الذكرى 65 لمعركة الدشيرة والذكرى 47 لجلاء آخر جندي أجنبي


يخلد الشعب المغربي الذكرى 65 لمعركة الدشيرة الخالدة التي جسدت أروع صورالملاحموالبطولات التي خاضت غمارها طلائع جيش التحرير بالجنوب المغربيفي مواجهة الاحتلال الأجنبي، والذكرى47 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليمالجنوبية المسترجعة غداة المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها عبقرية جلالةالمغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، وجسدت التلاحم العميق بين العرش والشعب فيملحمة استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.

وتعتبر معركة الدشيرة، حلقة ذهبية ترصع سلسلة الأمجاد والملاحم البطولية دفاعاعن الوحدة الترابية التي تحققت بفضل النضال المستميت للعرش والشعب، والذيتكلل بالمسيرة الخضراء المظفرة وإنهاء الوجود الأجنبي بالأقاليم الجنوبية.

لقد واصل الشعب المغربي وفي طليعته أبناء المناطق الجنوبية المسترجعة، مسيرةالنضال البطولي من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية، مجسدين مواقفهم الراسخة وتمسكهم بمغربيتهم، إيمانا ببيعة الرضىوالرضوان التي تربطهم بملوك الدولة العلوية الشريفة، رافضين لكل المناوراتوالمؤامرات التي تحاك ضد وحدة المغرب الترابية.

وتجسد معركة الدشيرة معلمة بارزة في تاريخ الكفاح الوطني، ألحق فيها جيشالتحرير هزيمة نكراء بقوات الاحتلال الأجنبي في الفترة من 1956 إلى 1960،وتظل ربوع الصحراء المغربية شاهدة على ضراوتها كمعارك الرغيوةوالمسيدوام لعشارومركالةوالبلاياوفم الواد على سبيل المثال لا للحصر.

وأمام هذه الانتصارات المتتالية، لجأت قوات الاحتلال الأجنبي إلى عقد تحالف فيمعركة فاصلة خاض غمارها جيش التحرير بالجنوب، تلك المعركة التي اشتهرتباسم معركةاكوفيون، وكانت هذه الوقائع شاهدة على مدى وقوة الصمودوالتصدي في مواجهة التسلط الاستعماري، تعزيزا للأمجاد البطولية التي صنعهاالمغاربة لإعلاء راية الوطن خفاقة في سمائه وفي سائر أرجاء ترابه الوطني منطنجة إلى الكويرة.

لقد قدم المغرب جسيم التضحيات في مناهضة الوجود الأجنبي الذي جثم بثقله علىالتراب الوطني قرابة نصف قرن، وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحمايةالفرنسية بوسط المغرب والحماية الاسبانية بالشمال والجنوب، فيما خضعت منطقةطنجة لنظام دولي، وهذا ما جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة بذلالعرش والشعب في سبيلها تضحيات جسام في غمرة كفاح متواصل طويل الأمدومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والخلاص من قبضة الاستعمارين الفرنسيوالإسباني المتحالفين ضد وحدة الكيان المغربي، إلى أن تحقق الاستقلال الوطني في16نونبر 1955.

وتستمر مسيرة التنمية والنهضة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملكمحمد السادس، نصره الله، على كامل أراضي التراب المغربي، بما فيها الأقاليم الجنوبية التي عرفت نهضة تنموية كبرى وأوراش اقتصادية واجتماعية عديدة، وكذا مكاسب سياسية تجلت في افتتاح دول عربية وافريقية وأمريكية لقنصليات عامة في مدينتي الداخلة و العيون، ومن بينها المملكة الأردنية الهاشمية التي افتتحت قنصلية عامة لها في مدينة العيون.