الاحتفال بإطلاق مبادرة زاد الفنون

رعت وزيرة الثقافة هيفاء النجار الاحتفال الذي نظمته الجمعية الثقافية العربية مساء اليوم الأربعاء، على مسرح الجمعية بعمان لإطلاق مبادرة "زاد الفنون".
وأكدت النجار في كلمة ألقتها بالاحتفال الذي حضره رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري وعدد من أعضاء مجلس الأعيان، ووزراء ومسؤولين سابقين، على أن الوزارة وشركائها من مؤسسات المجتمع المدني لديها موقف موحد من الإبداع والابتكار والقضايا الوطنية الأردنية والعربية، وأن الأردن يقع في قلب العالم وكذلك موقف موحد وصلب وصامد من أن الأردن رغم كل التحديات لم تنقطع عنه الحضارات منذ 10 آلاف عام، لافتة إلى أن الأردن يمثل متحفا كبيرا لمختلف الحضارات التي مرت في المنطقة، وهو منذ فجر التاريخ تقدمي ومدني ورؤيوي منذ آلاف السنين.
وأشارت إلى احتفالات المملكة بمئوية تأسيس الدولة الأردنية الحديثة، منوهة بأن الاحتفالية بالمئوية أكدت أن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بأن الأردن لديه الكثير من المنجزات رغم التحديات وهو مستمر بتقديم الانجازات من خلال مواصلة مسيرة التنمية والتطوير والتحديث.
وأشارت إلى أن وزارة الثقافة تعمل على كيفية تحقيق رؤيتها في مشروع وطني ثقافي تقدمي نوعي ينطلق من القيم الأردنية ويؤمن بقيادة الأردن الهاشمية، والتعددية والتنوع وعقلية نقدية، وبسردية الأردن الوطنية، كما تعمل على تجديد مشروع ثقافي أردني ضمن البعد القومي وبانفتاح كبير على الإنسانية لأننا نقع في قلب الحضارة الإنسانية، بحيث يكون القطاع العام رافعة للمشروع الثقافي الوطني الأردني.
وثمنت إطلاق هذه المبادرة وبجهود الداعم لها المهندس سمير عبد الهادي، مشيرة إلى أنها تمثل أبرز أبعاد الاستراتيجية الوطنية من خلال التفاعل بين مؤسسات المجتمع المدني، معربة عن استعداد الوزارة للتفاعل مع هذه المبادرة التي تقدم النموذج الأردني للأبداع ودعم الفنون والموسيقى والجمال.
وكان رئيس مجلس إدارة الجمعية رئيس المبادرة المهندس بشر جردانة ألقى كلمة في مستهل الاحتفال الذي أدارته الإعلامية رندا كرادشة أشار فيها إلى رؤية الجمعية التي تأسست في 1967 والمتمثلة بـ"نهضة مجتمعية قائمة على هويتنا العربية توسع دائرة الطموحات المشتركة وتساهم في بناء مجتمع مسؤول ومتفاعل مع الإرث الإنساني يبني مستقبله بقدرات مجتمعية ابتكارية".
ولفت إلى انه من هذه الرؤية تبلورت قبل عقود رؤية مدرسة الرائد العربي لتكون مؤسسة تربوية شاملة، مستعرضا ابرز المشروعات والمبادرات التي اطلقتها الجمعية ومنها مشغل التراث وصولا إلى منتدى الثقافة العربي "زاد الفنون".
وبين ان مبادرة زاد الفنون تأتي للإسهام في رفع شأن المجتمع في قضايا الثقافة والهوية من خلال بناء وتطوير منتدى للثقافة يهدف لتعزيز حيوية مشهد الفنون الأدائية عبر تكريس شراكات مؤسسة مؤثرة.
كما القت نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية ديالا الخمرة كلمة لفتت فيها إلى أن هذه المبادرة وبدعم من صندوق سمير عبد الهادي قررت أن الفنون الأدائية الأكثر للحاجة إلى العمل عليها، متكئين على دراسة مسحية نفذتها الجمعية لقطاع الفنون الأدائية في الأردن.
