الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن أثبت مهنية وجهوزية عالية في التعامل مع جائحة كورونا

الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن أثبت مهنية وجهوزية عالية في التعامل مع جائحة كورونا

عمان الأول من آذار- أكّد المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، بمناسبة ذكرى مرور 3 سنوات على جائحة كوفيد-19 في الأردن، إن الأردن أثبت مهنية وجهوزية عالية للتعامل مع الجائحة،والتخفيف ما أمكن من تداعياتها الصحية بما فيها النفسية،والاقتصادية والاجتماعية؛ فكان بذلك مثالاً ونموذجاً يحتذى به.

وفي هذا المقام، لا يسع المركز إلاّ أن يسجّل تحية إجلال واحترام للكوادر الصحية بمختلف تخصصاتها وتضحيات شهداء الواجب من الجيش الأبيض، الذين وقفوا في الخطوط الأمامية جنبا إلى جنب مع بواسل الجيش العربي والأجهزة الأمنية وجميع المخلصين من مؤسسات الدولة العامة والخاصة، التي عملت ليل نهار، ليحافظوا معاً على الأمن الصحي الوطني، محققين بذلك قصة نجاح وطنية.

ولقد تمكّن القطاع الصحي بكافة أطيافه الوطنية، والقطاعات الأخرى ذات العلاقة، بالوقوف مع الحكومة وتذليل كافة العقبات في سبيل توفير الدواء حسب البروتوكولات العالمية، وشراء المطاعيم الضرورية وتوفير وسائل الوقاية الشخصية بهمة الجميع. ولقد ضرب القطاع الخاص نموذجاً مميزاً للتعاون مع القطاعات الأخرى لتوفير الاسرّة، سواء كانت للعزل أو العناية الحثيثة أو لاستخدام أجهزة التنفس أو لتقديم خدمات التشخيص المخبرية، وبقي النظام الصحي صامداً أمام التحديات والأعباء التي فرضتها الجائحة.

هذا ويُصادف يوم غد، الخميس الموافق 2 آذار، ذكرى مرور 3 سنوات على تسجيل أول إصابة بكوفيد-19 في الأردن، حيث أعلن وزير الصحة خلال إيجاز صحفي مشترك مع وزير الدّولة لشؤون الإعلام، وقتذاك، في 2 آذار من  العام 2020، عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في الأردن، لمواطن أردني قدم من إيطاليا.

وكان ترتيب الأردن بين الدول في التقاط العدوى بالمرض على المستوى العالمي رقم 66، كما تم تسجيل أول وفاة نتيجة لمرض كورونا بتاريخ 28 آذار للعام 2020 لسيدة مسنة تبلغ من العمر 83 عاماً.

وقد دفع تفشّي كوفيد-19، الذي بدأ ظهوره في مدينة ووهان بالصين في شهر كانون الأول من عام 2019، واستمر انتشاره ليهدد دولاً أخرى في الموجة الأولى منه في قارتي آسيا وأوروبا، منظمة الصحة العالمية حينذاك إلى إعلان حالة طوارئ صحة عامة تسبب قلقاً دولياًبتاريخ 30 من شهر كانون الثاني عام 2020.

وعلى الرغم من مرور 3 أعوام على الجائحة، إلا أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أعلنت في 30 من شهر كانون الثاني الماضي للعام الحالي على إبقاء حالة الطوارئ القصوى حيال كوفيد-19، مشيرة إلى أن المرض ما زال يشكل حالة طوارئ صحية تثير قلقا دوليا بحسب لجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية الدولية التي عبرت عن قلقها بشأن استمرار المخاطر التي يثيرها كوفيد-19.

ولا تزال منظمة الصحة العالمية، في إحاطاتها الإعلامية الدورية حول كوفيد-19، ترى أنه على الرغم من أن العالم هو في وضع أفضل مما كان عليه قبل ثلاث سنوات، إلا أنه لا ينبغي الاستهانة بهذا الفيروس؛ ولا تزال تدعو الحكومات لأهمية العمل على تعزيز المراقبة والرصدوالتتبع لكوفيد-19، والاستثمار في البحث لتطوير لقاحات يمكن أن توفر حماية أوسع وتقلل أيضا من انتقال العدوى، والاستمرار في التطعيم، خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر من العدوى بكوفيد-19، بما في ذلك كبار السن والعاملين في مجال الصحة.

وفي هذا السياق، يؤكد المركز الوطني لمكافحة الأوبئة، أن المملكة تشهد حاليا استقراراً واضحاً في الوضع الوبائي لكورونا، وإن كان مصحوباً بزيادة طفيفة لا تزال تحت السيطرة ولا تثير القلق سواء كان ذلك في عدد الإصابات أو نسبة الفحوصات الإيجابية أو دخولات المستشفيات المتعلقة بالعزل والعناية الحثيثة واستخدام أجهزة التنفس.

ويشير المركز إلى أنه وعلى الرغم من أن مرض كوفيد-19 قد يندرج ضمن قائمة الأمراض التي يجب التعايش معها، إلّا أنه يجب على الفئات ذات الاختطار الصحي العالي ككبار السن، والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة كالسكري وأمراض القلب والشرايين والسرطان أو ذوي المناعة المتدنية، أخذ الإجراءات الوقائية والاحترازية الصحية المناسبة حماية من العدوى؛ علماً بأن وزارة الصحة والقطاعات الصحية الأخرى، لديها القدرة على التعامل مع هذه الحالات خاصة مع توفر العلاج والمطعوم لكل المواطنين.

لقد فرضت الجائحة على الأردن، وكغيرها من دول العالم، تحديات صحية واقتصادية واجتماعية، ولكنها بذات الوقت، لفتت أنظار القيادة السياسية الأردنية بأهمية وجود جهة وطنية تنسُق لوضع ولمتابعة تنفيذالخطط للتأهب والاستعداد والاستجابة لمواجهة أي طارئ صحي، فجاء توجيه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في كتاب التكليف السامي لحكومة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة لاستحداث المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية؛ ليقوم المركز بدوره في تعزيز ممارسات الصحة العامة في مجال الوقاية من الأوبئة والأمراض السارية واتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشارها والحدّ من آثارها، وليكون على غرار المراكز الشبيهة في الدول المتقدمة التي تمتلك مثل هذه المراكز.

وشرع المركز ، الذي تأسس العام 2020، بإعداد استراتيجيته الأولى للثلاث سنوات القادمة (2023-2025)، حيث أطلقها في بداية العام الحالي، لتشكل خارطة طريق لتحقيق الأمن الصحي العام في المملكة، والتعامل مع التحديات الجمة الناشئة عن الأوبئة والأمراض السارية وأية أحداث وبائية مفاجئة

وتحقيقا لأهدافه الاستراتيجية، يسعى المركز من خلال البرامج والمشاريع والأبحاث التي يعمل عليها حاليا للعمل مع كافة الوزارات ولمؤسسات الحكومية والخاصة والمنظمات المحلية والإقليمية والدوليةالشريكة ذات العلاقة، لتنسيق الجهود المبذولة في مكافحة ومنع تفشي الأوبئة والأمراض السارية والاستعداد لها باستخدام نظام رصد إلكتروني وطني متكامل للحفاظ على الصحة العامة على المستوى الوطني، مؤكدا ثقته بجميع موظفي المركز وشركاءه في تنفيذ هذه الاستراتيجية بقدر كبير من التفاني والإخلاص لتحقيق النتائج المرجوة لضمان الأمن الصحي في المملكة.   

 

 

2