"الرعي".. مهنة الانبياء والرسل على وشك الانقراض

سالي الصبيحات
مهن كثيرة انقرضت وأصبحت من الماضي بسبب التقدم السريع والتطور التكنولوجي وشيوع ثقافة العيب، وخاصة مع انتقال عدد كبير من السكان الى المدن بحثاً عن مصادر رزق حديثة لتوائم ثقافة العصر الحالي .
ورغم التغيرات الاجتماعية التي طرأت على مجتمعنا لاسباب وعوامل عديدة الا ان الكثير من الشباب يرفضون العمل في مهن عديدة توفر لهم دخلاً جيداً كونها وصفت بـ"العيب" . ويلاحظ ان بعضهم يفضلون البقاء في البيت على الالتحاق بعمل لا يتناسب مع وضعهم الاجتماعي او شهادتهم او لسمعة قد تكون غير مناسبة عن مهنة ما ويتم تعميمها، ومنهم من لا يتقبل فكرة العمل بوظيفة اقل قيمة من السابقة.
ظاهرة "ثقافة العيب" تزداد بين صفوف الشباب خاصة الذين يتمسكون بفكرة العمل المكتبي لاعتقادهم ان بعض هذه المهن تعد عيباً استنادا إلى تقاليد واعراف وقناعات شخصية. ومن المهن التي على وشك الانقراض "الرعي" التي تعتبر من اشرف المهن فهي مهنة الرُسل والأنبياء وتعد من الممارسات القديمة للحصول على الغذاء كما انها تعد من المهن المهمة في الدول العربية، إلا أنها مرفوضة اجتماعياً ، حيث يعاني الراعي من مشاكل اجتماعية ومنها رفض بعض الاسر تزويج ابنتهم من شباب يمتهنون الرعي.
وفي هذا السياق رصدت "الانباط" عبر مواقع التواصل الاجتماعي شواغر توظيف بـ مهنة راعي اغنام مع تقديم الطعام والشراب يومياً له خلال عمله وبرواتب جيدة مقارنة مع رواتب الوظائف المكتبية ، ومع ذلك لا يوجد اقبال لدى الشباب الاردني على هذه المهنة.
وبهذا الخصوص قال أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي ان اسباب تغيب بعض المهن توجه أبناء وشباب القرى والبوادي الى التعلم الجامعي مما يقلل من اهتمامهم وتركيزهم على مثل هذه المهن (الراعي) والبحث عن مهن تتوافق مع تخصصاتهم وشهداتهم.
وبين لـ"الأنباط" أن الأهل في حال تحصيل ابناءهم الشهادات يرفضون ممارستهم مهنة الراعي معتبرين انها تنتقص من تعليمهم ومكانتهم ومستقبلهم ، مضيفاً ان مهنة الرعي اصبحت مقبولة لدى العمالة الوافدة في الاردن. وأوضح ان القضية ترتكز حول الرغبة في عملية استقرار الشباب داخل المدن وهجرتهم ما ادى الى تضخم المدن وتشكيل ضغط سكاني كبير خاصة في العاصمة عمان ووسط اربد والسلط ،لافتاً الى ان الاردن في اشد الحاجة الى مثل هذه المهن التي تعتبر من المهن الأصيلة والتراثية في الاردن ومن العادات والتقاليد كما انها مهنة الاباء والاجداد لذلك يجب عدم تركها والتركيز على ممارستها وارجاع احياءها.
وبلغ معدل البطالة في المملكة خلال الربع الثالث من العام الماضي (2022) إلى نحو 23.1 بالمئة، بانخفاض مقداره 0.1 نقطة مئوية عن الربع الثالث من 2021، وبارتفاع مقداره 0.5 نقطة مئوية عن الربع الثاني من العام ذاته (