمال الفنية أدى إلى تراجعها .
وذكر الدكتور خالد الجايح ان المدقق في البرامج التلفزيونية عموما يستشعر انها مسخرة أكثر منها ساخرة، بمعنى انها موجهة، وهذا لا يقتصر على المسلسلات والأفلام موضحا انها مسخرة من الداخل والخارج، ولها أهداف قد لا يدركها الممثلون أنفسهم، مشيرا الى ان هذه الأهداف في رمضان تزيد عما في غير رمضان لإلهاء الناس عن العبادة، وتحويل هدف رمضان إلى السخرية واللهو والأكل والعصبية وكل شيء ما عدا انه شهر عبادة وقراءة القرآن والصدقات وقيام الليل وذكر الله تعالى.
وبين الدكتور علي المر ان هناك ثلاثة أنواع من الإعلام، الاعلام الرسمي الذي يخدم منظومة الحكم، ويسير على وقع سياسات النظام الدولي، وإعلام حزبي يعبر عن تصورات وقناعات الحركات الفكرية والتنظيمات الحزبية المختلفة، ونوع ثالث هو نتاج لفيف من المصالح والقناعات والأفكار، ولا شك أن هذا النوع الوافد من الإعلام يشغل حيزًا كبيرًا ومتزايدًا، في ضوء الانفتاح وتزايد التأثيرات الخارجية، وليس من شانه أو من أهدافه أن يخدم المصلحة العليا أو القيم المجتمعية. 
وذكر الدكتور محمد ال خطاب انه وبالرغم من ضعف المحتوى الفني لكن كان هناك من يستحق ان يطلق عليه فنان أردني لالتزامه بقيم وثوابت وثقافة المجتمع فيما يقدمه من أعمال، ذاكرا اسم الفنان الاردني الكبير موسى حجازين كأحد هؤلاء العمالقة الذين التزموا بقيم الفن الأصيل، مبينا ان هناك ضعفا في  المحتوى المقدم بالمقارنة بمحتوى الدراما السورية او التركية ، مضيفا ان في هذه الأيام النفايات تحتل الشاشات للأسف واصبح الفنان الحقيقي في غربة عن مجتمعه ورسالته الحقيقية. 
وقال فيصل تايه انه مع تزايد المحتوى الذي يمكن وصفه بـ«التافه» في كثير من وسائل التواصل الاجتماعي التي صنعت من اسمو انفسهم "مشاهير" ، ما لبث ان رقاهم بعضهم إلى مستوى «نجوم» رغم ضحالة ما يقدمونه، لنجد ان وسائل الإعلام الخاصة وحتى الرسمية فتحت أذرعتها أمام هؤلاء، ومنحتهم فرص انتشار أوسع، وكأنها تمنح ما يقدمونه شهادة تقدير واعتراف رسميين لم يكونوا ليحلموا بهما، حيث بات هؤلاء يوجدون في العديد من البرامج ، وعبر كثير من المناسبات ، فانتقل عبثهم من صفحاتهم الخاصة على وسائل التواصل إلى الميدان الفضائي الذي وجدوه مفتوحًا أمامهم، فلا هم ارتقوا إلى ما يليق به، ولا القائمون على ذلك الفضاء عرفوا كيف يحافظون عليه راقيًا بعيدًا عن الإسفاف.