علي الزعتري يكتب :سموتريتش
سموتريتش
لم تخن الصراحةُ الصهيوني المارق سموتريتش عندما قال ما قال بحق فلسطين و الأردن. هو حتى كان كَيِّسَاً في التعبير عن الهدف الصهيوني فهو لم يذكر الفرات و النيل و عبَّرَ فقط عن الحالة الآنية التي يود أن يراها، و هي إذابة الأردن. أما ما قيلَ من أن حكومته الصهيونية الإجرامية تتنصلُ من تصريحه فالأجدى بسياسيينا أن يردوا التنصل بالنصل. لا أن يطلبوا التزاماً مجددا. غريبٌ أن نعتبر سموتريتش غراباً ينعقُ بعيداً عن السرب و أن نطالبَ بنفي موقفه. موقفهُ هو موقف حكومته و موقف الحاخامات و قادة الجيش و الإعلام و كثير المؤسسات الصهيونية.
إن كان من دليل غير بعيد فإن اقتحامات الأقصى اليومية تكفي لإقناع الجمعْ أن تحدَّي الوصاية الهاشمية عمودٌ فقري للحكومة الصهيونية و أن التحدَّي بأقدس الأماكن يجعل من كلام المارق آنف الذكر غير بعيدٍ عن المخطط أو التصور الصهيوني.
دونهم خرْطُ القتاد، كما المثلُ يقول، لكننا لم نكن نحلم قبل مائة عام أن فلسطين ستصبح "إسرائيل" و حَرِّيٌ بالأردن أن يتوقع الأسوأ لأن الفكر الصهيوني هذا لم يتكلَّمْ بهِ أحدٌ بمثلِ هذه الصراحة من قبل و أن يأتي بسياقِ مؤتمرٍ بدولةٍ أوروپية و ينطلقُ علناً هو فعلاً كما قال سمو الأمير الحسن خرقٌ للنواميس. إنهم اليوم يزرعون ليحصدوا و لا أظن أننا لا ندرك هذا.
مناسبٌ أن "الكرامة" تأتي الآن لتذكرنا بصهيونيةِ الغدر. لا عهود لهم و لا وعود. وضوح سموتريتش و سطوع موقفه يغطي علي مكر رئيسهِ لكنهما وجهان لنفس العملة.
علي الزعتري
الأردن
مارس ٢٠٢٣