على طاولة وزير الاتصال الحكومي


عمرالكعابنة

من البديهي أن تكون مهمة الناطق الإعلامي نقل المعلومات للوسائل الإعلامية بكافة أشكالها وألوانها وتوجهاتها، والرد على تساؤلات الصحفيين والتعاون معهم في هذا المجال لإيصال المعلومات للمواطنين خصوصاً إذا كانت المعلومات ذات أهمية للوطن والمواطن.

ما حدث اليوم بين أحد صحفيي "الأنباط" وناطق إعلامي لإحدى الوزارات مؤسف ومخجل للوزارة التي يمثلها هذا الناطق برده على سؤال لـ "الأنباط" حول جاهزية الوزارة وتأهبها للزلازل وما هي خطة الطوارئ التي تتبعونها للأزمات كافة؟ ، ليرد مقهقهاً ضاحكاً " والله انك ضحكتني بالسؤال لدرجة إني اضطريت أسجل تسجيل صوتي يعني تركت كل المؤسسات الحكومية وكل الدولة وما جيت غير تسأل عن "س،ص" والله مش عارف شو بدي أجاوبك ، الله يكفينا شر الزلازل" وأردف قائلاً بعد الانتهاء من ضحكته الماصخة "بنتوضا وبنتغطى ونام وكله على الله".

بعد هذا الرد "التافه" الذي يدل على تدني المستوى الثقافي والأخلاقي للناطق، لا بد من الإشارة هنا أن هذا الناطق لا يمثل إلا نفسه، لكنه إنذار خطير جداً يجب توجيهه لوزير الاتصال الحكومي فيصل الشبول وتنبيهه بالحادثة التي تأتي عكس تحركاته النشطة لتطوير الإعلام الرسمي وغير الرسمي في الأردن، وتعديل القوانين بحيث تتناسب مع المرحلة القادمة من خطتي التطوير الاقتصادي والإداري ، كما أنها تشير إلى مشكلة قائمة ومستمرة لبعض الناطقين الإعلاميين الذي لا يمتون صلة بمفهوم "الناطق الإعلامي" ومهامه الواضحة التي لا تحتاج لعمل دؤوب منهم سوى الرد على استفسارات الصحفيين للقضايا العديدة التي يطرحونها.

في الختام هذه الحادثة قد يراها البعض بسيطة لكنها بغاية الخطورة وتحمل في طياتها الكثير من علامات الاستفهام حول آلية تعيين هؤلاء "الناطقين الإعلاميين" وإن كان تم تدريبهم على كيفية مخاطبة وسائل الإعلام المختلفة، وهل لديهم بالأصل معرفة حول الوزارات التي يشغلونها.