وبينت أن عمل المبادرة في السنوات المقبلة سيركز على مجتمع الفنانين الشباب وأصحاب المواهب الابداعية في الفنون الأدائية.
من جهته أكد المهندس عبد الهادي ان الثقافة ضرورة قصوى لأي نشاط فكري واجتماعي، مشيرا الى ان هذه المبادرة هي رافد مهم للمسرح والموسيقى ومختلف الفنون الأدائية.
وتم خلال الاحتفال تقديم عرض فيلمين قصيرين على الشاشة عن "مبادرة زاد وأكاديمية زاد للموسيقى" .
واشتمل الاحتفال على حفل موسيقي شارك فيه 14 عازفا وعازفة على مختلف الالات الموسيقية بقيادة الفنان لطفي ملحس والفنانة فوز شقير بمصاحبة كورال من اطفال مدرسة الرائد العربي استهلوا فيه بمقطوعة موسيقية "لونغا السنباطي" من تأليف الموسيقار رياض السنباطي.
كما قدمت الفنانة شقير أغنية "حرية" من الحانها وكلمات هاني رمانة وتتحدث عن معانا الاهل في فلسطين، ووصلة من الاغاني الكلاسيكية العربية ومنها "يا مسافر وحدك" و"يا وحشني وانت جنبي".
واختتم الاحتفال بأداء غنائي لكورال الأطفال بمصاحبة الفرقة الموسيقية والفنانة شقير قدموا خلاله أغان وطنية منها "اردن أرض العزم" و"عمان في القلب".
وتعود فكرة مسيرة المبادرة تحت شعار (نستثمر في الأثر والإرث الثقافي لبناء جيل المستقبل) إلى العام 2020؛ عندما تلاقت رؤى وأهداف وتطلعات الجمعية الثقافية العربية وصندوق سمير عبد الهادي للثقافة والفنون، ليشكلا نافذة حقيقية على أرض الواقع وتنطلق "زاد الفنون" رسميا كمبادرة غير ربحية في العام 2023.
وتهدف "زاد الفنون" للتوسع في نطاق عمل برنامج "إبداع" والمنبثق عن اللجنة الثقافية للجمعية الثقافية العربية / مدرسة الرائد العربي من خلال مسارين وهما؛ البناء على مساره التعليميّ والتربويّ والإبداعي، وتطوير شراكات مستدامة مع مؤسسات الفنون الأدائية المستقلة في الأردن، بما يسهم في تعزيز حيويّة المشهد الثقافي الأردني وتنوّعه والارتقاء بمكانة الفنون الأدائية في المجتمع.
وتشمل الفنون كل من؛ المسرح، الكتابة الإبداعية، الموسيقى، فنون الرقص، والدبكة، من خلال العمل مع اليافعين واليافعات والفنانين الشباب والشابات وطلاب وطالبات مدرسة الرائد العربي المهتمين بالحصول على تدريبات مختصة في مجال الفنون.
وتفتح المبادرة ذراعيها على المشهد الثقافي المحلي بشكل عام؛ عبر إتاحة فرصة وصول الفنانين الشباب والشابات إلى مساحات التدريب وتجارب العروض والأداء، وتوفير التمويل المرن وتعزيز القدرات التشغيلية ودعم العروض الإبداعية النوعية لشركاء المبادرة.
واختارت "زاد الفنون" مجال الفنون الأدائية لكونه واحداً من أكثر القطاعات مواجهة للصعوبات والتحديات محليا وعربيا، ولأنه الأمس حاجة لتوفير الدعم بمختلف أشكاله لما له من تأثير إيجابي على مجالات التعبير الإبداعي، والتحرّر الفكري المعزّز لقيم الديمقراطية والحريات الثقافية والحفاظ على الإرث والتراث.
--(بترا)