خبراء اقتصاديون يوضحون أهمية التبادل التجاري مع جمهورية غينيا
زينة البربور
بعد اللقاء الذي جمع جلالة الملك عبدالله الثاني، يوم الاثنين الماضي مع رئيس جمهورية غينيا بيساو عمر سيسوكو أومبالو، لتناول العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية وتأكيد جلالته الحرص على تعزيز سبل التعاون بين البلدين بالإضافة إلى زيارة أومبالو غرفة صناعة عمان ولقائه أعضاء الغرفتين الصناعيتين عمان والاردن .
أجرت "الأنباط" مقابلة مع عدة خبراء اقتصاد لمعرفة آثار ونتائج التعاون الاقتصادي مع غينيا والسبب الكامن وراء أهمية هذه الدولة ،حيث بين الدكتور في العلوم الاقتصادية والمالية نمر بدوان أن نماذج الجاذبية تعد من أكثر الأدوات نجاحًا في تحليل التجارة الدولية، وتتشابه الفكرة الأساسية لنماذج الجاذبية التقليدية للتجارة الدولية مع قانون الجاذبية لنيوتن، وان تطبيق مفهوم نيوتن على تحليل التدفقات التجارية على أساس فكرة أن حجم التفاعلات الاقتصادية التي تحدث في المناطق الجغرافية له علاقة وثيقة للغاية مع العوامل المحددة لكل منطقة.
وأشار إلى تمثيل هذه العوامل مجموعة أوسع من الأنشطة الاقتصادية للبلدان المشاركة في التجارة، كحالة غينيا بيساو مع الأردن ومثل الإنتاجية وتكاليف النقل الدولي، بما في ذلك مقياس آخر أكثر عمومية للتكاليف.
وأوضح أن هذه النماذج تستند إلى افتراضين أساسيين هما العرض والطلب في البلدان التي تحدد التدفقات التجارية، لكن عوامل الجذب ومقاومة عوامل التجارة أثرت في الأخير، وتابع أنه يمثل حجم الأسواق والهياكل الإنتاجية عوامل الجذب، ويعتمد المقدار الذي يمكن أن تقدمه الدولة عادة على حجم السوق وكذلك الإنتاج، والبلدان الصغيرة، التي لا تؤثر بمعزل عن الأسعار النسبية، لافتاً أنها لا تتاجر في النهاية إلا قليلاً لأن أحجام أسواقها أصغر نسبيًا.
وذكر أنه من ناحية أخرى تعد المسافة الجغرافية بين بلدين، هي متغيرًا يمثل عوامل المقاومة الطبيعية للتجارة، وهذا ما يمكن تطبيقه على حالة التبادل التجاري بين غينيا بيساو والأردن مبيناً أن الأخيرة تعد منطقة جغرافية جذابة للتجارة الدولية ونقطة مهمة للتجارة الدولية بما انها تعتبر بوابة واسعة للعبور لبلدان أخرى في الشرق الأوسط وذات أهمية جغرافية عالية في التجارة الدولية.
وأكد بدوان أن الأردن لديها فرصة جيدة للانضمام الى السوق التجارية الأفريقية بسبب عدة مزايا تتمتع بها، لافتاً أن زيارة الرئيس الغيني "أومبالو" تمثل خطوة جيدة ومهمة في تعزيز الاقتصاد الوطني الأردني وتوسيع عمليات التبادل التجاري بين البلدين، في مجالات الصناعة والزراعة والسياحة بشكل أخص.
وتابع أن الأردن تتمتع بقطاع صناعي جيد يسهم في تعزيز القطاعات الأخرى مثل القطاع الزراعي والثقافي والسياحي وغيره، مشيراً الى مساهمة قطاع الصناعة بما يقارب نسبة ٤٢٪ من الناتج المحلي الإجمالي في الأردن، واحتضانه نسبة ٢٢٪ من القوى العاملة في الأردن، بالإضافة إلى أنه يحتل المرتبة الأولى في الصادرات الوطنية بنسبة ٩١٪ من إجمالي الصادرات بقيمة ٩ مليارات دولار، لافتاً أنه يمكن للأردن الاستفادة من علاقاتها مع غينيا بيساو في مشروع التبادل التجاري عن طريق تصدير الأسمدة والألبسة والمواد الكيماوية والأدوية والمواد البلاستيكية.
وأوصى بدوان عبر "الأنباط" صناع القرار في الأردن باتباع منهجية نماذج الجاذبية لعمليات التبادل التجاري بين الأردن وغينيا بيساو من أجل تعزيز عملية التبادل التجاري بين الطرفين، واستخدام نموذج التنبؤات الاقتصادية على المدى البعيد، وتمكين عمليات الاستثمار الأجنبي المباشر بين البلدين وفتح سبل التجارة الدولية لدى صادرات قطاع الصناعة الأردني والغيني، إضافة إلى فرض سياسات اقتصادية ومالية مرنة تمكن البلدين من المضي قدما في عمليات التبادل التجاري بسلاسة وسهولة.
بدوره قال الخبير الاقتصادي حسام عايش لـ"الأنباط " أن جمهورية غينينا بيساو هي بلد صغير وعدد سكانها قليل لا يتجاوز 3 ملايين وتقع على المحيط الأطلسي في غرب أفريقيا وأهميتها تنبع من موقعها ومن وجودها ضمن منظومة دول غرب افريقيا، لافتاً أنها دولة فقيرة بالمعايير الاقتصادية المتعارف عليها.
وذكر أن أهم القطاعات التي تملكها هي الزراعة وبعض المعادن، لافتاً أن هذا أمراً مهم، وأضاف أنها سوق متطلباته ليست عالية من جهة نوعية المنتجات التي يمكن تصديرها إليها، مبيناً ان هذا امر مفيد يمكن العلاقات الاردنية مع هذا الدولة الانطلاق الى دول اخرى والاهم انه يمكن الاستثمار بمجال الثروات الطبيعية والمعدنية والزراعية بما يساهم في خلق سوق اضافي او مصدر اضافي للأردن من الزراعة في هذه الدولة مشيراً إلى إمكانية فتح باب استثمارات أردنية في غينيا بيساو.
ورأى عايش أن السوق الافريقي بشكل عام هو سوق واعد للصادرات الأردنية على وجه التحديد ناهيك أن فرص الاستفادة من الإمكانيات المتوفرة في هذه الدول كالزراعة والثروات الطبيعية ولا شك أن له انعكاس إيجابي على الاقتصاد الأردني بشكل عام.
من جانبه أشار الخبير الاقتصادي وجدي المخامرة إلى أن الانفتاح على أسواق غينيا يعد مدخل للتعاون مع دول اخرى مثل كينيا وغيرها من الدول الافريقية، لافتاُ ان هناك أسواق مازال عليها مشاكل من ناحية التبادل التجاري كسوريا والعراق.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"الأنباط" أن معظم أسواق الأردن حاليا خارجية غير الاسواق التقليدية المعتمدة مبيناً أن غينيا تعد من الأسواق المشجعة للصادرات الاردنية.