بلدة محنا بعجلون وجهة سياحية مميزة للزوار
فرح موسى
بلدة جميلة تحيط بها الأشجار المستديمة الخضرة مثل البلوط والخروب والبطم والقيقب، طبيعتها ساحرة، هواؤها نقي، يجاورها ينبوع مياهها البارد الذي ينساب كاللؤلؤ وهو يجري في وادي "خلة العين".
إنها بلدة محنا التي تقع في محافظة عجلون، وتعد مزارا سياحيا مهما فاضافة الى الطابع التاريخي الذي يحمل الكثير من المعالم الأثرية والحضارية والطبيعة الجميلة الخلابة التي يستمتع الزائر بها، فيها عين ماء مشهورة ببركتها حيث يأتيها اناس من كل أنحاء الأردن للشرب من مائها.
وسميت محنا بهذا الاسم لان احد الجيوش الرومانية مر بالمنطقة ايام الحكم الروماني فاصيب بمحنة، ومن هنا جاء هذا الاسم للبلدة .
وبلدة محنا التي تبلغ مساحتها 390 دونما، تقع شمال غربي مركز محافظة عجلون بنحو 10 كم، على مقربة منها محمية عجلون الطبيعية (الخضراء)، ويسكنها عدة عوائل اغلبها من عشيرتي القضاة والمومني الذين جاءوا اليها بداية القرن 19 بسبب عين الماء الموجودة فيها والتي ترفد مناطق الطيارة واشتفينا وام الينابيع .
هذه البلدة الصغيرة التي تشتهر بزراعة الزيتون اغلب سكانها الذين لا يزيد عددهم على الالفين نسمة يعملون بالوظائف الحكومية، ومعظمهم من الفلاحين الذين يحترفون زراعة الفواكه والخضروات المتعددة تعد طاردة للسكان لوعورة أراضيها الجبلية وقلة الصالح منها للسكن.
يقول المواطن إبراهيم السلامة ان القرية منسية من الحكومة وتفتقر إلى الكثير من الخدمات والبنى التحتية التي تخدم أهلها و السياح الذين يتوافدون إليها من داخل الأردن وخارجه، و تحتاج إلى الكثير من الخدمات لتتناسب وأعداد الزوار الذين يعبرونها في طريقهم إلى المحمية.
ويدعو الى الحفاظ على البيئة ونظافة الأماكن السياحية والأثرية حتى لا تتعرض للتلف، وتوفير المرافق اللازمة للمشاريع السياحية وتقديم الخدمات الكاملة لراحة السياح، وتطوير المناطق الطبيعية و الاهتمام بإنشاء المتنزهات وأماكن الترفيه المناسبة للعائلات.
ويقول مدير آثار محافظة عجلون اسماعيل ملحم بلدة محنا ذات طبيعة جبلية تكتسي جبالها بالأشجار البرية و خاصة أشجار البلوط المعمرة ، و ترتفع القرية عن سطح البحر نحو ١١٥٠ مترا، و تمتاز باعتدال طقسها صيفا و تدني الحرارة بها شتاء.
و يمكن للسائح ان يستمتع بمناظر طبيعتها الخلابة مع امتداد الغطاء الشجري على الجبال المحيطة بها ضمن جولته في قرى محافظة عجلون القريبة منها مثل : اشتفينا، باعون، طيارة، ام الينابيع، راسون، اوصرة و لستب و غيرها و جميعها ذات طبيعة جميلة جاذبة طيلة فصول السنة.
ويضيف ملحم من يزور بلدة محنا سيجد نفسه في نقاط جذب كثيرة من الطبيعة و الاثار و التاريخ، فعلى مسافة غير بعيدة عنها تقع قلعة عجلون الاثرية ، التي شيدت في العصر الايوبي و هي من أبرز المعالم التاريخية و الاثرية في محافظة عجلون و تشكل نقطة جذب للسياحة الخارجية و الداخلية و زارها في العام الماضي ما يربو على ٣٠٠ الف زائر و سائح، وعلى مقربة منها هناك موقع مار الياس الاثري، و هو مسقط رأس النبي الياس عليه السلام الذي يعد نقطة جذب سياحي اخرى في المنطقة مما يزيد من أهميتها السياحية المحلية والعالمية.