ملتقى النخبة يتساءل عن مدى جاهزية المؤسسات الحكومية بعد المنخفض الجوي الاول

مريم القاسم 
ناقش ملتقى النخبة-elite مدى جاهزية المؤسسات الحكومية بعد المنخفض الجوي الاول ، من حيث استعداد الكوادر لمواجهة المنخفضات المقبلة ، وتحدث المشاركون عن المقترحات لزيادة الجاهزية وتلافي السلبيات في المستقبل ، مبينين دور الاعلام وهيئات المجتمع المدني في دعم وزيادة الجاهزية.
ذكر المهندس احمد العدوان ان هناك حرصا شديدا من اجهزة الدولة كافة لتنبيه المواطن  من خلال وسائل الاعلام الرسمي والخاص او مديرية الامن العام قبل قدوم المنخفضات واثناء وجودها  ، مشيدا الجهد المبذول من الجهات كافة اثناء هطول الثلوج والامطار الغزيرة التي شاهدناها اخيرا وراينا دور الجميع المميز في المحافظة على حياة المواطن ابتداء من الحكومة التي عطلت دوام المدارس واخرت دوام الموظفين حتى العاشرة حفاظا عليهم من  الصقيع.
وبين ابراهيم ابو حويله ان هناك الكثير من الأمور التي تجعل الوظيفة العامة غير مغرية فهي مطمع لفئات كبيرة ، وهي مكان انتقاد لفئة أكبر ، وغير مجدية من الناحية المادية ، وفي حال الخطأ فلا أحد يرحمك ، قلت لأحدهم أن تنجح شبكة الكهرباء الوطنية بتحمل هذا الحمل الكبير ولا تخفق يعد انجازا ، فقال لي بل هو واجبهم ، موضحا انه تم نسيان الضجة التي حدثت نتيجة رفع قدرة الشبكة إلى ذلك الحد الذي تتحمل فيه الحد الأقصى من دون حدوث مشكلة ، وأن كلفة هذا الاعداد هي مبالغ كبيرة ، وكان بعضهم  اعترض على دفع هذه المبالغ حتى نستفيد منها وقت الحاجة ، ولو حدث أن لم تتحمل الشبكة هذا الحمل فإن انتقادها أيضا جاهز . 
ولفت محمود ملكاوي الى ان الحل لا يأتي من خلال الخطابات والاعلانات المسبقة وحجم التحذيرات المتوالية وبيان وتوفر الآليات والمعدات اللازمة ، فالأمر يتطلب حلولا جذرية ، موضحا أنه ليس من السهل  الخروج من مشكلة البنية التحتية في عمان وضواحيها وباقي مدن المملكة ، فالبنية التحتية والصرف على حالها تقريباً من سنين ، اذ أصبح من الطبيعي مهما كانت درجة الجاهزية فلن تكون الحلول الآنية كافية لتحل المشكلة ، وسيتكرر الحال ، مشددا اننا بحاجة إلى ثورة بيضاء في كل المجالات ،  تتيح للمواطن العادي أن يحصل على الخدمات التي يستحق دون عناء ومكابدة ، ما دام يؤدي واجبه ويدفع الضرائب. 
وقال الدكتور محمد جرار ان نعمة الأمطار وما تحمله من خير للعباد والبلاد تحولت الى كابوس ليس فقط للأجهزة والوزارات المتخصصة وانما للمواطنين ايضا بسبب ما تخلفه من آثار سلبية وكشف عيوب البنية التحتية في أهم القطاعات كالمياه والصرف الصحي والطرقات ، مبينا انه مع كل منخفض ننتظر انقطاع الكهرباء وضعف خدمة الانترنت في وقت يجب ان تكون هذه الخدمات قد اكتملت ولا تتأثر من جراء أحوال جوية طبيعية كنعمة الأمطار والثلوج .
 واوضح ان المطلوب اعادة تفعيل دور البلديات في وضع مخطط شمولي لجميع مدن المملكة يراعي التطور والتوسع في البنيان والترابط بين المدن الرئيسية والأقضية والنواحي بما يلائم الثورة في عدد السكان لضمان التخطيط السليم، واعادة بناء البنية التحتية بما يلائم الواقع والتطور الزمني بشكل يليق بنا ونحن في مئويتنا الثانية كدولة متقدمة . 
وبين  الدكتور خالد الجايح ان أجهزة الدولة تطور اداءها  في مواجهة المنخفضات الجوية مشيدا بقرار وزير التربية والتعليم بتعطيل المدارس في اليوم الأول للمنخفض ، حتى وزارة الاوقاف فتحت المساجد لايواء المتضررين والذين انقطعت بهم السبل ، وهذا سلوك من عظمة ديننا وأهله ، مقترحا ان تبقى الحكومة على جاهزيتها، التي تبدأ قبل فصل الشتاء، وترتفع درجة الجاهزية وتفقد الآليات والتنسيق بين الفرق عند توقع المنخفضات القوية. 
وبين مهنا نافع انه على مستوى البنية الفوقية هناك تحسن بواقع الكثير من المناطق وخاصة ما يتعلق بشبكة تزويد الكهرباء اذ لم نلحظ أي انقطاعات بشكل متزايد للتيار الكهربائي رغم شدة الرياح اثناء المنخفض السابق ، مؤكدا أنه كلما ازداد تعاون المواطن والتزامه بالمزيد من زخم الإرشادات والتنبيهات ، تكلل الجهود بالمزيد من النجاح. 
وتساءل الدكتور عديل الشرمان عما يفيد الاستعداد إذا كان الخلل في البنية التحتية ؟ اذ في كل مرة نجد أنفسنا أمام كم هائل من التنبيهات والتحذيرات ، موضحا اننا بحاجة إلى بنية تحتية قوية حديثة ومتقدمة، وعقول تبني وتخطط همها الوطن وسلامة مواطنيه ، ونحن بحاجة إلى خطط طوارئ محكمة تتعاون فيها كل الاجهزة المعنية وتكمل بعضها بعضا، مضيفا ان الظروف الجوية الماضية وضعتنا أمام اختبار جزئي ولم تضعنا أمام اختبار حقيقي لنكتشف مدى قدرة البنية التحتية والاجهزة المعنية على المواجهة والتصدي . 
واشار الدكتور موفق الزعبي الى ان الاستعداد لا يجب أن يكون لحظيا ، ويجب الا يأتي فجأة ولا يمكن أن يتم التعامل مع الأمور بأسلوب الفزعة ، موضحا ان الاستعداد لموسم الشتاء يكون بالتخطيط المسبق بعد دراسة معمقة ، ومن بعد ذلك يتم التنفيذ قبل موسم الشتاء ، فالتعامل مع الظروف الجوية متفاوت من منطقة لأخرى، وللأسف فإن بعض الأجهزة لم تنجح  في التعامل مع المنخفض في بعض المناطق، وما دام  اسلوب الإدارة نفسه هو المتبع فإننا سنواجه الأوضاع السابقة ذاتها في المنخفضات المقبلة .